شذرات من تاريخ بني يزناسن
محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
قــــــــائمـــــــة محتــــــويــــــــات الصفحــــــــــة أبو الجيوش عروج باشا ( بني موسي الروا ) شارل دوفوك الضابط والراهب الفرنسي 1858 /1916 قياس الزمن بالأحداث عند أهل بني يزناسن العد في اللعب أيام زمان الجمجمة المفقوده ...في جامعة محمد الأول - كلية العلوم إنسان تافوغالت ومغارة الأسرار المغرب المجهول Le Maroc inconnu تواجد نفس الأسماء لدواوير بمختلف نقاط جبال بني يزناسن التهريب ببني يزناسن أيام الاستعمار الغاشم – عين الركَادة و سبعَ ن تحونا بسهل تاونڭاط، قبيلة كبدانة
أبو الجيوش عروج باشا ( بني موسي الروا )
هذه صورة جدي الأول وهو من أصول تركية وهو أبو الجيوش عروج باشا كان قائد جيش بحري حارب الإسبان فهزمهم في عدة معارك وهو أخ أمير الجزائر المدعو خير الدين باشا بعثه لمناصرة جهة شمال شرق المغرب فتآمروا عليه بالجهة لقتله لكنه أبلى البلاء الحسن في دحر جحافل القوات الاستعمارية فاستقر بالقرية التي قتل بها وتدعى بني موسي الروى قرب تافوغالت فقتله المتآمرون وقطعوا رأسه فبعثوه الى حكام اسبانيا وشهروا به في عدة مدن لإزالة الخوف من الجنود الذين كانوا يركبون البحر لأن الأخير كان يضرب له الف حساب في البحر ولأنه كان ذو بأس شديد ودفنت جثته الكريمة بسيدي بوهرية الجبل وما زال قبره جاثما هناك لحد الآن رحمه الله وقد جاء أول الأمر من الأوراس بالجزائرمع مجموعة رجاﻻت بني زناسن الزناتيون الذين التحقوا بإخوانهم الذين سبقوهم الى هناك و الذين كانوا بباتنة في الجزائر فاستقر بهم الأمر بشمال شرق المغرب فآزره هؤﻻء فشكل منهم مجموعة كبيرة من الجيش فدربه تدريبا جيدا لذلك سموه أبو الجيوش وما زال أهالينا يدعون بأبناء أبي الجيوش تيمنا بجدنا أبو الجيوش عروج باشا بارباروس رحمه الله وادخله فسيح جناته. الضريح الموجود ببني موسي الروا يسمى بسيدي أعراج
" نصان فريدان عن بني يزناسن" "بنو بوزكو /الحاج ميمون بن البشير " شارل دوفوك الضابط والراهب الفرنسي 1858 /1916 (التعرف على المغرب)
لاشك أن ثمة قصصا طريفة و حكايات غريبة عن عيون وجواسيس ومستكشفين ومخبرين فرنسيين وإسبانيين وغيرهم جاسوا خلال ديارنا يستطلعون أخبارنا ويتعرفون أحوالنا في حماس منقطع النظير والتي تعود على دولهم بالنفع الكثير سياسيا واقتصاديا وعسكريا.... وبعضهم بالغ في إخلاصه لمهمته إلى حد إعلانه للإسلام ونطقه بالشهادة ومشارطته في المساجد وحفظه لشيء من القرآن الكريم وحديث نبينا عليه السلام وحكم وأمثال دارجة عربية وأمازيغية تجري على ألسنة العوام السذج مدغدغا بذلك عواطفهم هادفا إلى إحكام قبضته عليهم وقد تسنى لهم ذلك ووفقوا غاية التوفيق في إنجاح خطتهم والوصول إلى مبتغاهم. لقد حدثنا أحد كبرائنا من أولاد سعيد /تنزالت/ كيف أن جاسوسا إسبانيا صلى بهم إماما في مسجد الجماعة مدة طويلة يتزيى بزيهم ويتحدث بلسانهم ويعيش معهم أعرافهم وتقاليدهم ويحدثهم عن الإسلام بلسانهم الأمازيغي بحيث لم يجعل لهم أي مجال للشك أو مدخلا للريبة حتى أدى مهمته على أفضل ما يرام وحين دنا وقت رحيله وأشعر بانتهاء مهمته أمسى ولم يصبح ولم يترك وراءه آثارا ترشدهم إليه. يقول رواي القصة وكان شاهد عيان شابا آنذاك يصلي وراءه وهو الآن في عفو الله ورحمته بعد أن بلغ من العمر :بعد أن رحل واختفى ولم نجد له أثرا شاءت الأقدار بعد حقبة على رحيله زيارة مليليلة في عمل تجاري محض يقول: وأنا منغمس في عملي لمحت شخصا في زي ضابط يراقبني ويتتبع حركاتي فتوجست منه خيفة وداخلتني منه رهبة ثم بعد هنيهة من الزمن فاجئني وهو يربط على كتفي يسألني عن أحوالي وخبري وحال الجماعة التي كان يصلي بها إماما فكانت حقا مفاجئة صادمة لصاحبنا وهو يسمع من ضابط إسباني خبر جاسوسيته وقصة إمامته بهم واختفائه لاحقا ... كانت الجوسسة غالبا تؤدي مهمتها في الخفاء سرا لأسباب موضوعية على الأقل من وجهة نظرهم نظرا لحساسية المهمة التي كلفوا بها. ... لكن صاحبنا شارل دوفوكو الذي سأحدثكم عنه استطاع بدهائه وذكائه أن يزاوج يبن السرية والعلنية في مهمته هذه كان عمره 25 سنة عندما قرر التعرف على المغرب في مقتبل عمره ويفاعته وقبل أن يعزم على خوض هذه المغامرة غير محسوبة العواقب فكر دوفوكو أن يتخذ له مرشدا يرشده عارفا بالمسالك والطرقات فكان أن وقع اختياره على الربي اليهودي مردوشي أبي سرور التاجر فاقترح عليه مهمة الإرشاد فاستجاب له إلا أن اليهودي طلب من الراهب الجاسوس أن يتخلى عن مسيحيته مؤقتا وينتحل الديانة اليهودية بصفته حاخاما خرج لزيارة الطوائف اليهودية في المغرب حتى ينجح في مهمته الاستخباراتية ولا يثير ريبة المغاربة ثمة تفاصيل مثيرة وطريفة لايسمح المقام بذكرها تتعلق بشخصية دوفوكو أحيل القارئ على كتابه "التعرف على المغرب " وهو متاح على الشبكة العنكبوتية حتى يطلع أكثر على تفاصيل رحلته في ربوع