مجتمعيــــــات
محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
روابط محتــويــات الصفحــــة بعض مظاهر العيش لدى قبائل بني يزناسن خلال فترة 1130 ه / 1718 م - 1330 ه / 1912 م نظام التويزة بين الأمس و اليوم المنازل الفلاحية أقدمية لَوْز بني يزناسن الأسماء التبركية في منطقة بني يزناسن وما حولها
بعض مظاهر العيش لدى قبائل بني يزناسن خلال فترة 1130 ه / 1718 م - 1330 ه / 1912 م
كانت كل قبيلة تقوم باستغلال محيطها الزراعي الذي يجمع بين السهل والجبل ، إلا أن الأحواض الداخلية والوديان الجبلية كانت في الحقيقة هي المستغلة ، أما سهول تريفة – عدا منطقة لعثامنة وأولاد منصور – وسهول أنجاد لم تكن مستغلة ، بطريقة مكثفة وذلك راجع إلى انعدام الأمن والصراعات القبيلة. فالوثائق التاريخية تحدثنا عن أن لعثامنة وأولاد منصور كانوا يعتبرون خزانا للحبوب ، لجودة أرضهم وقربها من تأثيرات البحر الذي يلطف مناخها ويكسبها الرطوبة. بينما يكون سهل أنجاد – الذي يغلب عليه الجفاف – مسرحا لأهل الوبر من الرحل خصوصا لمهايا وأولاد زكري وبني بوز ڭو الذين كانوا يعتمدون على الرعي. كماكانت قبائل بني يزناسن تقوم بتربية قطيع مهم من الماشية الذي وفر لها المواد الضرورية لحياتها اليومية ، إلى جانب خلايا النحل التي كانت تستغلها في إنتاج العسل والشموع. كما كانت تقوم باستغلال بساتين شملت عدة أنواع من الأشجار، تأتي في مقدمتها أشجار التين والزيتون والبرتقال واللوز. وفي السنوات العجاف كان بنو يزناسن يستوردون الحبوب من قبائل لعثامنة وأولاد منصور. ماهي مصنوعات بني يزناسن خلال الفترة أعلاه ؟ اعتمادا على الرواية الشفوية، يمكن أن نحدد بعض الصناعات البسيطة التي كان يقوم بها اليزناسنيون تلبية لحاجياتهم المنزلية واليومية في إطارما تقدمه لهم أرضهم ومايدور في فلكها. الألبسة والفراش : كانت تقوم على ماتقدمه الغنم والماعز والجمال من صوف وشعر ووبر ، وتقوم النساء بغزلها ونسجها في منازلهن على نول خشبي بسيط ، وماتزال بعض الأسر البدوية تحتفظ بهذا النول. أما النعل والحصير فكانوا يعتمدون في صناعتها على الحلفاء التي تزخر بها جبالهم ، كما استعملوا نوعا آخر من النعل ، على شكل جلد يشد بخيوط فوق القدم ، وأمام الساق. كما كانوا يصنعون الشموع ، من شهد النحل بعد تعصير العسل منها ويبدو – من خلال الرواية الشفوية – أنهم كانوا يوفرون فائضا منها ، يعملون على تسويقه في أسواقهم المحلية أو إلى الجهة الشرقية. كما تذهب بعض الروايات إلى القول ، بأن بنو يزناسن كانوا يصنعون " البارود " من أغصان أشجار " الدفلة " بعد حرقها وسحقها وتخليطها بالكبريت ودقيق أحجار " الحمامة " ( هو الحجر الزجاجي الذي يشتعل عند الاصطدام ). - باختصار ، إن الصناعة اليزناسنية – خلال الفترة أعلاه – كانت تقوم على المادة الخام التي كانت توفرها لهم أرضهم تلبية لحاجاتهم الضرورية من ملبس وفراش وعلاجات عشبية وأواني طينية. - التجارة : - اعتمادا على الوثائق التاريخية، يمكن تقسيمها إلى تجارة داخلية، وخارجية تقوم على التهريب. - التجارة الداخلية : تذكر الوثائق خلال النصف الثاني من القرن 19م عددا من الأسواق، التي كانت موجودة بالمنطقة، والتي تتم بها المبادلات بين الأسر والقبائل، وكانت هذه المبادلات – في غالب الظن تقوم على النظام النقدي سواء كانت النقود مغربية أو جزائرية أو فرنسية أو إسبانية. - ومن بين الأسواق الداخلية مايلي : - سوق أغبال بالسفوح الشمالية لجبال بني خالد، غرب أحفير بحوالي 3 كلم. - سوق إقدارن بالسفوح الشمالية لجبال بني منقوش جنوب قصبة الركادة. - سوق عين واولوت بالسفوح الشمالية لجبال بني عتيق، جنوب مدينة أبركان. - سوق تافوغالت بالسفوح الجنوبية لجبال بني وريمش، ( قرية تافوغالت الآن ). - سوق عين صفا جنوب بني خالد. - سوق عجرود ( ميناء ساي Port-Say الجزائري حاليا ). - وأخيرا مدينة وجدة التي كانت تستقبل تجارا من مختلف الجهات، فاسيين ، جزائريين ، يهود ، نصارى ، بالإضافة إلى التجار المحليين. وأهم السلع التي كانت تسوق في هذه الأسواق : الحبوب والجلود والماشية ، كما كان اليهود يجلبون إليها الحلي، والقماش النسوي ، أما التجار الجزائريون كانوا يصحبون معهم العمامات ، والطرابش ( الطربوش التونسي ) ، ومواد غذائية أهمها : الزبيب والسميد والشاي والقهوة والتبغ. التجارة الخارجية أو تجارة التهريب : تحدثنا الوثائق ، على أن قبيلة لعثامنة وأولاد منصور ، لعبوا دورا هاما في تنشيطها منذ بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت تسوق المواشي ليلا إلى مدينة مغنية لبيعها للنصارى في عهد مولاي الحسن الأول. ورغم محاولة المخزن وضع حد لهذه التجارة ، إلا أنها ازدادت حدة بعدما تجندت قبائل بني أنجاد وبني يزناسن لتهريب سلع االغرب من جلود وماشية وغيرها.
