محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
نبذة عن حياة و كفاح بعض رجال ونساء المقاومة ببني يزناسن
قــــــــائمـــــــة محتــــــويــــــــات الصفحــــــــــة نبذة عن حياة و كفاح بعض رجال المقاومة ببني يزناسن ألبوم صور لبعض رجال المقاومة ببني يزناسن رجال أبطال استشهدوا في الميدان نبذة عن حياة و كفاح بعض نساء المقاومة ببني يزناسن كلمة الأستاذ محمد موح عجاجي ي حق النساء المجاهدات صور لبعض رجال المقاومة
نبذة عن رجال المقاومة اليزناسنية
1 - حسن بن محمد شاطر
ازداد رحمه الله بأولاد وكوت إقليم بركان. كلف سنة 1930م بربط الاتصال بين الحركة الوطنية وجمعية العلماء الجزائريين . وسنة 1934 ربط الاتصال بالزعيم علال الفاسي بمدينة فاس وحضر سلسلة اجتماعات الكتلة ليتم تكليفه سنة 1935 بمهمة البحث عن مقاومي المنطقة لتكوين نواة الحركة الوطنية بدائرة بني يزناسن من خلال فتح مدرسة حرة للتعليم (النهضة)التي ترأسها وساعده في تسييرها آخرون. أغلقت بعد ثلاثة أشهر من افتتاحها بأمر من السلطات الاستعمارية ثم أعيد فتحها سنة 1937 بفضل تدخلات السلطان محمد الخامس رحمه الله. وقد لعبت هذه المدرسة دورا كبيرا في توعية قبائل بني يزناسن. اعتقل رحمه الله عدة مرات من قبل الاستدمار الغاشم سنوات 1939/48/52 بتهمة وطني يتعاون مع العدو وكفاه فخرا وشرفا أن يتهم بهذه التهمة وهي تاج شرف على رأسه. اقتيد رحمه الله إلى مكناس ثم إلى قصر السوق ثم اغبالو نكردوس ومنها الى أسول عبر كلميمة .... وفي سنة 1952 نفي إلى تارودانت رفقة المرحوم قدور الورطاسي ومنها إلى كلميم ثم أركانة وأخيرا أنزي على بعد 42 كلم من تزنيت صحبة الأستاذين عبد الرحيم بوعبيد وقاسم الزهيري . توفي رحمه الله سنة 1988م بمسقط رأسه. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. بتصرف من مرجعين:تراجم معتقلي اغبالو نكردوس نشر المندوبية السامية.. وعن كتاب العلامة المختار السوسي:معتقل الصحراء ج2 هامش 357
2 - احمد بن الحاج عبدالقادر شاطر الوكوتي
مولده : حوالي سنة 1905 بقرية وكوت نسبه : احمد بن الحاج عبدالقادر شاطر اليزناسني المنقوشي الوكوتي من مشيخة بني عبدالله، يتصل نسبه بالولي الشهير السيد الحاج لحسن دفين قرية وكوت. اشتغل سائقا لسيارة البريد " م لاكروا " ثم مشرفا وصاحب محطة لبيع البنزين وبيع قطع السيارات في حانوت كبيرة بشارع محمد الخامس. انغماره في الميدان الوطني : منذ سنة 1936م، انغمر في ميدان العمل الوطني، وكان شغوفا بقراءة المجلات والصحف الشرقية، وعلى الرغم من كونه لم يتلق مبادئ في العلوم، فقد تدرب على قراءة المجلات والصحف وكان يتذوق كل ما كان منها خاصا بالمقالات السياسية. وقد أدى به الأمر إلى أن صار متعهدا لبعض تلك المجلات والصحف. كرمه الوطني : وكان رحمه الله كريما جوادا، ولا سيما في سبيل القضية الوطنية فينتهز كل فرصة للبذل والإكرام في سبيل الله والوطن. إلى حزب الاستقلال: وحينما تأسس حزب الاستقلال كان من الأولين الذين انضموا إليه، وكان يسير شُعبة خاصة من شُعب الحزب ومن الذين يتطوعون بإطعام الشعبة كلما اجتمعت بمنزله ونظرا لنشاطه المتواصل في سبيل القضية المغربية، فقد تطوع بتسيير طائفة من شعب الحزب في بني وريمش الشماليين وكان يركب دراجة للتوجه إلى تلك الشعب ويطوف عليها ليلا وتصل المسافة إلى أربعين كيلومترا في بعض الأحيان، على الرغم من مرضه، " مرض ضعف القلب" الذي كان يفاجئه من مرة إلى أخرى فيجمد في مكانه وقد أصابه هذا المرض بسبب ما لقي من عذاب في مكاتب الشرطة الاستعمارية. وفاته : في يوم الجمعة، وفي أواخر سنة 1950، بينما كان المقاوم احمد بن الحاج عبدالقادر الوكوتي واقفا وراء الحاجز الخشبي بدكانه، إذ سقط على الحاجز وفاضت روحه رحمه الله، وذلك إثر سكتة قلبية، وقد حمل إلى قرية وكوت حيث ضم إلى أجداث أقاربه. وكانت جنازته مشهورة مشى فيها مئات الإخوان على الرغم من بعد منزله بأبركان عن قرية وكوت بما يقارب العشر كيلومترات، مع اعتبار رداءة الطريق ووعورة المسالك، وبكاه الرجال والنساء والأطفال، فرحمة الله عليه رحمة واسعة، وأسعده الله بالتمتع بوجهه الكريم آمين.