المغرب. دوفوكو في شرق المغرب ( بنويزناسن ) بدأ دوفوكو رحلته من حوض أم الربيع وأنهاها بفصل عن الإسرائليين في المغرب وما بين هذا وذاك زار حواضر وبوادي مغربية ذاكرا عن بعضها كل التفاصيل التي يحتاجها في مهمته الاستخباراتية كالأسلحة والفرسان والخيول..... وعند زيارته للمنطقة الشرقية خصص فصلا للحديث عن "سهول بين وادي ملوية وللامغنية" فتحدث عن سهل الطفراطة وأنكاد ولمهاية ... فهو يقول مثلا عن الأخيرين :في إمكان لمهاية توفير 2000 بندقية وخاضعون للسلطان منذ الحملة التي نظمها المخزن سنة 1876م - وهي الحملة التي تحدث عنها لويس أرنو بشيء من التفصيل في كتابه "زمن لمحلات "ونقلت نصوصه على صفحة بني يزناسن- يقول دوفوكو : عين عليهم (لمهاية)السلطان قائدا اسمه أبو بكر لا زال يسير أمورهم حتى الآن له منزل بوجدة ويعيش عادة تحت الخيمة في أنجاد لا يوجد لا سوق أسبوعي في أراضي لمهاية ولا يهود بينهم .. ثم يسترسل في حديثه عن الشجع..... وفخذات أنكاد ويشير إلى أن بإمكانهم توفير 400 بندقية تقريبا وهي تحت إمرة قائد اسمه بوترفاس يسكن في نفس القبيلة. ثم تحدث عن بني بوزكو وذكر عنهم أخبارا في غاية الإفادة يقول: " إنها قبيلة أمازيغية لغة وعرقا تتوفر على 1200 راجل و120 فرس كانت مستقلة حتى 1876 خضعت للسلطان في هذه الفترة خلال حملة وجدة . منح مولاي الحسن لقب قائد لشيخها بالتوارث اسمه حمادة لا زال هذا القائد يسير أمورها منذ ذلك الوقت رادعا السرقة وقطع الطرق بحدة قصوى لاتضاهيها الا الحدة نفسها التي كان يمارس بها هو نفسه السرقة وقطع الطرق قبل استسلامه حسب ما يقال .لايوجد يهود بتاتا عند بني بوزكو " وحمادة الذي أشار اليه دوفكو هو القائد الذي سمي باسمه سد مشرع حمادي وهو من الأشراف الودغيريين الفجيجيين وقد سبق أن عرفنا به على صفحة بني يزناسن سأنقل نص الضابط دفوكو عن بني يزناسن كما هو دون تصرف يذكر. يقول" قبيلة غنية وقوية تسكن سلسلة الجبال الممتدة بين أنجاد والبحر المتوسط من الحدود الجزائرية إلى وادي ملوية ورد ذكرها في أكثر الكتب الفرنسية تحت اسم بني سناسن. إنها قبيلة مستقرة من عرق أمازيغي لغتها الأمازيغية. كانت حرة لزمن طويل وكان شيخها بالتوارث حتى بضع سنوات قريبة يسير أمورها بكل "استقلال". كان آخر شيوخها بالتوارث الحاج ميمون بن البشير المشهور والذي لازال شعبيا داخل الصقع بسبب قوته وثرواته وعدالة حكمه . خلال إحدى سنوات عهده الأولى استولى عليه مولاي الحسن غدرا وزج به في السجن،كان مولاي الحسن يأمل بذلك الحصول على استسلام بني يزناسن،لكن هذا ما لم يقع . عاشت القبيلة في الفوضى حتى سنة 1878 حين قدم السلطان وجيشه إلى وجدة فقررت إذ ذاك الاعتراف به . قسم السلطان القبيلة إلى أربع قيادات وعين على رأس كل واحدة منها قائدا يحترمون أوامره إلى حد ما منذ ذلك الوقت. انتهى النص المرجع :التعرف على المغرب /شارل دوفوكو . ترجمة :المختار بالعربي
قياس الزمن بالأحداث عند أهل بني يزناسن
هناك مقولات شائعة عندنا في بني يزناسن ، دأب الأجداد على الاستعانة بها كمرجعية لتأريخ الأحداث التي تخصهم، أشهرها: 1 - عام حفرو لبحر 2 - عام النخالة 3 - عام السكر لحمر 4 - عام تابكَوكَة في الحقيقة هذه وقائع تاريخية و شمت الذاكرة الجماعية ، هذا ما جعلها متداولة بين الناس واتخذوها مرجعية للقياس الزمني٠ سنحاول إدراج الأسباب التاريخية و السياق الذي جاءت فيه. 1 - عام حفرو لبحر: هذه المقولة يتلفظون بها عندما يريدون الإشارة لقديم الزمن (زيك في لغة الأمازيغ ) ومقولة " حفرو لبحر " لها ارتباط بحدث حفر قناة السويس في مصر سنة 1859 لربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر٠وصدى هذا الحدث نقله إلينا قوافل حجاجنا٠ 2 - عام النخالة: ظل مرتبطا بأبشع مجاعة عرفتها منطقة بني يزناسن في القرن العشرين وكان ذلك في سنة 1919 ،فضلا عن المجاعة، تسلط وباء الحمى القلاعية الإسبانية وكانت الطامة الكبرى، هلك خلق كبير ، وسمي بعام النخالة ، كانوا يخلطون شيئا من النخالة مع بقايا النجارة بعد الطحن ثم يأكلونه. 3 - عام السكر الأحمر: تزامن مع عام البون أي تقنين رهيب في المواد الغذائية .....واختفاء مادة السكر بالكامل من الأسواق. لجأ اليزناسنيون إلى التهريب عبر مليلية التي كان الألمان يزودونها بسكر مستخلص من قصب السكر عال الجودة؛ لكن عندما يوضع في البراد، لون الشاي يميل إلى الحمرة وهذا سبب تسميته بالسكر لحمر وكان ذلك في 1940. 4 - عام تابكَوكَة : الذغفول أو أسكاس أيرني في لغة الأمازيغ ، في مطلع الأربعينيات ؛ جذبت الأرض وتوالت سنوات الجفاف ، وقامت السلطات الاستعمارية بالاستحواذ بالقوة على المطامير ومخازن الحبوب وإرسال المحاصيل إلى فرنسا.....وتفشت المجاعة في هذه الأمصار فوصلت إلى حد الحفر على تبكوكة لصناعة رغيف خبز وحساء ( حريرة ) تقطع الشفاه ويسمونها : ثمجيرت. ومنذ ذلك العهد اشتهرت تلك الفترة بعام تبكوكة.