نظام التويزة بين الأمس و اليوم
عاش الناس في الماضي القريب على البساطة و القناعة و الإيثار و تقبل الآخر و خدمته عند الحاجة، حيث كان الإنسان يحتكم إلى إنسانيته ليقدم ما عنده من خدمات من أجل المنفعة العامة، على أن تتخذ نسقا آخر لتتطور من مبادرات فردية، إلى عمل جماعي من خلال تشكيل فريق تعاوني يقوم بمساعدة من يحتاج إلى دعم باعتماد مبدأ التناوب، و تشترك في هذا الفعل التضامني جميع الفئات العمرية من الأطفال و النساء و الرجال بكل تلقائية و دون تعويض، و ذلك بهدف إنهاء الأشغال في وقت قياسي وجيز، بغية التفرغ لمهام أخرى تكون لها صبغة اجتماعية أو غيرها، تدخل في إطار المنفعة العامة و الخاصة للأفراد أو الجماعة، و يبقى لهذا العمل التطوعي دلالات عميقة ذات بعد اجتماعي و اقتصادي، من حيث توفير الاكتفاء الذاتي من المنتوج المحلي، و نشر الحس التعاوني بين مكونات المجتمع العائلي و القبلي، و تعزيز الروابط بينها، بتفتيت الخلافات التي قد تنشب بينها في محاولة لرأب الصدع الذي قد ينتابها، ليحتكم الجميع إلى الجماعة التي يتصدرها (مقدم) محنك يتسم بالرصانة في تقديره للأشياء، و الرجاحة في تمييزه لمشورة الجماعة قبل إبداء الحكم، كما كانت فرصة للتقارب بين الشباب و تزويجهم حسب المتعارف بينهم، و هذا النظام التكافلي و التعاوني هو ما سمي في الاصطلاح الشعبي ب: "التويزة" و هي موروث ثقافي أمازيغي، ارتبط أساسا بالعمل الفلاحي ليتعداه أحيانا إلى أشغال البناء و جني الزيتون، و غيرها من الأعمال التي تحتاج إلى تكتل جماعي، يستوجب التخطيط و التدبير المحكم، من قبيل توزيع الأدوار و استحضار وسائل العمل و الاتفاق على كيفية أداءه، و نحن أطفال صغار كنا نتوق إلى تلك المواسم و المناسبات التي يلتم فيها الجميع لممارسة طقوس التويزة، و قد كان لنا فيها دور يقتصر على جمع بقايا الحبوب، التي كانت تجد لدينا ترحابا بهذه المهمة، لأنها تجعلنا قريبين من جماعة الكبار، الذين كان يلفهم جو من التسامر و الحكي عن مغامراتهم و سفرياتهم، الممتزج بأسلوب فكاهي مرح يضفي الحيوية على الجميع و يدب فيهم حركة تعينهم على استكمال الأشغال دون شعور بالملل، و في غمرة احتكاكنا بالكبار و نحن نسترق السمع إلى حكاياتهم الفكاهية، كنا نقوم بحركات استفزازية للنساء و هن منهمكات في وظيفتهن، و ذلك بسرقة حاجياتهن من باب الدعابة و الإثارة أو إتلاف ما أنجزن، فكن يقابلن تصرفاتنا الصبيانية بابتسامة ورضى خاليان من أي أسلوب تعنيفي، فيستمررن في أشغالهن بكل مرح وهن يرددن أغاني تحفيزية و معبرة، ليرد عليهن الرجال بالمثل، فتشعر و أنت تراقب هذه الطقوس بعين طفل صغير أنك في عرس، لما كان يسود من أجواء المرح و الفكاهة اللتان تحسانك بالزهو و النخوة اللتين تستبدان بالنفوس لتهيم بالعقول إلى نسج أغاني و ترانيم نابعة من خيال واسع، و يستمر الحال بهذه الوتيرة ليأخذ منعطفا آخر حين يستدير الجميع على مائدة الطعام مفترشين الأرض دون تذمر أو انزعاج، مستقبلين ما يقدم لهم برضى و قناعة، و هم منشغلين بسد رمقهم إذ يتجاذبون أطراف الحديث حول من سيشمله الدور، فيخططون و يوزعون المهام من جديد، دون إغفال لمشاركة النساء في المشورة، و بعد أخذهم قسطا من الراحة يعاودون الأشغال، إلى أن يأتي المساء فيفترق الجميع و هم في نشوة أغنتهم عما عانوه من الكد و التعب، و لكن ماذا عن اليوم؟ لقد بدأت الطقوس الجميلة التي أحبها و حن إليها من عاش فصولها، تندثر و تتقلص لتقتصر على أفراد العائلة في تنظيم الولائم و المآتم، ليتم فيما بعد إسناد هذه المهمة لمنظم الحفلات الذي يقوم بكل المستلزمات و التدابير اللازمة لإحياء المناسبة المطلوبة، في غياب تدخل أطراف من العائلة أو الجيران الذي اقتصر حضورهم على التصرف كمدعوين فقط و ليس إلا، و هو الأمر الذي أفقد الكثير من تلك اللسمات و الطقوس المتعلقة بنظام التويزة، و على نفس النهج و بطرق مختلفة يتم فيها تدبير المجال الفلاحي، حيث بات يعتمد تكنولوجيا متطورة، تيسر الأشغال و تنجزها في زمن وجيز و بأريحية، استحسنها الناس لأفضالها عليهم، و لكنهم في مقابل ذلك فقد فقدوا التلاحم الذي كان يشدهم إلى بعض، و الشعور بالانتشاء و هم يرددون أغاني محلية تحمسهم و تستزيد من رغبتهم في التواجد وسط الجماعة بكل همة و نشاط، كما فقدوا تلك الجلسة التي تأتي بعد عمل مضن يتجاذبون خلالها أطراف الحديث حول مغامراتهم و سفرياتهم، و تلك اللمة حول الغذاء عندما يستبد بهم الجوع، فيخططون خلالها لمشاريع يستفيد منها أهل القبيلة، فيقدمون تصوراتهم عن كيفية إنجازها و هكذا، ولما صارت الأشغال تنجز بمقابل، ضاعت طقوس التويزة و تلاشت معها الصفة التضامنية التي تجسد روح التكافل، و ما تحمله من معاني و دلالات كانت تسمو بدرجة الإنسان ليدرك قمة ما بداخله من مشاعر و طاقات يوظفها لخدمة من حوله من أصحاب الحاجة دون طلب ذلك، وفق قوانين ضابطة لهذا العمل التضامني، الذي يعتبر انتهاكها سببا لحرمان صاحبه من خدمات الجماعة، بادرة تكتسي مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي، و تم التفريط فيه تحت طائل التغييرات التي جلبتها العولمة، ألم يكن حري بنا أن نحافظ على ما تعلمناه من طقوس" التويزة" رغم تأثيرات التكنولوجيا و متطلباتها، التي استدعت منا التخلي عنها بطواعية و نحن عاجزون عن الإبقاء عليها? ألم يكن فينا من يدعو إلى استحضارها بين الفينة و الأخرى قصد إنباتها و التشبث بمظهرها التعاوني، و نحن في حاجة إلى من يعيدنا إلى زمن التكتل و التكافل? إنها دواعي تستدعي الوقوف عندها لأجل شيء نحن نستحبه و نريده أن ينتشر بيننا.
المنازل الفلاحية
1 - منزلة الشولة: من 26 نونبر إلى 8 دجنبر، وخلالها تسقط بقية أوراق الأشجار. يقول عنها الفلاحون:” اللِّي بْغَا قمح العَوْلة يْحَرْثُو في الشَّوْلَة” حيث أن الناس لا تزرع في هذا الوقت إلا الشعير خوفا على القمح من العصافير وقمح هذه المنزلة يمتاز بجودته وكبر حجمه. 2 - منزلة النعائم(النعيم): من 9 دجنبر إلى 21 منه. تقول العرب: (إذا طلعت النعايم، أبيضت البهائم من الصقيع الدائم، قصر النهار للصائم، كبرت العمائم وأيقظ البرد النائم وطال الليل للقائم) ويقول عنها الفلاحون: (منزلة النعايم، اللي بغا يشري الزرع للبهايم). أي أن الفلاحين يلجؤون الى التخلص من الفوائض المتراكمة من مادة الشعير، حيث يؤدي طرحها للبيع في الأسواق إلى انخفاض ثمنها. 3 - منزلة البلدة: تمتج من22دجنبر إلى 3يناير تتميز هذه المنزلة بشدة أمطارها ورياحها وبردها، حيث تعرف انطلاق الليالي و تموت خلالها الشاردة من الأغنام على حد تعبير الكسابة، كما يغرز حليب القطيع و تختفي معظم أنواع الحشرات و الزواحف و فيها قالت العرب: ( إِذَا طَلَعَتِ الْـبَـلْدَة : حُـمِّـمَتِ الْـجَـعْـدَة ، وَأُكِلَتِ الْـقِشْدَة ، وقِيل لِلبَـرْدِ : اهْدَهْ(، ويقول عنها الناس:” في البلدة يضرب الصمر حْتَى الْكَبْدَة و يرد العروسة جلدة، و العدوزة قردة”. 4 - منزلة سعد الذابح: وتمتد من 04يناير إلى 16 منه، ومما قالت فيها العرب: ( إِذَا طَلَعَ سَعْدُ الذَّابِح ، حَمَى أَهلَـهُ النَّابِح ، وَنَفَعَ أهلَـهُ الرَّائـِح ، وَتَصَبَّحَ السَّارِح ، وظَهَر فِي الْحَيِّ الْأَنَافِح)، ويقال عنها لشدة بردها وعتمته وأمطاره:” سَعْدْ الذَّابَح لا وُجُوه تَتْشَابَه لا كْلابْ تَتْنَابحْ، وَلاَ عطَّار رابْحْ”، و يقال ايضا: (الذَّابح، يقتل النعجة و يْخْلِّي اولادها تْتْضابْح). 5 - سعد بلع (البولع):. و تمتد من 17يناير الى29منه. قال السَّاجع : (إِذَا طَلَع سَعْدُ بُلَع : اقُتحَـمَ الرُّ بَــع ، وَلَـحِـقَ الْـهُبَـع ، وَصِيدَ الْـمُـرَع ، وصَارَ فِي الْأَرْضِ لُـمَـع ) ويقول عنها الفلاحون: “في البَوْلَع وكليه ما يشبع و سخريه ما يسمع”. ويقال ايضا:( في سعد البولع، يجمد الماء في روس القورع). 