3 - عبدالقادر اليعقوبي
مولده ، نسبه ونشأته: ولد يوم 10 ذي القعدة عام 1332ه ( 29 شتنبر 1914 ) بقرية بنيعقوب ( بني وكلان ). جده الأعلى له قبة بمساكن أولاد بنيعقوب ببني وكلان قبيلة بني منقوش. حفظ كتاب الله عن ظهر قلب بقراءة ورش، وحينما أتم حفظ كتاب الله تتلمذ في علوم الدين والنحو والعقائد حينما كان قاضيا بأبركان منذ شتنبر سنة 1939. وكان رحمه الله على قلة مدى تعاطيه للدروس الدينية و النحوية والعقائدية شغوفا بالمطالعة والدراسة والتحصيل، وكان ذا حافظة قوية مع ضعف في الذاكرة. دخوله للمعترك السياسي: في سنة 1944 بدأ مغامراته في الحقل السياسي الوطني، وفي سنة 1945 كان عضوا في أول مكتب مؤقت لفرع حزب الاستقلال بأبركان بحيث كان خليفة للأستاذ قدور الورطاسي كاتب الفرع إلى أن توفي رحمه الله. وفي سنة1946، التحق كمعلم بمدرسة النهضة الحرة وكان رحمه الله علاوة على مهنة التعليم و نشاطه بفرع الحزب كان يقوم بتجولات في بني منقوش وبني بويعلى للتصال بشُعب الحزب وتشغليها ونشر الفكرة الاستقلالية ويتحمل في سبيل ذلك أتعابا مضنية. وفاته : في أوائل سنة 1951، اعتقلته سلطة تافوغالت لنشاطه السياسي في بني بويعلى وحكم عليه بثلاثة أشهر نافذة. وقد كان معتقلا في سجن انفرادي وقطع عنه الأكل قرابة مدة خمسة عشر يوما.وجينما أتم مدته خرج منهوك القوى الجسدية والفكرية إلى درجة أنه لم يعد باستطاعته مزاولة أشغاله العادية. زادت حالته تتطور من خطر إلى أخطر فظل على هذه الحالة زهاء سنتين إلى أن فاضت روحه عليه رحمات الله وهو على سجادته مستقبلا القبلة يوم الخميس 20 غشت 1953 الموافق 10 ذو الحجة سنة 1372 تقريبا. وهكذ قضى هذا الشاب ولما يزل في ريعان شبابه، وذهب ضحية التعسف الاستعماري وكتب في سجل شهداء بني يزناسن في سبيل العقيدة الاستقلالية.
4 - حماد الورطاسي
مولده ونسبه ونشأته : ولد حوالي 1930 م في قرية ورطاس وهو : حماد بن محمد بن يوسف الورطاسي الطاهري، يبنتسب إلى الولي الصالح الشهير سيدي عبدالمومن الذي يوجد ضريحه بمدشر تيزي يخلف. نشأ في قرية ورطاس، ودخل الكتاب وأكمل حفظ كتاب الله باكر السن. كما كان جده للأب من الفقهاء المقرين، ومن أولياء الله الصالحين، ومن الذين كانوا يرفعون راية الدعوة إلى محاربة " بوحمارة " تعلقا بالمرحوم المولى عبدالعزيز. استقلاليته وفي سنة 1946 انضم إلى حزب الاستقلال ولم يقتصر على ذلك فقط، بل أنه كان داعية لا يفتر لسانه عن الدعوة إلى اعتناق الفكرة الاستقلالية، ولقوة نشاطه كان تاجرا ماهرا وداعية ماهرا، وعاملا قويا لا يضعف ولا يهين ولا يرهب أية قوة. وبفضله رحمه الله ، انضم لحزب الاستقلال دفعة واحدة عدد عظيم من الشبان الورطاسيين. وحينما أنشات شعبة خاصة لتمرينها على دراسة نشرة الحزب السرية ثم دراستها مع الشعب كان في مقدمة أعضاء هذه الشعبة. ثم انتخب كاتبا لشعبته، ثم كاتبا لإحدى المجالس الجهوية. وكانت أمه حليمة من " الرجالات" الاستقلاليات. تقوم إلى جانب ولدها بنشاط ملحوظ في الحقل النسوي الوطني وقد لقي في سبيل عقيدته امتحانات مختلفة فما وهن ولا سكن. وحينما تحولت شعب الحزب في أبركان إلى فرق فدائية وفرق جيش التحرير كان من أكبر العاملين لمساعدة رجال الكفاح المسلح. كان لموت الراحل أثر عميق في نفوس جميع بني يزناسن على الإطلاق، لأنه كان محبوبا من لدن جميع الكبقات. وفاته : توفي رحمه الله سنة 1955 م . فرحمة الله رحمة واسعة على المقاوم المجاهد وأجزل الله له الثواب إنه نعم المولى ونعم الكريم.
5 - محمد بن محمد بن بوعزة
مولده، نسبه، نشأته، مهنته : ولد في قرية ورطاس سنة 1923 محمد بن محمد بن بوعزة الورطاسي الطاهري نشأ في أحضان والديه نشأة دينية، حيث دخل كتاب المسجد الكبير لتلقي كتاب الله. امتهن التجارة منذ باكر شبابه، وعلى الرغم من بساطة مواد تجارته فإن مروءته وأخلاقه الطيبة ساعدته على تنميتها لرفع مستوى حياته المادية. استقلاليته : اعتنق مبادئ الاستقلالية سنة 1946، وكان من خير أعضاء الحزب ومسيريه، مشهورا ببراءة طويته، ووفائه لكلمته، وحسن الأمانة، وصادق القول، صبورا متجلدا، لا يسري إلى عقيدته وهن ولا ضعف ولا ريب، فكأنه خلق " للاستقلالية الصادقة". بطولته: وحينما تحولت شعب الحزب بأبركان إلى شعب للفداء وجيش التحرير كان من أبطال قادتها، وشارك في عدة هجومات على الجيش الفرنسي في الواجهة الريفية المجاورة لفاس، وأصيب بجروح بليغة، وحمل إلى إحدى العائلات بفاس، فاعتنت به أيما اعتناء وعالجته علاج الإنسان لولده الوحيد جزاها الله خيرا. ولما عوفي من جروحه استأنف نشاطه في ميدان الكفاح المسلح، وقام بعمليات متعددة ناجحة. استشهاده : وفي أواخر 1955، اغتيل أمام المحكمة الشرعية بأبركان مع رفيقه المرحوم السيد حماد بن يوسف. يوم جنازته كان مشهودا، انفجرت فيه القلوب بالدماء بله العيون، فرحمة الله عليه رحمة واسعة وأجزل الله له عظيم الأجر والثواب إنه نعم المولى ونعم الكريم.