العد في اللعب أيام زمان
تعلمنا ونحن صغارالعد من 1 إلى 10 بأسماء لم تعد تداول في أيامنا هذه، إليكموها : الصيغة الأولى : واحُ ، ثانُ ، ثَلَّثْ ، رَبُ ، خامُ ، شَنْتَ ، شَبْعَ ، قَجَّطْ ، مَجَّطْ ، مِيوْ الصيغة الثانية : حِدُ ، بِدُ ، طَنطَنْ ، ماما ( بتريق الميم ) ، عِينْ ، لْهامَ ، كَصَر ، مَكْنَسْ ، جَتْنَس ( أو " جَنَّتْ " لا أتذكر) ، وَتْنَسْ هل هي أمازيغية أم لا، إلى متى يعود تاريخها؟ ( كبار السن يؤكدون أنها كانت قبل الثلاثينات من القرن الماضي وكانت تستعمل غالبا في الألعاب). وهذه بعض الإضافات لمجموعة من الإخوة لما نشر هذا الموضوع على صفحة فضاء بني يزناسن: ذ. بغدادي : يظهر أنه تحريف واختصار للأرقام العربية واح= واحد ـــ ثان = اثنان أما الأرقام الأمازيغية فقد اندثرت منذ أمد بعيد فقط اللهجة السوسية هي التي لها بعض الأرقام.. محمد وليد سيف : ماذكرته في الصيغة الثانية حِدُ...بِدُ...طنطن...ماما... كنا نردد قصيدة متقاربة في الصغر وهي : حِيدَ مِيدَ تَنْقَبْ زِيدَ مَامَا تُورُو قَجَّتْ وِيوْتْ فْوِيرَا... وللأسف لم أفهم ما المقصود من العبرة ماعدا الكلمة الأخيرة (فْوِيرَا)كلمة بلغة إسپانية وتعني أخرج ذ. محمد موح عجاجي : إيحاد/إيخاد ، شينايم ، شيلوشا ، أرفعا/أربعا، حميشا ، شيشا ، شيفعا ، شيمونا ، تيشعا ، عسرا... ؟ ( أكيد أنها عبرية ) ذ. كمال المسعودي : كانت لعبة يلعبها البنات زمان كانوا يستعملون فيها هدا الحساب حد بط طنطن..... امحمد امحمد : انا كنعرف هادي ..... حيدا ميدا تنقب جيدا خالي وعمر ماما تيرو قجت ويو
الجمجمة المفقوده ...في جامعة محمد الأول - كلية العلوم
جمجمة ضخمة لما يعرف بإنسان تافوغالت ويُعتقد أن هذه الجمجة تعود للإنسان الأول الذي استقر بمنطقة جبال تافوغالت منذ مايقارب 13.000 سنة قبل الميلاد ...ويرجح علماء الأنثروبولوجيا مع علماء الجيولوجيا والحفريات أنه كان إنسانا حجريا يسكن الكهوف ويعتاش على الصيد والجني والإلتقاط وحسب حجم هذه الجمجمة يتضح أنه كان ضخما يقارب طوله 2.50 متر وكان يزن حوالي 150 كلغ وللعلم هذه قياسات ليست تجريبيه لأنه لم يعثروا على الهيكل بالكامل وإنما قياسات نظريه مبنيه على قاعدة تناسب الأعضاء وأسنانه القويه التي مازالت بعضها في مكانها دليل أنه كان يتمتع بصحة جيدة نظرا للتغذية المتوافرة والمتنوعة مع التنوع البيئي في ذلك العصر الخصب رغم قساوة الطبيعة والمناخ والتضاريس الوعره ظل صامدا حتى نشهد وجوده بعد مرور أكثر من 100 قرن ...والله أعلم بمن خلق. " إنسان تافوغالت" لم يكن شخصا واحدا فقط وانتهى ...وإنما الاسم كناية على بدء أول من استوطن جبال تافوغالت حيث لا شك أنه عاش وأنجب سلالة وأجيال ورثوا جيناته وانتشروا وربما هذه الجمجمة تعود للأحد سلالته الأولى وليس بالضروره الإنسان الأول وبمرور الزمن والتطور تناقصت أحجامهم وقوتهم حتى أصبحنا على هذه الحاله...كما هو حال الأقوام السابقة.