6 - سعد السعود: ، وتمتد من30يناير إلى 11 فبراير وقالت عنها العرب: ( إِذَا طَلَعَ سَعْدُ السُّعُود: نَـضَّرَ الْعُودُ، وَلَانـَتِ الْـجُـلُود، وَكَـرِهَ النَّاسُ فِي الشَّـمْسِ الْقُعُود). ويقال عنه: «سعد السّْعُود يْخْرَج فِيه النمس و الكَنْفُود وَ تْزَنْزَنْ النَّحْلَة في العُودْ ولا تموت بالبْرُودْ» وفيه ينتهي البرد وتبدأ الحرارة في الاعتدال وتغادر الهوام جحورها وتنهي فترة نومها. 7 - سعد الأخبية (الخبية): وتمتد من 12 فبراير إلى 24 منه .قال ساجعُ العرب: ( إِذَا طَلَعَ سَعْدُ الْأَخْـبِـيَة: دُهِنَتِ الْأَسْقِيَة، وَنُزِلَتِ الْأَحْوِيَـة، وَتَـجَاوَرَتِ الْأَبْـنِـيَـة). ويقول عنها الناس:” في الخبْيَة تُخْرج كل منْ هي مْخَبْيَة وتفرح كل من هي مربية ويسخن الماء في الونية” حيث تعتدل الحرارة وتخرج أولى أزهار الربيع، وأيضا تخرج فيها الحشرات النوامة من نومها، والقوارض من جحورها. 8 - الفرغ المقدم: ويمتد من 25فبراير إلى 09 مارس. وقديما قالت العرب: إذا طلع فرع المقدم، فاخدم ولا تندم. 9 – الفرع المؤخر : ويمتد من 10 مارس إلى 22 منه. 1. 10 - منزلة بطن الحوت: يبتدئ من 23 مارس وينتهي يوم 04 ابريل، و لمطر هذه المنزلة أهمية كبيرة على الدورة الزراعية، و قد لخص الناس هذه الأهمية فقالوا على لسان الزرع نفسه :” بَطْن الحوتْ الْمَا ولَّا نْمُوتْ الذرة ولا نفوت ” .وقالوا ايضا: “إلى روات في بطن الحوت واخا يسوط النطح بالحانوت”. 11 - منزلة النطح: وتسمى أيضا الشرطان، وسمي بذلك لأن النبات بعد أمطار بطن الحوت وحرارة الربيع المعتدلة ينمو بسرعة، فشبهوا ذلك بنطح الثور أو البقرة ، ويقال أيضا لان البهائم فيه تقوى بعد ضعف الشتاء والخريف، ويمتد النطح من 05 ابريل إلى 17 منه ويقال عنه:”إيلا روات في النطح، غير اتحزم الفلاح للشطح”، أي أن يستعد للرقص و الغناء بكون السنة الفلاحية اكتملت شروط نجاحها(صابة) وانتفت المخاطر. فهو قلب الربيع. 12 - منزلة البطين: وتمتد من 18 ابريل إلى 30 منه. ويعتقد الناس أنها من أقل المنازل مطرا وهي أول القيظ، ويقول ساجع العرب:( إِذَا طَلَعَ البُطَيْنُ : اقتُضِيَ الدَّيْنُ ، وَظَهَرَ الزَّيْنُ، وَاقتُفِيَ الْعَطَّارُ وَالْقَيْن (وفي البوادي كان الفلاحون يستبشرون بها لدرجة ان حفلات الخطوبة كانت تتم خلالها، ومن معتقداتهم أن المرأة التي تحبل وقتها تلد طفلا ذكرا بقدرة الله. ويقول الناس عنه :” يَبْطَنْ ولاَّ يبْطَلْ” أي ان الزرع فيه إما يثمر فتدخل حبوبه بطن الإنسان وإما يموت في سنبله إذا كانت السنة جافة. “يدخل لبطن بنادم ولا لبطن الفرخ”. 13 - منزلة الثريا: وهي من فاتح مايو إلى 12 منه، وأصلها من الثروة وهي الكثرة ويسمونها النجم. وسميت بهذا الاسم لان مطرها عنه تكون الثروة والزيادة في المحصول وهي تصغير ثروى، ولم ينطق بها إلا مصغرة وتقول عنها الناس: ” الثّْرَيَا تصيبْ المَطّْ علَى كُل ثْنِيَة ولاَّ تْصِيبْ النّْوَادَرْ مَبْنِيَة ولاَّ كُلْ فَدَّانْ تْدي منو كَلِيَة” فهي تأتي في بداية موسم الحصاد، والمط جمع مطَة وهي مجموعة من حزم الشعير أو القمح (غُمْرَة) مرتبة بإحكام في انتظار جمعها، والنوادر جمع نادر وهو المط حينما يجمع قرب البيدر في انتظار عملية الدراس. 14 - منزلة الدبران: وقال ساجع العرب، إِذَا طَلَعَ الدَّبَرَانُ، تَوَقَّدَتِ الْحِزَّانُ، وَكُرِهَتِ النِّيرَانُ، وَيَبِسَتِ الْغُدْرَانُ، وَرَمَتْ بِأَنفُسِهَا حَيْثُ شَاءَتِ الصِّبْيَانُ .) ويقال فيه: ” فِي الدَّبَرانْ يطيب الزرع وخا يكون في الغثران قْطَعْ لا تْدَبَّرْ” حيث تنضج جميع الحقول وتزول عنها الشبهات، ويمتد من 13 إلى 25 ماي. 15- منزلة الهقعة: وهي من 27 ماي إلى 7 يونيو قال ابـن عباس- رضي الله عنه - لرجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء: (يَكْفِيكَ مِنْهَا هَقْعَةُ الْجَوْزَاء ) وسُمِّيت هقعة تشبيهًا لها بدائرة من دوائر الفرس يقال لها الهقعة ويقال فيها:” في الهَقْعَة تَيْمُوتْ مُولْ الفَدَّانْ بِالخلعة” ففيها تشتد الحرارة وتيبس جميع الحقول ويشتد يبسها فتستعصي عملية حصادها على الفلاح، وذلك لانكسار سنابلها وهشاشتها، مما يربكه فيضطر أحيانا لحصدها بكرة او تحت ضوء القمر. كما يؤدي الامر الى توثر الفلاحين وخوفهم الشديد من عودة الامطار مما يهدد محاصيلهم. 