مغارتا الحمام (إِفْرِي أُونْجَار ) و الجَمَل ( ثاسركَوت )
محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
موقع المنطقة على الخريطة
مغارة الحمام.. موطن الإنسان القديم بشرق المغرب
إلى وقت قريب، أخفت جبال "بني يزناسن" شمال شرق المغرب حقيقة مذهلة ما كنا لنعلمها لو لا لهفة الاكتشاف. فبين هذه الجبال الوعرة، تنزوي مغارة الحمَام بنفسها مراقبة ما يحيط بها من أشجار ووديان، حيث لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مسالك تكاد تشق الأنفس. ورغم أن هذه المغارة كانت محط أبحاث وحفريات قديمة، فإنها ظلت في مخيال السكان المحليين مجرد مغارة معلقة في الجبال، كما يحبون تسميتها، لا تختلف كثيرا عن باقي المغارات في مناطق أخرى من المملكة المغربية. وفي الأسبوع الثالث من شهر مارس لسنة 2018، جاب اسم مغارة الحمام العالم كواحدة من مواطن الإنسان القديم، بعد اكتشاف أقدم جيناته في أفريقيا -والتي يبلغ عمرها 15 ألف سنة- على يد فريق بحث في علم الآثار والجينات (الوراثة) من المغرب وبريطانيا وألمانيا، على رأسه الدكتور عبد الجليل بوزوكار الباحث في معهد علوم الآثار والتراث بالرباط. وبسبب الغنى الأركيولوجي الذي يميز مغارة الحمام، صنفتها الدولة تراثا وطنيا، لكن سكان تافوغالت بإقليم بركان -والمقدرين بحوالي ثلاثة آلاف نسمة- ما زالوا ينتظرون أن يستثمر هذا الكنز لخدمة التنمية، حتى يكون هناك عائد مادي يخرج قريتهم من الفقر، كما هو شأن عدد من المواقع الأثرية والعلمية في العالم. قصة الاكتشافات وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات الفرنسية تسعى لفرض نظام الحماية على المملكة المغربية، كان هناك طبيب فرنسي ضمن الحملة العسكرية يجوب محيط المغارة، وأدرك بحسه العلمي أن في الأرجاء كنزا أثريا. يقول الدكتور حسن أوراغ الباحث في علم المستحاثات بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة للجزيرة نت إن الطبيب الفرنسي بينشو "أدرك بعد عثوره على عدد من الأدوات الحجرية القديمة، أنها "مؤشرات قوية على وجود آثار داخل المغارة". ولأن تخصص "بينشو" العلمي بعيد عن علم الآثار، لم يجد بدا من الاستعانة بصديقه الباحث في مجال الآثار أرماند غولمان الذي قضى مدة سنتين في المغارة وهو يبحث، وكانت المؤشرات كلها توحي بوجود آثار إنسان فيها. بعد ذلك بسنة، التحق بالمغارة الباحث الفرنسي أيضا جون روش وبحث داخلها مدة 15 سنة، ليكتشف العديد من الأدوات والأغراض التي استعملها الإنسان القديم في هذه المنطقة لتدبير أموره اليومية، ويحملها معه إلى فرنسا مسقط رأسه، حيث توجد إلى اليوم. حضارات متعاقبة داخل المغارة، وضع الباحثون ترقيمات لكل الطبقات التي تم اكتشافها، آخرها الطبقة التي تحمل الرقم 1، وهي طبقة تؤرخ للحقبة الزمنية التي تمتد من 11 ألف سنة إلى 23 ألف سنة والمعروفة باسم الحقبة "الإيبوموريزية". ويميل لون هذه الطبقة كثيرا إلى الرمادي القريب من السواد، وهو دليل على استخدام إنسان هذه الفترة النار لطهي الطعام. ويقول أوراغ إن هذا اللون اكتسبته من الرماد الذي كانت تخلفه النار، وهو ما يدل على أن إنسان تلك الحقبة قام بتطويع النار واستخدامها حتى يستفيد من منافعها. ووصلت الحفريات إلى عمق لم يتجاوز عشرة أمتار، وما دام القاع لم يظهر بعد، فإن التحقيب الزمني مستمر، ويمكن اكتشاف حقب تؤرخ لاستيطان الإنسان هذه المنطقة قد تتجاوز مئة ألف سنة. أبحاث مكثفة الأبحاث المكثفة التي أجراها الدكتور عبد الجليل بوزوكار بمعية فريقه طوال السنوات الماضية، والمتوجة بالاكتشاف الأخير، سيمكّن -بحسب تصريح الباحث للجزيرة نت- من تحديد الأمراض التي كان يصاب بها الإنسان القديم، والتي بدورها ستمكن من تحديد نمطه الغذائي. وقبل هذا الاكتشاف، قطع اكتشاف آخر في المغارة نفسها مع الاعتقاد السائد بأن مرض الأسنان (التسوس) ظهر مع تطور النشاط الفلاحي وتنوع سلة الغذاء، إذ إن الأبحاث التي أجريت