6 - احمد بن اعمارة الوشكرادي
مولده ، نسبه ونشأته : ولد في قرية بني وشكراد مشيخة ورطاس حوالي 1870 م. وقرية بني وشكراد تبعد عن أبركان جنوبا بنحو 10 كيلومترات جبليا. بنووشكراد هؤلاء تقع منازلهم في قسم بني عتيق ولكن عائلة هذا المجاهد تدعي أنها من بني منقوش من فرقة " إِمَجْنِيوَنْ" . تربى في القرية المذكورة ودخل الكتاب فلقد ألجأته ضروريات الحياة إلى ممارسة أعمال حرة، ولم يلبث – لنشاطه الحر – المتواصل أن خرج من قريته إلى أرض له قرب بحيرة " واولوت " قرب قبة الولي الشهير سيدي عبدالمومن جد آل ورطاس. كفاحه الوطني : كان رحمه الله من الذين لهم الإسهام في الدفاع عن حوزة الوطن عهد الغزو الفرنسي لبني يزناسن سنة 1908 م فكتب في أول حياته صفحة للمجد الوطني، وشاهد كيف عذب الجيس الفرنسي بني يزناسن على العموم وكبراءهم على الخصوص، و ناله من ذلك ما نرجو من الله أن يكتبه في صفحة مجده ومجد أمته. ولم تفارقه أصلا ذكريات عهد الاحتلال الفرنسي، فكان رحمه الله يتأوه كثيرا كلما قص على أصدقائه وأقربائه قصة من مآسي الاحتلال الأجنبي. كما كانت له مواقف طيبة ضد الثائر " بوحمارة ". عقيدته الدينية : كان رحمه الله لشدة اتصاله بالعلماء والفقهاء متين العقيدة الإسلامية، مستعدا كل الاستعداد لمحو أية خرافة أو أسطورة من ذهنه محافظا على طهارة عقيدته بل أنه كان في عهد حياته الأخير من دعاة العقيدة الإسلامية الطاهرة يحارب الخرافات والأساطير التي تمس بالعقيدة الإسلامية الطاهرة على الرغم من أميته، ولكن مخالطة أهل العلم أكسبته عقيدة إسلامية نقية طاهرة. عقيدته السياسية : كان – رحمه الله - لا يترك فرصة تمر دون أن يعرب عن إيمانه التام بكرامة بلاده وسيادتها ورمز كفاحها. وبسب مواقفه البارزه اتجاه الاحتلال الغاشم قال رئيس المراقبة الفرنسي : " كنت اظن أن الشبان وحدهم الذين انخرطوا في حزب الاستقلال أما الآن، فإن معكم شيوخا متقدمين في السن يعاضدونكم وينصرونكم. وكان المراقب يعني بذلك السيد احمد بن اعمارة الوشكرادي، والمرحوم السيد ج مصطفى البكاوي، والسيد الحاج محمد الكدان، وغيرهم من كبار بني يزناسن الكثيرين الذين كانوا يكافحون مع الشبان والكهول الاستقلاليين جنبا إلى جنب. كما كان – رحمه الله – من الشخصيات الذين ينتدبهم الفرع للاحتجاج أو الاتصال بدوائر السلطة سواء المراقبة، ام القيادة. وكان – لقوة إيمانه وشجاعته – لا يرهب أحدا فيدافع عن الفكرة دفاع من لا يخشى العواقب. وفاته : توفي رحمه الله حوالي 1953 ، بعد أن عمر طويلا ، فكانت حياته حافلة بالأعمال الطيبة. رحم الله تلك الروح الطيبة وجعلها في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، آمين.
7 - عبدالقادر الوجدي
مولده و نسبه ونشأته : ولد بوجدة حوالي سنة 1907 م . عبدالقادر بن الحاج محمد بن البشير المنقوشي العبدلاوي استوطن والده مدينة وجدة بقصد الاتجار وهناك ولد له عدة أولاد ، كان منهم هذا البطل ولذلك اشتهر بالوجدي ، وإلا فهو يزناسني الأصل . ثم أن والده رحع إلى أبركان وفتح دكانا هناك ، واصطحب معه عبدالقادر لصغر سنه ، وبقي أولاده الكبار بمدينة وجدة . دخل إلى الكتاب وأجاد القراءة والكتابة. عقيدته السياسية : انضم باكرا إلى صفوف المجاهدين الوطنيين منذ عهد الوطنية الأولى سنة 1936 غير أن نشاطه الأول كان بمدينة وجدة، حيث كانت وجدة في ذلك العهد مركز الوطنية في المغرب الشرقي. وفي سنة 1945 ، استأنف نشاطه الوطني كعضو مهم في حزب الاستقلال ولم يلبث نشاطه الوطني أن رفعه إلى عضوية مكتب الفرع عن جدارة واستحقاق فلقد كانت عضوية المكتب من الصعوبة بمكان ، لا يرقى إليها عن طريق الانتخاب إلا من كان ممتازا في إيمانه وأعماله. فالبركانيون ذوو غيرة خاصة ، فلا يرفعون فوق رؤوسهم إلا من أثبت بالحجة الواقعة أنه أحق بذلك وكان منزله من المنازل التي تعقد فيه الاجتماعات المهمة في الظروف الحرجة إذ أن اجتماعات المكتب في أوقاته الحرجة كانت لا تعقد إلا بمنازل خاصة وفي مقدمتها ، منزل السيد جلول ، ثم منزل السيد عزيزي احمد بن عبدالله البيعلاوي ، فمنزل هذا البطل عبدالقادر الوجدي ، ومنزل السيد القندوسي الهواري. وكان