16 - منزلة الهنعة: وتمتد من 8 يونيو إلى 20 منه وتواكب نهاية موسم الحصاد وبداية الدراس. تشتد فيها حرارة الجو، ويبلغ الحر أشده. ويقولون فيها: (في الهنعة، الجبن بالمغارف، و الميص للشارف والكرموص للهارف). وبعد انتهاء الدراس فان الأرض تخلد للراحة، وتقل الحاجة إلى المطر، فيتفرغ الناس لأفراحهم وأعراسهم فيريحون أذهانهم من عناء العد والحساب، لذلك بقيت مجموعة من المنازل الأخرى التي تواكب هذه الفترة شبه غائبة أو مجهولة من ذاكرة الفلاحين. وهذه المنازل هي :منزلة الذراع، منزلة النثرة، منزلة الطرفة، الجبهة، الخرثان، الصرفة، العواء، السماك، الغفر، الزبانان، الإكليل، القلب، وبعده تأتي منزلة الشولة التي بدأنا بها. 17- الذراع 13 يوما ...من 21يونيه الى 04 يوليوز . 18- النثرة 13 يوما ...من 05 يوليوز الى 17 يوليوز . 19- الطرفة 13 يوما ... من 18 يوليوز الى 30 يوليوز . 20- الجبهة 14 يوما ... من 31 يوليوز الى 13 غشت . 21- الخرثان 13 يوما ... من 14 غشت الى 26 غشت . 22- الصرفة 13 يوما ... من 27 غشت الى 08 شتنبر . 23- العواء 13 يوما ...من 09 شتنبر الى 21 شتنبر . 24- السماك 13 يوما ... من 22 شتنبر الى 04 اكتوبر . 25 -الغفار 13 يوما ... من 05 اكتوبر الى 17 اكتوبر . 26- الزبنان 13 يوما ... من 18 اكتوبر الى 30 اكتوبر . 27- الاكليل 13 يوما ... من 31 اكتوبر الى 12 نونبر . 28- القلب 13 يوما ... من 13 نونبر الى 25 نونبر . خلاصة السنة الشمسية بها 4 فصول و28 منزلة وكل فصل من فصول السنة به 7 منازل فصل الربيع : ومنازله هي:فرع المقدم - فرع المؤخر - بطن الحوت - النطح - البطين - الثريا - الدبران. فصل الصيف : ومنازله هي : الهقعة - الهنعة -الذراع - النثرة - الطرفة - الجبهة - الخرثان . فصل الخريف : ومنازله هي : الصرفة - العواء - السماك - الغفار - الزبنان - الاكليل -القلب . فصل الشتاء : ومنازله هي : الشولة - النعايم - البلدة - سعد الذابح - سعد بلع -سعد السعود - سعد الأخبية . وهذه المنازل أكثر من كان يعتمد عليها في إنجاز اعماله هم الفلاحون وأئمة المساجد ومؤذنوها .فالفلاحون من خلالها كانوا يعرفون الاعمال التي عليهم القيام بها من حرث وغرس وزبر وحصاد ودرس ...الخ اما الأئمة والمؤذنون فكانوا يعتمدون عليها في تحديد اوقات الصلاة قبل ظهور الساعات وانتشارها الواسع.اما اليوم فحتى الفلاحون اصبح الكثيرون منهم يجهلونها وهذه سنة التطور. 25 يوليوز دخول السمائم ( 40 يوما ) 25 دجنبر دخول الليالي ( 400 يوما ) سعد السعود والما يجري فالعود سعد السعود (تخرج الحي و القنفود ) فليالي حيان ماتعزل جديك من الجديان (ماتعزل جديك من الجديان حتى تخرج الليالي حيان) خروج السمايم نقايم و خروج الليالي نعايم بداية منزلة الليالي، فإحذروا من نزﻻت البرد. منزلة الليالي وتنقسم "الليالي" إلى كبيرة وصغيرة."الليالي الكبيرة" تستمر فترتها أربعين يوما وليلة بالتمام والكمال، و"الليالي الصغيرة " تدوم سبعة أيام وكلاهما تتخللهما موجات برد متقطعة، يحتاج معها المرء إلى اليقظة والادثار بملابس ثقيلة، اتقاء لنزلات البرد الشديدة، وتحوطا من الإصابة بأمراض الرشح والزكام، التي تنتشر هذه الأيام. وهناك جدل يثار باستمرار عن مواعيد "الليالي الصغيرة" التي تتوزع فترتها مناصفة بين نهاية مارس وبداية أبريل، وتشكل التتويج النهائي لخروج "الليالي الكبيرة"، ويطلق عليها المغاربة أيضا "الليالي حياني"، لشدة قساوتها. ومعروف أن المغربي، عندما تقسو عليه الطبيعة، أو تعاكسه الظروف، يشكو حاله، بعد الله، إلى أقرب الناس إليه، مستعملا