إنسان تافوغالت ومغارة الأسرار
في غابر الأزمان عاش "إنسان تافوغات" في المنطقة الجبلية المسماة "تافوغالت" التي تقع في سلسلة جبال بني يزناسن خلال الفترة الزمنية المسماة "الحقبة الإيبروموريزية". خلال هذه الحقبة الزمنية حضر عند هذا الإنسان الغامض الطقس والثقافة التي هي كل ما انفصل عن الطبيعة ، وحضر عنده الطب الذي هو صورة من صور هذه الثقافة داخل مغارة مجهولة الإسم سمتها الأبحاث المعاصرة : "مغارة الحمام". أيكون زعيم قوي سكنها أم هو "شامان" عظيم مارس داخلها سحرا أم هو حارس المقبرة . ممارسات وطرائق العيش المرتبطة ب" انسان تافوغالت " طرحت كثيرا من الأسئلة والفرضيات والتصورات والرؤى، وكذلك المغارة التي سكنها وتجمعات الأكواخ المصنوعة من التراب والأخشاب التي يعتقد أنها كانت مأوى للطبقة العامة . ربما أن الطب لم يحضر عند "إنسان تافوغالت" وحضر عنه السحر نيابة عن الطب أقام إنسان تافوغالت شعيرته داخل المغارة وأقام بها نوعا من أنواع الاحتفالات التي تمثلت في أول عملية جراحية على رأس آدمية (التربة / التربريان)، أجريت تلك العملية الجراحية ربما على رأس زعيم كبير استحق أن يدخل المغارة ويتلقى العناية الفائقة من طرف "الشامان"/ الساحر العظيم وزمرته؛ وربما أجريت على شخص غير سوي متماهي بروح شريرة . كانت حياة "إنسان تافوغالت" في غابر الأزمنة مستقرة ووحشية ( مصطلح وحشي حسب مفهوم علم الإناسة ولا أقصد الإساءة ) وفيها صراع مع الوحوش ومع البحر ومع الغضب الطبيعي. و ربما كان فيها احتفال وعقاب وحزن ورقص حول نار مشتعلة تطرد الحيوانات المفترسة وتمنح الدفء، وربما كان فيها خشوع و صلاة وتوسل وهمهمات ولغة روحية تبحث عن السعادة والطمأنينة والأكل والتزاوج . كان "إنسان تافوغلت" يردد الأغاني وهو يعبر الفجاج بين الجبال متجها نحو البحر لقد حضر عنده الغناء والتميمة والشعيرة واللوي والمكياج الطبيعي. فهل ياترى كان "إنسان تافوغالت" في حاجة ماسة إلى مكان مقدس يجتمع عنده كل ليلة ليردد الأهازيج وليشكر الخالق على عودته سالما من البحر بعد أن قطع فجاجا مملوءة بالحيوانات المفترسة المرعبة أم أن المغارة كانت مكان لا يقف عنده إلا ساعة الشدة والقلق الوجودي ؟ . مغارة تافوغالت واحدة من المغارات المتعددة المرتبطة ب"إنسان تافوغالت" و يصل عددها حسب بعض التخمينات والمقاربات إلى أكثر من ألف مغارة بين كبيرة وصغيرة بعضها ردم تحت التراب بفعل عوامل التعرية، من أصل ألف مغارة كما يحكى توجد مئة منها ظاهرة للعيان، فهل يا ترى هذه المغارات الصغيرة تابعة للمغارة الأم الكبيرة بتافوغالت ( المتأمل في شكل هذه المغارات الصغيرة الموجودة في بجبال بني يزناسن دون شك ستثير فضوله وملاحظاته ) لقد كان "إنسان تافوغالت" ينتقل من المغارة ومحيطها إلى البحر القريب منه مشيا على الأقدام وكان يصتاد الأسماك و يأكل حلزون البر وحلزون البحر ويقنص في الغابات الواسعة اعتمادا على لياقته البدنية وعلى حيله وشراكه. كان انسان تافوغالت انسانا مبدعا ومتحديا للطبيعة. و ترك وراءه آثارا ضائعة دلت على موهبته الإبداعية في عدة مجالات من الطب إلى الفلاحة إلى الزينة إلى الإحتفال ولكن، للأسف الشديد أن الأبحاث الأركيولوجية المعرفية بالمنطقة لا تزال دون المستوى المطلوب. ولا تزال مغارة الحمام وغيرها من المغارات سؤالا محيرا . هناك بصمات قوية موزعة بين جبال "إنسان تافوغالت " تدل على حياة قديمة غابرة في الزمن وهناك عيون مائية كان يرتشف ويشرب منها لها أسماء غامضة تحتاج الى تفكيك ودراسة لغوية مقارنة ، وهناك أحاجي وخرافات وأغاني تحمل كثيرا من الرموز الموغلة في التاريخ والتي تدلف من كهوف مظلمة وباردة تنتظر كاشف المعرفة لينيرها. منطقة "إنسان تافوغالت " سؤال معرفي إبيستيمي كبير وعريض لا تزال تنتظر دورها في النبش الأركيولوجي المعمق ( المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث -المعهد الألماني للآثار- جامعة إكسفور..لها حضور متقطع و مجهودات بالمنطقة مشكورة ولكنها غير ملبية للطموحات) والذي يحظى بتمويل علمي سخي بحثا عن الكنوز القيمة المادية وللامادية التي قد تساعد على إعادة النظر في كثير من الآراء التاريخية في حال الوصول إلى الوثائق الوازنة والغالية التي هي مدسوسة في عمق هذه الجبال وفي عمق الكهوف وفي السهول الممتدة ناحية الركادة وفي جبل ألمو وفي منطقة "كدفان و"إفندوشن" و"تيزي" و"إيفري تافرين" و"واد الشيخ " و" أونكوط" وفي منطقة "تاقربوصت" وغيرها وغيرها التي قد تفيد البشرية جمعاء. ليس من السهل أن نرى الدينصور رغم حجمه الكبير فوق الأرض لا بد من التعب والكد والنبش والمجهودات والحب والقراءة الحدسية والعلمية لنستخرج عضامه المدهشة . ........................... ذ.عبدالله لحسايني : مثلما قاومت أحد الباحثين الفرنسيين في ندوة التراث الدارج بشفشاون أكرر اليوم أن عملية النقب Trépanation لم تكن مجرد طقوس سحرية دينية بل ممارسة طبية استشفائية وقد تدولت في أوربا في القرون الوسطى أيضا. صحيح أن المعتقد التفوغالتي لإنسان تفوغالت يجب أن يكون طقوسا سحرية حين كانت الأديان مجرد غرائز سحرية في تلك الفترة، لكن اﻵثار الدينية في تفوغالت تبرز في شيء آخر سأتحدث عنه لاحقا. أما الثقب في الرأس فأكرر أنها عملية طبية بدائية وإلى هذا الطرح يذهب دكاترة وبروفيسورات أوروبيين تخلصوا من عقدة الاستعلاء الأوروبي. يجب الحذر من الأحكام الجاهزة التي يلقيها بعض الباحثين والمختصين الأوربيين، لأن غريزة الاستعلاء ﻻ تختص بالجاهلين فقط. مثال على ما أقول: إن اسم حضارة تفوغالت هو اسم استعلائي "Iberomaurisien" أي حضارة ايبيريا "اسبانيا" المورية "المغربية"، في حين ﻻ علاقة لإسبانيا بحضارة انسان تفوغالت. كما أن استهزاء الباحثين الأوربيين اليوم بموضوع العملية الجراحية ﻻ يندرج إلا ضمن الاستعلاء الوقح وهذا ما حصل لي مع الباحث الفرنسي كما ذكرت أعلاه.