منزل السيد عبدالقادر الوجدي يخصص لاجتماعات أعضاء مكتب الفرع مع أعضاء مكاتب الفروع الجهوية ، وخصوصا أعضاء مكتب بني درار . وكانت له مواقف وطنية صادقة عددية . وأوذي في سبيل عقيدته بمعظم أنواع الإذاية . وكان في خلقه هادئا رزينا شغوفا بالتقاط الأنباء . خبيرا باستطلاعها مرن الاتصال بمختلف الطبقات ، داعية شهيرا ، لين الكلام ، سهل النقياد في سبيل أداء واجبه الوطني ، يعرض نفسه للخطر مهما بلغت خطورته. فكم من مرة سافر إلى الرباط لأداء مهمات خطيرة في ظروف حرجة ، فما لوحظ عليه تقاعسا ولا وهنا ولا ضعفا . وكان من أبرز المساعدين على تشجيع التعليم الحر ، فهو يعمل في مختلف الميادين الوطنية ، ولا يمل ولا يعتذر ، بل أنه كان من المتطوعين للأعمال كلما طلب منه إنجاز أعمال وطنية. ومما يخلد ذكره استشهاد ولده مصطفى في حرب جيش التحرير بالريف إبان حوادث 1954 ، وذلك على الرغم من صغر سنه فقد أستشهد رحمه الله ولا يزال في عهد ريعان شبابه وغير متزوج. ويعد هذا مفخرة لوالده وعائلته ، ومفخرة من مفاخر التعليم الحر بأبركان. وفاته : توفي رحمه الله سنة 1957 م ، ودفن بمقبرة كدية مولاي الطيب الشهيرة ، وكانت جنازته مشهورة إذ مشى فيها جمهور غفير وشارك فيها عشرات الإخوان من وجدة. وقد أَبَّنَه إذ ذاك الأستاذ قدور الورطاسي بكلمة ارتجالية انفجرت لها القلوب دماء. فالله نسأل أن يجزل عظيم الأجر والثواب لمجاهدنا ويتفضل عليه بما هو أهل له من المغفرة والرحمة وأنواع النعيم ، آمين .
8 - الحاج احمد اليعقوبي
مولده ، نسبه ونشأته : ولد بقرية بنيعقوب ( بني وكلان ) ببني منقوش حوالي 1870 م. الحاج احمد بن عبدالقادر الطيب بن علي بن الحسين بن محمد بن يعقوب ، فهو والد المرحوم عبدالقادر. نشأ في بيت علم وقضاء وجاء عريض يحفظ كتاب الله ، وحافظ على استذكاره طول حياته التي كادت تشارف القرن. رحلته : كانت أول رحلة له في أول شبابه إلى قبيلة بني يسنوس من القطر الجزائري وهي قرية قريبة من الحدود المغربية الجزائرية ، حيث كان يقصد برحلته هذه اتقان حفظ كتاب الله ، ومن هناك توغل في القطر الجزائري ثم التونسي ثم إلى القطر الليبي ثم إلى البقاع المقدسة حيث أدى مناسك الحج ، وأثناء هذا العهد من حياته تلقى دروسه العلمية والدينية منها على الخصوص واكتسب خبرة مهمة وتجارب في الحياة ساعدته على إبراز مواهبه الفطرية. خطة القضاء : وفي أوائل عهد الاحتلال الفرنسي ببني يزناسن ، تولى خطة القضاء بقرية تافوغالت ، وما رسها ما يقرب من خمس سنوات. وحدث – أثناء ممارسته للقضاء – أن أهانه أحد الضباط المراقبين بكلمة ما ، فقام من مقعده وضربه بالكرسي الذي كان جالسا عليه ، فكان مصير هذه الحادثة أن عزل من خطة القضاء. وأثناء عهد القضاء كان يركب فرسا من تافوغالت إلى منزله بقرية أولاد بنيعقوب ويضع بندقيته أمامه ولا يستطيع أحد أن يحاول مس كرامته بيوء ، وذلك على الرغم من أن المسافة بين تافوغالت وقرية أولاد بنيعقوب تقدر بثلاثين كيلومترا ، ويمر وحده بغابات كثيفة ، بينما كان الأمن غير مستتب نهائيا . وبعد أن عزل من خطة القضاء كان يعيل نفسه وعائلته باستغلال ما كان له من عقار بوري وسقوي وقد كان أول من بنى قصرا بالجبل على طريق الهندسة العصرية. تدينه : كان رحمه الله محافظا على أداء فروضه الدينية ، يتعهد كتاب الله بالتلاوة ، علاوة على قراءته للحزبين في كل يوم ، تاليا للأوراد ، أخذ أوراده من المرحوم الشيخ محمد بن سليمان صاحب زاوية قرية ندرومة بالقطر الجزائري وكان محترما لدى السلطة ، وخصوصا لدى القائد المنصوري الذي أكرمه طول عهده وقلما رد وساطته. كما أنه لم يثبت أن يزناسيا ، شريف أو غير شريف أهانه بكلمة سوء فقد عاش محترما مهابا من الجميع . عقيدته الوطنية : وكان رحمه الله على تقدم سنه له عطف على حزب الاستقلال ويدعو الله بنجاحه في كفاحه المقدس، وكثيرا ما قام بتأدية مهمات وطنية ، وسافر إلى الرباط مع المرحوم احمد بن اعمارة الوشكرادي لمهمة وطنية ، فنال احترام رجال المركز لحزب الاستقلال وتقديرهم له . وفاته : توفي رحمه الله بمدينة أبركان سنة 1958 فعليه رحمة الله الواسعة وتقبله الله قبولا حسنا .