كلمة "حياني"، كأن يقول الرجل "آحياني على الغربة"، أو يقول"آحياني عليه"، و"آحياني عليها" وهكذا. و"الليالي حياني" هذه منزلات وأحوال، تبدأ بفترة يطلق عليها "سعد الذابح"، وفيه يقال"لا وجوه تتشابه، ولا كلاب تتنابح"، أي أن الجميع يعكف عن الخروج من البيت من شدة البرد، كما الحال بالنسبة إلى الكلاب، التي تبقى قابعة في مخابئها، فلا نعود نسمع لها نباحا. ويلي هذه الفترة "سعد البولع" وعنه يقولون"وكلو ما يشبع، سخرو ما يسمع"، أي أنها فترة يكثر فيها استهلاك الأكل ومختلف أنواع الأطعمة، استدرارا للطاقة، وجلب الحراريات إلى الجسم، وعندما تشبع الكرش، تميل إلى الخمول، فلا يعود أحد يقوى على الحركة، ولا تنفيذ أي مهمة توكل إليه. أما منزلة "سعد السعود"، فعنها يقولون "تكرم النحلة في العود"، ويقال أيضا "في سعد السعود، كيطلع الما ف العود، وتخرج الحية والقنفوذ". ومعروف عن النحلة أنها تتحمل مختلف تقلبات الجو، لكن برودة هذه الفترة تكون أقوى من قدرتها على التحمل. وتأتي بعدها فترة "سعد الولدة"، وفيها يقولون "يضرب البرد حتى الكبدة" تعبيرا عن شدة قساوة برد هذه الفترة. بعدها يبدأ بعدها الجو في الانشراح نسبيا، عند حلول فترة "سعد الخبية"، وفيها يبدأ التحول التدريجي نحو الحيوية والنشاط، إذ يقولون عنها " تفرح كل من هي مربية، وتخرج كل من هي مخبية"، أي أنه مع بداية تحسن أحوال الطقس نسبيا، تتمكن الأم من غسل ملابس وليدها، وتعرضها للشمس، كما تبدأ أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة في الانتشار، والبحث عن فسحات التعرض لأشعة الشمس، ويشكل هذا بداية تباشير فصل الربيع، وفي مناطق أخرى، يعبر عنها بهياج الثور، الذي "يطلع للكدية، ويقول واش كاينشي دعوة الشر، أو غير اللي فيَ؟" منقول عن موقعي " matarmatar.net و Chaouen News دخول الليالي او أربعينية الشتاء أشد أيام الشتاء برودة ومن إسمها سنعرف أن مدتها 40 يوماً وقسمها أجدادنا قديماً إلى مسميات مختلفة سنتعرف على أوقاتها وأسمائها من خلال هذا المنشور : حيث تبدأ يوم 25 ديسمبر من كل عام وتنتهي فى اليوم الثانى من شهر فبراير وتتميز هذه الليالي ببرودتها الشديدة نهاراً ومساءً، واستمرار هطول أمطارها إن أمطرت، وتشكل الندى فجراً، وخروج البخار من الفم، وسقوط أوراق الشجر وتنقسم على النحو الآتى : 1 – الليالي البيض مدتها 20 يوماً يشتد فيها البرد وتكثر فيها العواصف «وتحس فيها بدخول فصل الشتاء الذي يباغتك برده في العظام وتنقسم هذه الليالي إلى : * الكوالح مدتها 10 أيام وتبدأ صباح يوم 25/ 12 وتنتهى يوم 3 / 1 * الطوالح مدتها 10 أيام وتبدأ من صباح يوم 4 / 1 وتنتهى مساء يوم 13 / 1 2 – الليالي السود عافانا الله وإياكم من الأيام السود وقد سميت بهذا الاسم نظراً لأنها عادة ما تكون ليالي جامدة شديدة البرودة يقترب فيها الناس من مواقد النار وأجهزة التدفئة، وبالرغم من قوة الاسم إلا أن الناس تفائلوا بها خيراً ويردد كبار السن مطلع هذه الليالي « الليالي السود ايفتح فيها كل عود »، حيث تأخذ كل المزروعات أشكالها وتبرز ورودها وزهورها خلال هذه الفترة لكي تواصل نموها بقية فصل الشتاء وتنقسم إلى : *الموالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 14 / 1 وتنتهى مساء يوم 23 / 1 * الصوالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 24 / 1 وتنتهى مساء يوم 2 / 2 وبذلك يكون مجموع ليالي الشتاء البارده 40 ليلة، تليها عشر ليال يتقلب فيها الطقس فعادة تكون دافئة وعادة تكون باردة وتعرف هذه الليالي بإسم ” العزازة “، ثم تتبعها ثلاث ليال شديدة البرودة تبدأ صباح يوم 12 / 2 وتنتهي مساء يوم 14 / 2 وتعرف بإسم قرة العنز. نظراً لإرتباط الموروث الشعبي بالهوية الوطنية، فإننا إرتئينا تذكيركم بهذا الموضوع للتعريف بالموروث الفلكي الشعبي الذي نشأ وانتشر في وقت سابق وقد بدأ يندثر في عصر علوم الفضاء والتكنولوجيا….