المغرب المجهول Le Maroc inconnu
يرى أوكست مولييراس "Auguste Mouliéras " مؤلف كتاب المغرب المجهول أن النجاح في استكشاف منطقة ما يتطلب إلماما تاما بلغتها، وقد بذل قصارى جهده في تعلم اللغة العربية الفصحى وتعليمها ،كما أتقن لغة التخاطب العامة، واستغرق في ذلك مدة طويلة. وكان له بعد ذلك أن يعتمد على مشاهدات طالب جزائري سيرحل إلى المغرب، يرويها له بعد عودته إلى الجزائر ،وقد استغرقت تلك الرحلة اثنتين وعشرين سنة(1872-1893)جاب خلالها محمد بن الطيب مختلف جهات المغرب، متنكرا في عباءة طالب درويش مغربي ،معرضا نفسه لشتى المخاطر، غير مبال بسوء العيش ولا بقساوة الطبيعة والبشر أحيانا، ولعل ما أنجاه من الهلاك هو إتقانه للغة العربية في شقيها الفصيح والدارج ومعرفته لكتاب الله وما يرافقه من أمور الدين، ورغم التناحر الذي كان قائما بين القبائل فقد تنقل بينها واستقر يبعضها لكونه طالبا وفقيها. وهذا يؤكد تقدير واحترام المغاربة لطلاب العلم وملقنيه. ويعتبر كتابه "المغرب المجهول" بجزأيه ، وثيقة تاريخية هامة ، رغم ما قد يخالط رؤية الكاتب للأمور من استعلاء أو مجانبة للصواب ، وهو الأمر المعروف في كل الكتابات الكولونيالية. وللقارئ أن يتجاوز تلك الهَنَات ويكتفي بما روي من أخبار ومشاهدات ووقائع مجردة ولا لتلك النظرة الاستعمارية فيها. وتجدر الإشارة إلى أن مرويات محمد بن الطيب لم ترتكز على منهجية واضحة المعالم أو رؤية مخطط لها ولذا يرى ترحاله خاضعا لما كان قادرا عليه ، وأسوق على سبيل المثال مروياته عن قبائل بني يزناسن ،فقد جاب صاحبنا سهل تريفة فاجتنب أو لم يستطع زيارة الجبال حيث كانت الكثافة السكانية للأمازيغ وكانت أنشطتهم متميزة عن سكان السهول على جميع الأصعدة. لابد من الإشارة إلى أن هذا الكتاب قد حاز قيمة استخباراتية في زمنه ، ولاشك أن المحتل الفرنسي كان قد اعتمده في معرفة بعض خصائص البقاع التي ينوي غزوها ، وقد أثنى مولييراس على محمد بن الطيب كثيرا وشكره على ما قدم لوطنه من معروف. وقد استغرق محمد بن الطيب بعد عودته ، مدة لازم فيها "مولييراس" يروي له تلك المشاهدات والوقائع معتمدا على الذاكرة الشفوية فقط ، ويرى الكاتب في تلك الذاكرة ودقتها ما يثير الدهشة والإعجاب ،فالراوي لم يكن يلم بالوقائع والأحداث فحسب وإنما كان يروي بدقة المعطيات الجغرافية والطبيعية للأماكن التي مر بها. وقد دون الكاتب مرويات ملازمه باللغة العربية أولا، ثم تفرغ بعد ذلك لكتابتها باللغة الفرنسية. وقد أخرجها في جزأين يحملان نفس العنوان الرئيس " المغرب المجهول" خص أولهما باستكشاف جهة الريف ،والثاني باستكشاف منطقة جبالة. في ما يلي سأورد ما كتبه عن قبائل "تريفة" أولا ثم قبيلتي "كبدانة " و" بني ستوت "ثانيا ،لكونها تقع على الحدود المغربية الجزائرية على التوالي. ************************ قبيلة تريفــة * غادر محمد منطقة سيدي ابراهيم ، وسط كبدانة ، في الصباح الباكر ، ليصل عشية يومه إلى ضفة نهر ملوية . نظرا لكونه لا يعرف السباحة ، فقد عبر النهر على ظهر جــواد وضع رهن إشارته بكل أريحية من طرف مرافقيه من أولاد الحاج، وقد عادوا إلى ديارهم على الضفة المقابلة. قبل أن يفارق أولئك الأهالي الدَّرْويش أوصوه باتخاذ الحيطة والحذر، وباجتناب هوارة الذين يجوبون المنطقة جهد المستطاع، وكانوا قد أعلنوا الحرب على جيرانهم في الغرب قبل أيام قليلة. قال الدَّرْويش في ارتياح، مومئا إلى أسماله البالية: العريان في الڴافلة عليه أمان الله. أوغل في الهضبة، دون خوف ، غير قلق، وحيدا ، وهو يعلم مقدما أن لن يلحق شــر بمخلوق فقير مثله . بعد نصف ساعة مشي ، سقط في كمين بين يدي هوارة. - إيه ..يا طالب ..من أي بلد أنت؟ هكذا صاح به جماعة من الڴوم، وقد اندفعوا صوبه بقوة. -أنا مغربي أجاب الدَّرْويش ،وقد وقف منتظرا ما سيحدث. كان فرسان هوارة يمتطون جيادا مُطَهّمة، أحاطت في لحظات بالمسافر، حبسته في طوق من الصدور الحية ، ترهبه بجعل الخيل تتعالى واقفة، مستقيمة، على قوائمها الخلفية ، ضاربة الفضاء بنظيرتها الأمامية ، غير بعيد عن رأس محمد. - قل لنا كم عدد رجال "لمغاربة" – يقصدون جيرانهم غربا وهم أولاد الحاج- المجندون ضدنا ونحن نؤمنك على حياتك. - أنا مدرس بزاوية سيدي رمضان(*) ..رد الدَّرْويش ببساطة ، وهو يعلم الأثر السحري الذي ستحدثه كلماته القليلة في نفوس أولئك العرب. صدق توقعه، تقهقرت الخيل ، موسعة دائرتها حول الرجل وقد صار قويا بضعفه. نزل بعضهم عن خيلهم، تقدموا في احترام نحوه ليقبلوا رأسه وقد أمالوه قليلا نحوهم قائلين: -عفوا فقيه، قد حسبناك من الغرب ، ولكن بما أنك من الزاوية ، اركب الحصان وتعال معنا. ولتشريف هذا الغريب المتميز، وضعوا رهن إشارته جوادا سريعا، حركا، يقف على قوائمه دوما .رغم إطراء محمد، فانه لم يجسر على الجهر بأنه يريد مطية أقل خطورة. امتطى الحصان بمساعدة رجلين من هوارة، وضعاه على سرجه بصعوبة، أحس وكأنه ريشة على متن ذلك الجواد الهائج، الذي يريد أن يلتهم الفضاء. فجأة ، بصيحة خاصة من القائد ، انطلقت الكتيبة بسرعة كبيــــــــٍرة عائدة إلى الدوار. ما إن وصل الجمع ،حتى أشعلت النار لأعداد الشاي، وأعد كبش بكامله شواء، على سيخ طويل فوق الجمر، ثم التهم إلى آخر عظم منه من طرف المحاربين الجياع .