9 - الحاج مصطفى البكاوي
مولده ، نسبه ونشأته : ولد بقبيلة بني بويعلى بني عتيق ، أولاد البكاي سنة 1870 م . مصطفى بن الحاج ارشيد ، يتصل نسبه بالولي الصالح الشهير سيدي علي البكاي صاحب الضريح المقبب في أجدير بني وكلان بني منقوش. نشا الحاج مصطفى البكاوي في قرية بالجبل فدخل الكتاب دون أن يتم حفظ كتاب الله . انتقل والده إلى أبركلن وقد وفقه الله في ترويج تجارة فكان من الأوائل الذين شيدوا عدة املاك في أبركان عندما خصصت السلطة الفرنسية هذه البقعة لتكون مدينة. وعلاوة على إشرافه على أملاك والده فقد كان يدير تجارة رابحة ، فهو يعد من الملاكين القدماء بأبركان ، ومن أعيانهم المشهورين . تدينه : كان رحمه الله مشهورا بالتدين ، وأداه ذلك إلى أخذ الأوراد عن الحاج محمد الهبري العزاوي صاحب زاوية درقاوة بالمحل المدعو " الضريوة " ( ملتقى طريقي أحفير السعيدية حاليا ) . وزاد ارتباطه بهذه الزاوية بتزوجه من إحدى بنات الشيخ وكان من أبرز " المقدمين " لهذه الزاوية. عقيدته السياسية : لقد كان من المتصلين بأهل العلم والجاه والسلطان ، إذ كان معروفا بجديته ولسانه القوي الحجة و جرأته المهابة. وكان مجلس القائد المنصوري لا يخلو غالبا منه ، ومجلس هذا الأخير كان كشكولا من من الأشخاص والشخصيات ، ففيه الغني ، وفيه العالم ، وفيه السياسي ، فثقافته الامة " أي المنصوري " ساعدته على التصال بمختلف النزعات والحيثيات. فكان مصطفى البكاوي يستفيد من كل ذلك ، فكانت له معلومات صوفية وأخرى وطنية وفي سنة 1946 نما وعيه فكان من أبرز أنصار حزب الاستقلال. ومع مرور الزمان وتطور الأحداث تحول إلى داعية للفكرة الاستقلالية ، ضدا على الزوايا وبالتالي أصبح من ألد أعداء السلطة الاستعمارية . حوادث غشت : وفي حوادث غشت 1953 م كان من الذين أوذوا في سبيل الله واعتقل ووضع في زنزانة عسكرية مع الإخوان الاستقلاليين . وفاته : وفي سنة 1959 م ، توفي عليه رحمات الله ، وكتبه االله في سجل المجاهدين والصاحين آمين .
10 - الرئيس البكاي لهبيل
مولده ، نسبه ونشأته : ولد بأبركان يوم 18 أبريل 1907 م . البكاي بن مبارك بن المصطفى الهبيل وجده الأعلى القائد بلنوار. مات والده ولما يزل طفلا ، فاحتظنته والدته وأخواله فأدخل مدرسة ابتدائية فرنسية وكان يعد من أبناء الأعيان. ونظرا لما اشتهرت به عائلته من البطولة والمغامرات في سبيل المجد من جهة ، ولاشتهار أخواله وأمه على الخصوص بالطموح المفرط إلى المعالي فقد أرسلته والدته إلى المدرسة العسكرية بمكناس ، فتخرج منها برتبة ضابط " فسيان" . وفي الحرب العالمية الثانية شارك كضابط فيها إلى جانب فرنسا فأصيب في إحدى رجليه فقطعت. تعيينه قائدا على بني درار : ولما عوفي من جروحه واستحالت ممارسته للجندية في صفوف الجيس رجع إلى مسقط رأسه وعين قائدا على قبيلة بني ادرار وأولاد زعيم ، فكان خير مثال للاستقامة مع القبيلة ، فلم يعرف عنه أنه تناول رشوة أو هدية ما . فكان باستقامته هاته أول قائد دشن عهد التعفف عن أموال القبيلة في هذه القيادة ولقد أعجب بنو ادرار أيما إعجاب بقائدهم الشاب الذي أدار شؤونهم وساسهم بكامل التعفف والاستقامة ، ولا سيما إذا لا حظنا أن هذه القيادة فقيرة تتعيش بموارد قليلة العدد ضعيفة الانتاج . عضويته في القيادة العسكرية الإقليمية : وإلى جانب إدارته للقيادة المذكورة كان عضوا في القيادة العسكرية الإقليمية الوجدية. ومن جهة ثالثة فقد انتخبه قدماء المحاربين رئيسا أعلى عليهم للدفاع عن حقوقهم. باشوية بصفرو فاس : وحوالي سنة 1945 عين باشا على مدينة صفرو فكان أيضا مثالا للاستقامة والنزاهة. انغماره في الكفاح الوطني : وفي حوادث العرش 1953 م استقال من باشوية صفرو فاس ، وسافر إلى فرنسا. يروي كاتبه للأستاذ قدور الورطاسي ما يلي : أن الراوي في سنة 1953 وفي ذات صباح يوم الأحد، كان يشرب الشاي مع المرحومة طامة والدة البكاي لهبيل ، وأثنائ ذلك دخل عليهما البكاي وفقال لوالدته : - أن رئيس المقاطعة قد استدعاني ، وأنني متشائم من هذا الاستدعاء ، لأن اليوم يوم أحد وقد جربت أت الاستدعاء يوم الأحد لا يكون لخير . قال الراوي ، فقالت له والدته : أن الرجل الذي يطلب الموت لا يجد الرجال الذين يقتلونه . وأردفت قائلة : إذا كان الأمر يتعلق بما يمس جلالة محمد الخامس وخذلانه ، فكل ما رضعته من ثدي طامة حرام عليك ، وإن وقفت إلى جانبه فهو عليك حلال ، وأنني راض عنك في الدنيا والآخرة ، فسر على بركة الله. قال الراوي : فلما رجع البكاي من عند رئيس المقاطعة قال لي : الفقيه ،،،أن الأمر خطير جدا . لقد عرض علي رئيس المقاطعة أن أوقع على عريضة ضد سياسة جلالة الملك محمد الخامس فما رأيك ؟ قال الراوي فقلت له : أن مستوى تفكيري دون الجواب عن هذا السؤال . ولكن البكاي ألح عليه في إعطاء رأيه . قال الراوي : فقلت له إذا كنت في استطاعتك أن يرجم طلاب " كليج " مولاي ادريس في فاس أولادك و تورثهم العار الذي لا يمحى أبدا فوقع العريضة ، فأجابه البكاي : لا ، لا أريد ذلك أبدا ، إن رأي والدتي ورأيك يكفياني لمساندة عزمي على أن أستميت من أجل ملكي جلالة محمد الخامس. ( انتهى الحوار ). استغل البكاي فرصة رخصته في شهر يوليوز 1953 ، فطار إلى فرنسا ومكث هناك إلى أن وقعت أحداث 20 غشت من نفس السنة ، فأرسل أربع برقيات لمختلف المراجع باستقالته من باشوية " صفرو فاس " يرفض فيها الاعتراف بعرفة، ويصر على تعلقه بملكه الشرعي جلالة محمد الخامس. مكث هناك قرابة عامين ، قام أثناءها بإلقاء عدة محاضرات في مختلف مدن فرنسا وأوساطها واتصل بعدة شخصيات في سبيل إرجاع ملك البلاد وأسرته إلى الوطن وإرجاع استقلال البلاد إلى أهله. عودته إلى أرض الوطن : وفي اواخر يوليوز 1955 عاد البكاي لهبيل إلى أرض الوطن فحل ضيفا على حزب الاستقلال الذي خصص له منزلا فخما لاستقبال الزوار والاتصال بمختلف الأوساط. بعد شهر تقريبا عين عضوا في مجلس حفظة العرش مع العضوين السيدين : الفاطمي ابن اسليمان والطاهر اعسو. مشاركته في محادثة ايكس ليبيان : ثم أنه استدعي إلى ايكس ليبان " فرنسا " حيث شارك في محادثات المائدة المستديرة التي جمعت مختلف " النزعات الشعبية" والتي كان نتائجها الاتفاق بين المفاوضين المغاربة والفرنسيين على إرجاع محمد الخامس إلى عرشه وإعلان استقلال البلاد. نصب رئيسا لأول حكومة وطنية نونبر 1955 . سافر في أواخر أبريل سنة 1956 مع جلالة المغفور له محمد الخامس وطائفة من الوزراء إلى فرنسا للمفاوضة في استقلال البلاد التام. وفي ثاني مارس الموالي تم الاتفاق على استقلال البلاد ، وكان البكاي لهبيل هم الذي أمضى وثيقة الاستقلال بصفته رئيس الحكومة الشرعية للبلاد. ثم استقالت هذه الحكومة الأولى بعد عام على نشأتها وأعيد تشكيل حكومة أخرى فأسندت إليه أيضا رئاستها. وفي سنة 1958 استقال من هذه الرئاسة واشتغل بتكوين حزب سياسي ، أطلق عليه أول مرة التجمع الشعبي ، ثم أطلق عليه بعد شهور : حزب الحركة الشعبية. وفاته : وفي 12 ابريل سنة 1961 ، توفي البكاي لهبيل على إثر سكتة قلبية و هو وزير وبرتبة كولونيل في الجيش. وقد حمل إلى أبركان حيث ووري عليه التراب في مقبرة كدية مولاي الطيب وكانت جنازته من أعظم الجنائز ، فعليه من الله الرحمات الواسعة وتقبله الله قبولا حسنا آمين .
11 - بوزيان الوشكرادي
مولده ، نسبه ونشأته : ولد حوالي سنة 1916 م بقرية بني وشكراد بني عتيق. هو بوزيان بن اعمارة الوشكرادي . نشأ في القرية المذكورة ، وادخله والده كتاب القرية فحفظ كتاب الله في ريعان شبابه. تلقى أول دروسه العلمية في مسجد أبركان الأعظم على أول مدرس بهذا المسجد الفقيه السيد العربي السنوسي الجزائري ، كما درس عليه مبادئ النحو والصرف والتوحيد. ثم اتحق بالقرويين بفاس حيث مكث هناك أربع سنوات. كان طول حياته يشتغل بالتجارة . وفي سنة 1946 م ، اعتنق حزب الاستقلال ، وقد أهله نشاطه الوطني لعضوية مكتب فرع حزب الاستقلال بأبركان. وقد كان مكلفا بقريتي تيزي يخلف ( واوواللوت ) وتزغين القريبتين من منزله ، ثم كلف بتعهد النشاط الوطني ودراسة النشرة السرية للحزب ببني وريمش الشماليين ، وكان يِؤدي واجبه الوطني دون ملل أو فتور ، فغامر بنفسه في الظروف الحرجة. وفي حوادث سنة 1953 م أبلى البلاء الحسن ثم فر إلى الناضور حيث كانت الهيأة العليا لجيش التحرير مستقرة هناك للإشراف على العمليات التي كانت تباشر في الناحية الشرقية. تغيير نزعته السياسية : وفي سنة 1956 كان من الأعضاء المهمين لإنشاء حزب الحركة الشعبية بزعامة السيد البكاي . وفاته : وفي صيف سنة 1963 ، اشتد به ألم مرضه فأسلم روحه إلى مولاه تاركا أثرا طيبا في نفوس إخوانه الذين كافح معهم على الخصوص ا يقرب من عشر سنوات . أثابه الله أحسن الثواب ، وأجزل له من الأجر ما يسعده به في عالم البقاء والخلود آمين .