أقدمية لَوْز بني يزناسن
في إطار بحث عن أصول اللوز في منطقة بني يزناسن طلبت من إحدى التعاونيات التي يترأسها أخي وصديقي بياض عبد الكريم معلومات تخص تاريخ ظهور أشجار اللوز بالمنطقة، جوابا عن فرضية تذهب إلى أن عمر أشجار اللوز لا يتجاوز المائة سنة إلا بقليل، ولكن الحقيقة غير ذلك حسب ما تنم عنه بعض النصوص والوثائق التي هي في ملكية بعض ساكنة بني يزناسن والتي ورَدتْ في كتابي « أولاد موسى بن امحمد من الظل إلى الضوء ». إن أول ما يشار إليه هو أن الأشجار المثمرة بهذه الجبال عديدة ومتنوعة ولا سيما قرب المنابع والأنهار. وتختلف أصولها بحسب النوع أو الفصيلة، ولكن أقدمها وأكثرها انتشارا حسب ما هو معروف أشجار البلوط التي كانت تُملّك، وتورّثُ ولو أنها بدت في محيط غابوي لا علاقة للساكنة بها، وكانت تقوم حولها نزاعات بين الأقارب والجيران ويتدخل شيوخ المدشر أو الحكماء من أهل المنطقة لفك هذه النزاعات وإيجاد حلول ترضي الجميع. كان الساكنة يقطفون ثمارها ويصنعون بها ما يشبه الخبز أوتشوى وتؤكل….. وثاني أكثر أنواع الأشجار انتشارا ببني يزناسن هي أشجار اللوز، التي تعرف حاليا تنوعا كبيرا، وقد تدخلّتْ في غرسها وتنظيمها ورعايتها وتجديدها جمعيات محلية وتعاونيات وشراكات داخلية وخارجية مع أطراف مختلفة عكس ما كان عليه الوضع سابقا، حيث كان رب الأسرة هو الذي يتدبر أمر الغرس والسقي، وعرف انتشارا بطيئا، ورغم ذلك قام المعمر بفرض ضريبة على مالكيها حسب عدد الأشجار كانت تنهك كاهل الساكنة الفقراء. فعندما كنا نسمع في التجمعات السكانية بالجبال أن فلانا أو آب فلان « طوع » الغابة وغرس فيها أشجار اللوز كنا نعتقد أن هذه الثمرة انتشرت في الأربعينبات أو الثلاثينيات، أي أنها حديثة العهد بالمنطقة، إلا أن الواقع غير ذلك تماما، وأن ظهور أشجار اللوز بالمنطقة كان قبل300 سنة على الأقل، فقد جاء في وثيقة « نسخة رسم احتيج لنقلها ….. لما أن قضى الله وقدر بوفاة …. بن لمُّ الخلوفي .. أحاط بميراثه … ولا يعلم لوارثه سوى … علم .. من أراض متفرقات وأشجار اللوز » وهي مؤرخة في العاشر من رمضان عام أربعة وتسعين ومائة وألف، الموافق لثمانين ومائة وألف ميلادية وأعيد نسخها بتاريخ شهر الله رجب سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف. وفي وثيقة أخرى تحكيم في نزاع حول أرض يقول فيها أحدهم »إنه سمع من المرحوم بكرم الله تعالى ملود بن لحسن تنازع مع بالرحيل في البلاد المذكورة فقال له ملود لبرحيل المذكور أن مرجع « بخت » هو مرجع اللوز والبلاد مقسومة » والوثيقة بتاريخ أول شهر الله جمادى الثاني عام ثلاثة عشر ومائتين وألف، وفي أخرى عن أرض أولاد صالح بقرية إصغضاون جاء ما يلي » وما احتوى عليه من أشجار اللوز وغيره » مؤرخة في شوال 1223 وهذا ما تثبته الوثائق المشار إليها . فإذا كان عمر اللوز ببني يزناسن من خلال ما ذكر يفوق 230 سنة فإن التواجد الفعلي لهذه الأشجار بهذه السلسة الجبلية العريقة كان قبل 300 سنة بكثير، وصارت تنمو وتنتشر ويزداد عددها نتيجة التطويع المذكور، وهي الشجرة الوحيدة التي يمكن أن تدر على الساكنة دخلا ولو بسيطا إلى جانب تربية الماعز والدواجن وأعمال الصوف والحلفاء والدوم والذي يمكنهم من الحصول على حاجياتهم من الحبوب والملابس وغيرها…..