في الغد ، قضى الدرويش ليلته بقصبة" شراعة". وكان شائعا لدى أهل البلد أن "مول الساعة " المسيح الغريب لدى المسلمين، المنتظر منذ قرون سيخرج من "شراعة". لم يمكث المسافر في هذه القرية إلا أربعا وعشرين ساعة، توجه بعدها إلى "القلعة"، بلدة قريبة من السوق الواقعة على الحدود الفرنسية، قريبا جدا من وادي كيس .كان من حسن حظه أن استقبل كصديق من طرف قاضي" تريفة" السي عبد الرحمان، وعامله معاملة حسنة. "تريفة" القبيلة البحرية الواقعة أقصى شرق الريف، ليس لها إلا حوالي عشرين كيلومترا من الطول ومن العرض. يحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال، وكبدانة من الغرب، وبني يزناسن من الجنوب، وإقليم وهران من الشرق. تتكون من خمسة قبائل: أولاد الحاج، وهوارة ،وأولاد الصغير ،وأولاد منصور، وبني منڴوش لكل من الأربعة الأوائل 1500 فارس، بينما لا تتوفر الأخيرة إلا على 50 فارسا. تقع "تريفة" كلها على هضبة ، تنتج القمح والشعير بوفرة، تغذي قطعان الماعز والبقر والغنم والخيل والبغال. يبقى جزء كبير منها دون استغلال ، يغطيه السدر. نهر صغير واحد ،غير وادي كيس، بالكاد يمد هذه المنطقة الجافة بقليل من الماء، إنه وادي" شراعة" الذي يوجد نبعه عند بني يزناسن، والمعروف باسم واد بني وكلان. أهل تريفة عرب رحل، يعيشون تحت الخيام ،ولا يخرجون عن حدود القبيلة. هذه القبيلة –كما يظهر- قد قسمت إلى جزأين بالحدود الوهرانية. أساس معيشتهم الكسكس والخبز "الفطير" مثل كبدانة. يستهلكون كثيرا من الشاي المفرط الحلاوة. حراثة الأرض تتم بالخيول بعد أول أمطار الخريف. تمثل تريفة جزءا من مجموعة أنڴاد ، تتلقى اختراقات بني يزناسن والمهايا على حدودها الجنوبية أما الجهة الشمالية فتقع تحت نفوذ قائد "سعيدة"* قصبة "سعيدة " كما يدل على ذلك اسمها، عبارة عن حصن على البحر، عند مصب النهر الذي يمثل الحدود مع المستعمرة الفرنسية. في زمن مرور محمد بن الطيب* بها ،كان هذا الحصن يأوي العديد من جند المشاة والخيالة. القائد البخاري العجوز كان هناك منذ عشرين سنة، بصفته باشا، يعيش حياة رتيبة في معقله المغلق، ليس له من فسحة إلا منظر الأراضي المستوية جنوبا ،والهضبة المنسكبة شمالا. هناك سوقان في القبيلة :سوق الخميس وسوق الأحد. الأول قريب من "شراعة"، يقام مرتين في الأسبوع ، الخميس والاثنين .والثاني كما يعني اسمه يقام يوم الأحد، خصص له مكان عند سافلة بلدة "القلعة"، قسم إلى شطرين بواسطة وادي كيس، نصف يقع في الأراضي المغربية ،والآخر في الأراضي الفرنسية. كان غريبا أن يرى الأهالي بأسلحتهم في القسم الغربي، وعزلا في القسم الشرقي. من جهة أخرى، الحرية بلا حدود ،في غياب سلطة، يسود قانون الحق للأقوى، فوضى على الأرجح، لدى ملايين الناس لا يوحدهم إلا كونهم مسلمين . في الجهة المقابلة، الحضارة الأوروبية ممثلة في سلطة فطنة، قوية، تساوي بين القوي والضعيف وبين الغني والفقير، تعمل على نشر الوئام بين أربعين مليونا من محكوميها، على اختلاف معتقداتهم بالفكر و بالإيمان الجديد : إيمان الوطن الفرنسي. تقع تريفة في أقصى شرق "ڴريت" ، منطقة فقيرة جافة، توفر في الشتاء وبداية الربيع مراعي جميلة ضرورية لقطعان مواشي القبائل المجاورة، هذه الأخيرة، ورغم تنافسيتها الضعيفة فإنها تغزو المراعي حاملة لأسلحتها ، مسوية بالأرض، الأعشاب السامقة لتلك المراعي الجميلة، تلك المراعي التي لابد أن تزول مع بوادر الحر الأولى، ليصبح مكان الخضرة أرض جرداء، محفرة ولن تنبت شيئا طيلة ثمانية شهور ، من أبريل إلى نونبر. "الڴريت " كله جحيم تؤججه شمس محرقة. يقال أن أهالي "تريفة " ليسوا كرماء ، لا يحبون الاستضافة، نساؤهم ذوات غنج، يخرجن بكامل حليهن، عاداتهن غير مشينة. الرجال يرتدون البرنس في الشتاء والحايك في الصيف، ينتعلون بلغات (ج بلغة) تجلب من تلمسان. نشاهد في الأسواق الرجال مسلحين، والنساء كاشفات ،الكل يهرول لقضاء مآربه، يتكلمون بصوت عال، يتنازعون، يتساومون الدواب والصوف والأقمشة. بحكم القرب من التراب الفرنسي، فإن عملتنا تتداول أكثر من نظيرتيها الإسبانية والشريفة . جوارنا جعلها (العملة الفرنسية) تسعر بها كل منتجات القبيلة، تصدر إلينا كل ما تستطيع: المواشي صغيرها وكبيرها، الأصواف، الزبدة ،والبيض. يطلق أهل تريفة مرسى ملوية على الخليج المشكل عند مصب النهر الكبير، بين نقطتي رأس الماء والنتوء الصخري الواقع قليلا غرب قصبة سعيدة. مصب ملوية ربما صار يوما ميناء حربيا أو تجاريا جميلا. أهم قرى تريفة قصبة شراعة : تقع على الوادي الذي يحمل نفس الاسم، قرية صغيرة ،يقصدها الكثير من الزوار للتبرك بضريحي الوليين، سيدي ميمون وسيدي منصور. بيوت هشة واطئة، سيئة البناء. قصبة هوارة: قلعة تأوي بعض الجنود المغاربة القابعين خلف الأسوار، تبدو مهجورة منذ سنين. زرايب : خمسون منزلا صغيرا. القلعة : قرية على الحدود الفرنسية ، بها ستة آلاف فارس، تعداد سكانها حوالي 30000 نسمة. هضبة، بها مداشر هنا وهناك، الأمية تكاد تكون عامة. -------------------------------------------------------- * تريفة : تعني تلك التي تعيش في بحبوحة أو وفرة * زاوية سيدي رمضان ، تقع شرق سافلة جبال بني يزناسن ما بين أحفير وبركان. *سعيدة : هي المسماة حاليا السعيدية * محمد بن الطيب هو الرحالة ،المغامر، الجزائري الأصل ، وقد استغرق ترحاله ومقامه في المغرب زهاء اثنتين وعشرين سنة. حين عاد إلى الجزائر روى شفويا ما عاشه طيلة تلك المدة على مسمع الكاتب. وتجدر الإشارة إلى تنويه الكاتب بذاكرة صاحبه في مقدمة الكتاب.