12 - محمد بن المقدم الورطاسي
مولده ونسبه ونشأته : ولد حوالي 1332 ه الموافق 1913 م بوادي آل ورطاس . محمد بن محمد بن المقدم القصير " بالتصغير " " المعروف بالشلجة : ب " أقضاظ " الورطاسي الحاجي من فرقة أولاد الحاج ومنازل فرقته هي المجموعة التي تواجه الانسان أول الأمر بوادي آل ورطاس ويدعى محل سكنى فرقته " تَاحَلْوَانْتْ " وفرقته تنتمي إلى الولي الصالح الشهير سيدي عبدالمومن. لقد نشأ في بيت الفضل والتقوى والحياء والمروءة إذ أن والده كان من حفظة كتاب الله المجيدين لحفظه وقد عرف من والده جميع أنواع الفضائل . بعدما حفظ كتاب الله هو ذ . قدور الورطاسي على يد أبيه بمقر سكناه" تاحلوانت " بورطاس مارس مهنا حرة مختلفة. في ميدان الكفاح : وفي سنة 1945 م ، وبعد الإفراج عن ذ. قدور الورطاسي من السجن، اكترى دكانا يواجه دكان ذ. قدور الورطاسي بشارع طنجة " الفيلاج " لممارسة مهنة الحلاقة العصرية والتقليدية معا. وبعد التأكد من قوة عزمه ، قبل الحزب انخراطه فيه فكان خير مثال للاستقلالي المخلص الوفي. فانضم إلى حلقة من حلقات الحزب فكان خير مثال للاستقامة والنزاهة وطيب الخلق ، فاختارته حلقته أمينا عليها لجمع الاشتراكات الشهرية ويسلمها إلى أمين الفرع العام. أنيطت به فيما بعد مهمة البريد ما بين بركان ووجدة ن ليأخذ التقارير من ذ. قدور الورطاسي ويسلمها إلى مندوب الحزب وليستلم النشرات و رسائل التعاليم ليسلمها لقدور الورطاسي. وحدث أن انتقل لمهنته إلى وجدة وعلى الرغم من ذلك فقد مارس هذا الواجب في صمت وهدوء ورضاء. فأثناء حوادث 16 غشت بوجدة كان في مقدمة المشرفين عليها والمشاركين في إثارة حوادث 17 غشت بأبركان وعلى إثر هذا اعتقل بوجدة وبعد الامتحانات القاسية في مكاتب الاستنطاق صدر عليه حكم عسكري بعشرين سنة ، ولم يتحرر إلا بعد إعلان استقلال البلاد. بعد الاستقلال : وعقب الشهور الأولى عين " مقدما " بإحدى حومات وجدة ، وأثناء ممارسته لهذه الوظيفة كان مثال الاستقامة والإخلاص والوفاء وقد حصل على شهادة المقاومة. وفاته : وفي يوم الثلاثاء 29 رجب الفرد الحرام عام 1385 ه الموافق 23 نفامبر سنة 1965 م نشرت جريدة " العلم " مراسلة تتضمن وفاته مرفوقة بصورته ورثاء من مراسلها بوجدة . فرحمة الله رحمة واسعة ومتعه الله بما يمتع به المؤمنين المجاهدين المخلصين من نعيم ورضوان . آمين .
13 - الفقيه الحاج محمد الكدان المنقوشي الجديري
مولده : ولد حوالي 1315 ه الموافق ل 1897 م بقرية أجدير ببني منقوش التي تبعد عن أبركان بحوالي 8 كيلومترات. ووالده يسمى السيد علي الكدان لقبا . ولقد عرف بالتدين والبساطة و حديدية العزم والإرادة. حفظ كتاب الله حفظا جيدا. وقد أغناه الله بالمال الكثير تجارة ضخمة وفلاحة ومواشي وأراضي. كان من الأعضاء المسنين بحزب الاستقلال حيث كان يساعد الحزب بماله ومنزله وسيارته وأثاثه وكل ما وصلت إليه يده. وفاته : توفي رحمه الله عام 1969 م موافق عام 1389 هجرية رحمه الله ورضي عنه.
14 - القائد الدخيسي بن علي الهواري
من مواليد 1280 ه تقريبا الموافق ل 1863 م ، ومن المحقق أنه عمَّر أكثر من قرن واحد ، وينتسب إلى قبيلة هوارة. نشأ في بيت البطولة والكرم وحسن السلوك لذلك عاش مضرب الأمثال في لين العريكة وطيب الأخلاق وقلده الحسن الأول مسؤولية قيادة هوارة ولما يزل شابا. وأبلى البلاء الحسن في عهد ثورة أبي حمارة ، وفي كل المواقف الوطنية كان موضع إعجاب وإكبار وحينما تطور الوعي الوطني ‘لى المطالبة بإعلان الاستقلال وقف موقف المدافع عن حرية الأفكار. فانتشر الوعي الوطني في قيادته بصفة واسعة ، وذلك بفضل مرونته وحسن سلوكه وتقديره للوعي الوطني . وفي أزمة 1953 ، خيرته السلطة الاحتلاية بين الاستمرار في قيادته والاعتراف بالوضع الجديد ومحاكمة الاستقلاليين ، فأبى عليه نبله ووفاؤه أن يخلع من رقبته ما طوق به من عهد العرش الشرعي ، فأقيل من مسؤولية كقائد على قبيلة هوارة ، فالتزم سكنه موئل رجال الفداء وجيش التحرير. وفاته : في يوم الأربعاء ذي القعدة الحرام 1387 ه الموافق 13 فبراير 1968 م ، كان القائد سابقا – المحسن السيد الدخيسي الهواري في ضيافة الرحمن أحسن الله ضيافته ، وصباح الخميس الموالي شيع إلى مقره الأخير مودعا من آلاف المعجبين بمكارم أخلاقه. وهكذا سجل المرحوم صفحات من مختلف الأمجاد وأصبح في ضيافة الله مدعوا له بالرحمة والغفران ممن أعجبوا بكرمه ونبله ووفائه. أحسن الله ضيافته وأكرم مثواه.