الأسماء التبركية في منطقة بني يزناسن وما حولها
كثيرا ما أثارتني بعض الأسماء المستعملة بكثرة في منطقتنا والتي هي في الأصل إما ألقاب أو أسماء عائلية تشتمل على ياء النسبة نسبة إلى أماكن بعيدة في الشرق العربي. وهي اليوم في طريق الاضمحلال بسبب تخلي الأجيال الجديدة عنها وتوجهها نحو أسماء أكثر خفة وقبولا لدى الذوق العام للناس. فما هو سر انتشار هذه الأنواع من الأسامي؟ لعل المتأمل في هذه الأسماء يجدها مشحونة بدلالات دينية قوية تنم عن ارتباط أجدادنا القوي بأعلام الدين الإسلامي ورموزه تفاؤلا أن ينشأ الأبناء على التقوى والصلاح، ويبدو تأثير التصوف الإسلامي واضحا في نشر هذا النوع من الأسماء ذلك أن المغرب منذ العهد المريني عرف انتشارا واسعا للتصوف والزوايا والرُّبُط حتى قيل " إذا كان المشرق بلاد الأنبياء فإن المغرب بلاد الأولياء" ويكفي الإشارة إلى أعلام التصوف الذين ملأ صداهم الآفاق وبلغت دعوتهم الأصقاع البعيدة أمثال عبد السلام بن مشيش وأبي الحسن الشاذلي وابن عربي وغيرهم كثير. ولا يمكن أن نعطي تفسيرا مقنعا لانتشار هذه الأسماء سوى القول " إنها تبركية" الهدف منها ربط صلة قلبية مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع رموز الصلاح والتقوى. ومن الأسماء التبركية بالنبي صلى الله عليه وسلم نجد: ـــ محمد وأحمد: اسمان للنبي صلى الله عليه وسلم ـــ المكي نسبة إلى مكة وهو نسب النبي صلى الله عليه وسلم. ـــ التهامي نسبة إلى تهامة وهي جبال في اليمن جنوب الجزيرة العربية. ـــ المداني / المدني نسبة إلى المدينة المنورة (يثرب) التي آوت النبي صلى الله عليه وسلم. ـــ عبد النبي مع أن هذا الاسم يعتبر مكروها لأنه يقر العبودية للنبي، وبعضهم يفسر "عبد" هنا بمعنى "خادم النبي" على غرار عبد الحسين وعبد المحسن عند الشيعة. ـــ الماحي: الذي يمحو الذنوب من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. الهاشمي: نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جده هاشم. ــ بلقاسم: أبو القاسم، وهو كنية النبي صلى الله عليه وسلم. ــ العربي: وهو نسب النبي صلى الله عليه وسلم. ـــ الطاهر: اسم أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم أو لقبه. ــ المختار: اسم مفعول من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى اختاره للنبوة. المصطفى: ومعناه المختار وهو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. ــــ البشير: صفة للنبي صلى الله عليه وسلم تعكس وظيفته. ـــ مُحَند / محمد/ امحَمّد / امْحَنْد: كلها تحريف لاسم محمد ومن الأسماء المرتبطة بالشخصيات الصوفية أو الأولياء: ـــ الجيلالي: الجيلاني نسبة إلى جيلان أو كيلان وهو نسب أشهر قطب للتصوف في المشرق وهو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو الكيلاني. ـــ البغدادي أو "مولى بغداد": وهو أيضا نسبة للشيج عبد القادر الجيلاني ثم البغدادي الذي عاش ومات في بغداد. واشتقت من اسم هذا العلم أسماء أخرى مثل: ( قدور ـــ قويدر ــ جلول ...) ـــ محيي الدين: هو اسم قطب التصوف محيي الدين بن عربي. ــ بنيونس: ولا تكاد تجد هذا الاسم إلا في المنطقة الشرقية وهو مرتبط بالولي الصالح س. يحيى بنيونس دفين مدينة وجدة والذي يقال بأنه من حواريي عيسى عليه السلام. ومن هنا كثر كذلك اسم يحيى بالمنطقة. - بومدين: وهو اسم أحد كبار الأولياء في الأندلس والمغرب، وهو شعيب بن الحسين الأنصاري أبو مدين الغوث دفين تلمسان، ويلقب بـ"شيخ الشيوخ" ولقبه ابن عربي بـ"معلم المعلمين" (509 هـ/ 594 هـ). - الهواري: فقيه وولي صالح معروف في وهران بالجزائر.( 1350م ــ 1439م) ومن الأسماء المرتبطة بالمناسبات الدينية: ـــ الميلود /مولود وهو مرتبط بالمولد النبوي، وأغلب من تسموا بهذا الاسم تجدهم قد ولدوا في شهر ربيع الأول الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. - العيــد / بلعيد: مرتبط بعيد الأضحى أو عيد الفطر. - رمضان: اسم غالبا ما يكون لمن ولد في شهر رمضان. - عاشور: وغالبا ما يسمى به من ولد في عاشوراء. - لخضر: وهو مأخوذ من الخضر الرجل اتبعه موسى عليه السلام في رحلته. - مبارك : وصف للنبي صلى الله عليه وسلم في قول حسان بن ثابت الانصاري في رده على هجاء المشركين: هجوت مباركا فأجبت عنه.. - بوجمعة "أبو جمعة " : هناك ضريح س. بوجمعة المدفون في جبل س. بوجمعة المطل على رسلان. - أما البكاي فهو علم لأحد رجال التصوف ببني يزناسن س. علي البكاي