تواجد نفس الأسماء لدواوير بمختلف نقاط جبال بني يزناسن
من المعلوم، وهذا لا يخفى على أحد، أن اتحادية قبائل بني يزناسن تتكون من أربعة قبائل كبرى وهي من الشرق إلى الغرب : - قبيلة بني خالد - قبيلة بني منقوش - قبيلة بني عتيق - قبيلة بني وريمش وهذه الأخيرة تتضمن بطن بني محيو موضوعنا اليوم، يتمحور حول تكرار أسماء دواوير أو فخذات في مختلف بقاع جبال بني يزناسن بحيث نجد نفس الاسم يتواجد في أكثر من نقطة. سيتضمن هذا المقال بعض إضافات الإخوة لما نشر ذات الموضوع على صفحة فضاء بني يزناسن...شكرا لهم. 1 - نزوح العائلة من الجبل لتستوطن السهل أو الهضبة بحثا عن عيش أفضل أو بسبب خلافات عائلية أو هروبا من المحتل الغاشم وهنا غالبا ما نجد اسم العائلة مقرونا بكلمة الجبل أو " لفاقا " وآخر مقرونا بكلمة " لوطا " أو التحاتا " مثال : أ - ببني خالد : تيزي لفافا وتيزي التحاتا - لعضاما الجبل و لعضاما لوطا - بنهارن الفاقا وبنهارنا لتحاتا ونفس الشيء ينطبق على بوهلالن و إشيخين وهيلمن وبوعلاين... ب – ببني وريمش : - الزعارة الجبل والزعارة لوطا أو الصفاح - أونوت الجبل وأونوت بشراعة - أولاد بوعبدالله بسيدي بوزيد ( أكليم ) وأولاد بوعبداللاوي بأبرذيل بسوق الأحد وهو أبناء العمومة - اث سعيد ندير ،اث اسعيد نلرصاف باحواز العيون،اث علي نثيلي لولوت ،اث علي نثفويت سفيون،اث بويغرومن ندير،اث بويغرومن نعطاف،اث بوعزة سيدي ميمون اث بوعزة مشروع حمادي المركز .... - ماقيل سابقا ينطبق على الدواوير التالية من بني وريمش : أولاد اعمر وأولاد بومية أولاد يعقوب ج – بني منقوش : أولاد جابر التحتا و أولاد جابر الفاقا - - آث بوميمون الجبل و آث بوميمون جهة ميلي - إجذاين فوغال وإجذاين الركَادة - االشحالفا نزناتي اخليفة ذاشحلفا امكرز شرق عين الصفا 2 - تواجد نفس الاسم بنقاط مختلفة دون وجود قرابة عائلية والله أعلم مثال : أ – أولاد احساين ببني منقوش وأولاد احساين ببني محيو ببني وريمش وأولاد احساين وهم فرع من أولاد الكَاضي ببني خالد ب – أولاد دواد ببني منقوش وأولاد دواد ببني وريمش 3 - الاسم يتكرر في نقاط مختلفة مع وجود قرابة عائلية مثال : أ – أولاد البالي بالبصارة ( الموطن الأصلي ) وأولاد البالي نواحي بوغريبة ببني وريمش وأولاد البالي ببني خالد ( قرب أحفير ) ب – لمزارعة ببني وريمش ( رسلان ) ولمزارعة ببني منقوش ملحوظة : اسم بني ميمون أو أولاد ميمون يتواجد في كل من بني منقوش بنقطتين مختلفيتن ( عين الصفا و جنوب فزوان ) و ببني عتيق ( بني بويعلى ) وببني خالد بمنطقة الكَربوز. شكرا للجميع على مساهماتهم النيرة
التهريب ببني يزناسن أيام الاستعمار الغاشم – عين الركَادة نموذجا
سبعَ ن تحونا " سبع حوانت " سهل تاونڭاط ـــ قبيلة كبدانة بدعوة من الأخ ،خالد قاسمي ( ابن دوار ثاونكَاط ( آث فسير ) غرب وادي ملوية ) جزاه الله خيرا، ورفقة كل من الأخ محمد المرابط والأخ محمد بوعزاوي، قامت المجموعة يوم السبت 28 ماي 2022 برحلة استطلاعية إلى دوار ثاونكَاط وإلى المكان المعروف تاريخيا باسم " سبع أحوانت – سَبْعَ نْ تْحُونَا "، التي لم تبق منها إلا بعض جدرانها المهترئة دالة على حوانيت يعرفها أهل المنطقة وكل من تبضع منها. حوانيت شهدت رواجا تجاريا محترما بين ضفتي وادي ملوية. وفي هذا الصدد، ننشر بين أيديكم إخوتي الكرام، ما كتبه الأستاذ عبدالله زغلي في كتابه " عين الركادة، القصبة و التأسيس " من ص 124، إلى ص 127، عن هذه النقطة الحدودية المعروفة ب " سبع أحوانت ": أصبح جل أهالي عين الركَادة يتعاطون للتهريب، من أجل توفير لقمة العيش التي أصبحت صعبة، مع استمرار الحرب. واصل الآباء عملهم المعهود، المتمثل في حرث الأرض وزرعها، وتربية الماشية، بينما تحول الأبناء إلى " الترابندو ". كان العمل في التهريب ينطلق من نقطة الاستعمار الإسباني، وراء نهر ملوية غربا، ويوزع في منطقتين، مدينة وجدة، والأراضي الجزائرية. كان المهربون يعملون على شكل جماعات في تنقلاتهم، ويقطعون غالبية المسافات مشيا على الأقدام. حدثني والدي قال : " كنا ننطلق من الركَادة مشيا على الٌأقدام، ونمر شمال، أو جنوب أبركان، في اتجاه وادي ملوية، مخترقين أراضي شراعة، ونعبر إلى الضفة الغربية من الوادي، نتسوق من " سبع أحوانت – سبعة ن تحونا " (1)، وبعد حزم السلعة على الظهر، نقفل راجعين ليلا، وسط مخاوف الحراسة المشددة التي ضربتها فرنسا على التهريب، لنصل إلى الركَادة، وننتظر مجيء الليل، لنتجه شرقا نحو وهران مرورا بجنوب أحفير، ووسط الكَربوز، وكانت الرحلة تستغرق أسبوعا أو أكثر،...