على عدد من الهياكل العظمية التي عثر عليها في المغارة -والتي وصلت لمئتي هيكل عظمي- تبرز أن مرض الأسنان كان يعاني منه إنسان الفترة القديمة الذي عاش قبل 15 ألف سنة. واكتشف الباحثون قبل سنوات أن إنسان تلك الفترة يشبهنا أكثر عندما وقفوا على أقدم حلي في العالم على شكل طقم من صدفيات البحر وقشور بيض النعام، وكما هي حالنا فالزينة لها دور مهم في حياة إنسان هذه الفترة، على اعتبار أنه كان يتصل بشكل دائم مع تجمعات بشرية أخرى، بحثا عن المواد الأولية لتصنيع أدوات الصيد والاستخدام اليومي. المصدر : الجزيرة نت
مغارة الجمل بزكزل .. تفاصيل اكتشاف أقدم نقوش جدارية بشمال إفريقيا
بإقليم بركان، اكتشف فريق من الأساتذة الباحثين من جامعات ومعاهد مغربية وإسبانية نقوشا فنية جدارية ترجع إلى نهاية العصر الحجري الأعلى، وتعد " أقدم التعبيرات الصخرية التي اكتشفت، إلى حد الآن، داخل الكهوف والمغارات في كامل شمال إفريقيا "، وفق الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة. وأنجز البحث الذي أدى إلى هذا الاكتشاف فريق من الأساتذة الباحثين من جامعات ومعاهد مغربية وإسبانية، تحت إشراف الحسن أوراغ، الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، ورامون فينياس، الباحث بمعهد علوم البيئة البشرية القديمة والتطور الاجتماعي بتاراغونا – إسبانيا، وشارك فيه عبد الهادي فك، الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وعائشة أوجع، الأستاذة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط. وحول اكتشاف هذه التعبيرات الصخرية بمغارة الجمل بزكزل، الموجودة بجبال بني يزناسن، في جهة الشرق، يقول الحسن أوراغ، أستاذ باحث مشرف على البحث، إنه كان نتيجة مشروع شراكة بين عدة جامعات ومعاهد مختصة، في إطار مشروع البحث في ظهور الإنسان القديم وحضاراته في الجهة الشرقية، وهو نتيجة أزيد من 15 سنة من تنقيب فرقة علمية متخصصة في عدد من المناطق بجرادة، ومكان الاكتشاف، وفكيك. ويزيد أوراغ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الاكتشاف الذي جمع كلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة، ومعهد الآثار والتراث بالرباط، ومعهد الآثار بتاراغونا، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عرف حضور طلبةِ أساتذة باحثين مشاركين، من أجل إظهار هذا التراث لهم، وحتى يسهموا في البحث. وعن أهمية هذا الاكتشاف يقول المشرف على مشروع البحث: “كل اكتشاف جديد، قديم أو حديث، يعتبر مهما بالنسبة لنا”، ثم استرسل قائلا: “هذا الاكتشاف هو أقدم محاولة للفن الصخري الجداري بالمنطقة، وتقريبا في جميع البلدان المغاربية؛ فلأول مرة نجد النقوش الصخرية من العصر الحجري الحديث، أو قُبَيل التاريخ. ومن مزايا هذا الاكتشاف أنه قديم جدا، إذ يعود إلى 11 ألف سنة أو 12 ألف سنة”. وحول كيفية تأريخ النقوش المكتشفة، يقول الحسن أوراغ إن "هذا التأريخ نسبي، وأعد بالمقارنة مع بعض المواقع المعروفة في أوروبا، مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال، حيث وجد تشابه بينها، لا يوجد في جهة بالمغرب والجزائر وتونس "، ثم يزيد شارحا: "لهذه المغارة غطاء من بلورة الكالسيت، ويمكننا التأريخ مباشرة منها، وتعطينا التأريخ المطلق، لأن الكالسيت يحتوي على تسجيل لتطورات البيئة، وهو ما يعني أن بحثنا في بدايته فقط، ولكنه مستمر". وجوابا عن سؤال مستقبل هذا الموقع، يتحدث المشرف على البحث عن وجود "مشروع استثمار في المغاربة "، ويضيف: "هو مشروع قديم لأن هذه المغارة مصنفة تراثا وطنيا، وهي مثل متحف طبيعي في باطن الأرض". ويستحضر أوراغ متابعة ساكنة المنطقة لهذه التنقيبات، وأملها في مشاريع تنمية تربط بها، وبمغارة تافوغالت التي تبعد عنها بتسعة كيلومترات، حتى تكون المنطقة “نقطة استقطاب لمشاهدة هذا التراث، والمناظر الطبيعية ".
صــــــــــــــــــــــورة برابط خـــــــــــارجــــــــــــــي