وبعد بيع السلعة نعود من جديد، لنستعد لرحلة أخرى..." أطلقت فرنسا يد الجميع لمحاربة التهريب، ومطاردة المهربين في كل مكان (2) وفرضت قانون منع تنقل أفراد قبائل بني يزناسن عبر أراضي بعضهم البعض، إلا بعد الحصول على ترخيص من الإدارة الفرنسية، ويدخل هذا ضمن سياسة عزل القبائل عن بعضها البعض، وتسهيل عميلة مراقبتها، وضبط تحركاتها، خصوصا وأن سنوات الأربعينات كانت تعرف حراكا وطنيا داخل البلاد. (1) : نقطة التسوق كانت " سبع أحوانت " تقع بأراضي كبدانة، الخاضعة للاستعمار الإسباني، عبارة عن دكاكين توفر السلعة المطلوبة تقع غرب وادي ملوية. (2): جل شباب الحرب العالمية الثانية توجهوا للعمل في التهريب، وهم يتحدثون عن محنه وويلاته ومشاكله التي لا تنتهي. هذا القانون، زاد من تعقيد تنقل مهربي بني منقوش بأراضي بني وريمش، كمنطقة عبور، حدثني أحد من اشتغل في التهريب قائلا: " كنا نعتمد كثيرا على عائلات بني وريمش، التي كنا ندخل وسطها، يوم التسوق، وهي راجعة بعد الزوال من أبركان إلى دواويرها، كأفراد منها، للتمويه على العسس في الطريق، وكنا نعتمد على أناسها في تأمين الطريق، والهروب إليهم كلما طوردنا وترك متاعنا لديهم حتى تهدأ الأحوال...كانوا طيبين وأوفياء..." كانت المواد المهربة (3) من " سبع أحوانت " متنوعة، وظروف نقلها إلى نقط بيعها صعبة وشاقة، تبتدئ من قطع نهر ملوية (4)، الذي يجب أن يتم ليلا، ومعرفة نقط تواجد العسس، التي تتغير باستمرار، وشراء الطريق ( 5). نفس المخاطر كانت تعترض المهربين وهم يقطعون الأراضي الجزائرية، في اتجاه تلمسان، أو عين تمشونت، أو سيدي بلعباس، أو وهران، كلما اقتربوا من الدواوير، هرت الكلاب، وعلا نباحها، وانطلق صوت الرصاص من أفواه البنادق، ملعلعا في السماء إعلاما بالخطر، وتحذيرا من الاقتراب بالدواوير. (3): عبارة عن شاي وقهوة وقماش ولوز، يلف ويجمع، يشد إلى الظهر ويسمى بأمازيغية بني يزناسن " ثاعرورت ". (4): يجب معرفة " مشارع " أي معابر النهر الآمنة، معرفة علو منسوب الماء، وخلوها من العسس. (5): أي دفع الرشاوي للعسس كيفما كان نوعهم وفي أي مكان، يتحدث مهربو عين الركَادة عن شخص معروف يومها " بسبع أحوانت " اسمه " أطجِّيوْ " يعمل بالمخزن الإسباني، كان يتقاضى عن كل مهرب ما قدره عشرة دورو، أو يكون مصيره " كَارمة " ( مركز حراسة إسباني). بالمقابل، كانت هناك دواوير جزائرية معلومة لدى المهربين، تتعامل بكامل الطيبوبة، وتقدم كل المساعدات الممكنة، حدثني " محند البَركان " (6) قال: " كنا نتحاشى – ما أمكن – المرور بالقرب من بعض الدواوير، لأن جل سكانها من النساء، حيث كان الرجال في الجيش الفرنسي أيام الحرب العالمية الثانية، وكان كلما نبح كلب إلا وأعقبته طلقات الرصاص من أيدي النساء، تخويفا وترهيبا، بينما كانت دواوير أخرى ترحب بنا كلما طرقنا أبوابها، وتقدم لنا قهوة لذيذة جدا، تنسينا مشقة الطريق..." كانت السلع المهربة مطلوبة في الأسواق الجزائرية، تباع بكامل السهولة، وكان جل التجار الجزائريين أمناء في بيعهم وشرائهم، حدثني والدي قال : " كنا كلما وصلنا إلى وهران، نترك سلعتنا في دكان، ونخرج بنماذج منها، نعرضها على الدكاكين الأخرى، نتفق على الثمن، نحضر السلعة، فنأخذ قيمتها في الحال، كانت الثقة في العملة المتداولة فيما بيننا..." (6) : محند البَركان من مواليد حوالي سنة 1910 وتوفي حوالي 1980 رحمه الله تم توثيق الصور المرفقة يوم السبت 28 ماي 2022
موقع المنطقة على الخريطة