15 - موسى بن رباح وحادثته مع " رامونة "رئيس دائرة أبركان
قال الله تعالى في كتابه الحكيم : " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . " الأحزاب (الآية23) يقول الأستاذ قدور الورطاسي في إحدى صفحاته من كتابه " بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني "...بتصرف "...وأنني لا زلت أذكر جيدا أحد رؤساء دائرة بركان الفرنسيين قال لأحد الاستقلاليين ( موسى بن رباح ) : هل أنت تفهم الاستقلال ؟ ففهم الاستقلالي من رئيس الدائرة أنه يسخر من بساطته وأميته فأجابه ساخرا : نعم إني أفهم الاستقلال كامل الفهم ، إن معنى الاستقلال أن تفارق أنت هذا الكرسي وأجلس عليه أنا. وعلى الرغم من قساوة أسلوب الجواب ضبط المراقب أعصابه وسأله مرة ثانية : هل أنت يا موسى بن رياح تستطيع أن تجلس مكاني هذا وتستطيع أن تضطلع بما أضطلع به من مهام عظيمة تحتاج إلى ثقافة وخبرة؟ فابتسم موسى بن رياح وأجابه : لا تتخيل قصدي أن تقوم أنت يا سيد رامونة وأجلس أنا موسى بن رباح . لا ، وإنما ضربت لك مثالا بهذه الجزئية فقط . و إلا فإني أقصد - وأنت تعلم ما أقصد ، أن يسلم الفرنسيون حكم البلاد لأهل البلاد وحينما يحدث ذلك ، فإنه ليس من شأنك أن تعرف هل أنا الذي سأجلس مكانك أو غيري ، فهذا شأن الشعب المغربي وشأن جلالة الملك محمد الخامس نصره الله.وزاد موسى قائلا : أنا أعلم أنني إنسان بسيط و لا أستحق أن أدير شؤون بلادي ثم إننا إذ نريد استرجاع سيادتنا نريد أن لا يحكمنا الأميون البسيطون مثلي كما هو أسلوب الاستعمار في إسناد الأمور إلى مواطنينا الأميين بل يتولى أمرنا ذوو الخبرة والكفاءة والنزاهة . ولقد أعجب المراقب ومساعدوه وقائد البلد من هذا الجواب العميق الصريح الواضح البين وهذا الموقف الوطني الصادق أيما إعجاب فابتسموا جميعا، وحكم على موسى بن رباح بخمسة عشر يوما حبسا. فابتسم موسى وقال تعليقا على هذا الحكم : إن أقسى من هذا الحكم لا يؤثر على عقيدتي التي شرحتها لكم ، ففي سبيل استرجاع سيادة البلاد سأتحمل كل تضحية إلى نهاية الحياة." رحم الله المجاهد موسى بن رباح وأثابه وأمطره بشآبيب رضوانه وأجزل له الثواب، ورحم الله جميع الشهداء الأبرار وأسكنهم فسيح جناته.
16 - الفقيه عمرو بن الحسين الوكوتي
يزناسيون مقاومون محل اعتزاز وافتخار. ازداد رحمه الله سنة 1912م تلقى تعليمه بالقطر الجزائري وحفظ القرآن وكان على اتصال دائم بجمعية العلماء المسلمين ما جعله يستقي أفكارا وطنية دفعت به إلى معترك النضال ومجابهة المستعمر الغاشم. كان رحمه الله رمزا من رموز قبائل بني يزناسن في الوطنية والوفاء وأحد الأعمدة الأربعة اليزناسنيين الذين أرعبوا الاستعمار ودوخوا جلاديه وأشاعوا الرعب والهلع في المعمرين الفرنسيين في منطقة بني يزناسن ونواحيها. واعني بالأربعة الأعمدة المقاوم الكبير حسن شاطر الوكوتي وقد أسلفت الحديث عنه باقتضاب، والأديب المؤرخ قدور الورطاسي وشهرته تغنينا عن التعريف به ثم مترجمنا عمرو بن الحسين رحمهم الله، وهو بالمناسبة ابن خالة الأستاذ قدور الورطاسي وهو كذلك ابن عم حسن شاطر ثم الحاج احمد شاطر الذي سيأتي التعريف به لاحقا. ذرية بعضها من بعض. يقول العلامة المختار السوسي قي سياق ترجمته لأحد مناضلي كبدانة المدعو "أبو عنان الكبداني الزخنيني" حاكيا على لسانه الأوليات الأولى في انطلاق حركة المقاومة والنضال ضد الإقامة العامة في منطقة بني يزناسن وما لقيه من معانات وحراسة مشددة ومراقبة الجواسيس :يقول:ولكني مع هذه الحراسة أتشجع فابث الدعاية،فأول من أصغى إلى تلك الدعاية الشريفة فانقاد اليها،الحاج احمد شاطر من بركان واخوه الحسن والفقيه السيد عمرو بن الحسين فهؤلاء هم الأوتاد الأولى في الوطنية هناك. تحدث عنه الأستاذ قدور الورطاسي كثيرا في مذكراته : يقول رحمه الله في بعض نصوصه:ولما تحررت في 17 غشت لم أمكث بين أهلي إلا ثلاثة عشر يوما حتى اعتقل ابن خالتي عمرو بن الحسين الوكوتي مدير مدرسة النهضة الحرة وأقصي إلى "تازرين" عرف عنه رحمه كثرة التجوال بالمدن المغربية لتحريك عجلة الجهاد وتحرير الوطن من براثين الاستعمار . في سنة 1937 سافر إلى مدينة فاس باعتبارها قلعة للعلم وحصنا للجهاد ،فيلقى عليه القبض على إثر اجتماع سري مع شباب ومناضلي مدينة فاس ويزج به في سجن عين قادوس وينال حظه من التعذيب والأعمال الشاقة رفقة بعض رفاقه في الوطنية ليطلق بعد ذلك سراحه وتفرض عليه الإقامة الجبرية نظرا لرمزيته بين قومه في الوطنية والفداء. فقد اقتدى به شباب بني يزناسن في المقاومة والنضال وشكلوا خطرا كبيرا على مصالح الاستعمار بوجدة وبركان وعلى طول الحدود المغربية الجزائرية فيتم إبعاده ونفيه إلى ورزازات ليزج به في غياهب سجن "اغبالو نكردوس" سنة 1951م رفقة المرحوم قدور الورطاسي . افرج عنه سنة 1955م بمعية نخبة من مناضلي بني يزناسن الأحرار ليواصل نشاطه لاحقا كعضو بجمعية مساندة الكفاح الفلسطيني بالرباط، ومحاضرا في الفقه والإرشاد إلى أن وافته المنية يوم 11 شتنبر 1992م وينقل جثمانه من الرباط إلى قريته ببركان حيث شيعته مدن وقرى الجهة الشرقية يتقدمهم شخصيات في في الوطنية والسياسة على رأسهم عبد الرحمان حجيرة والطاهر اليعقوبي والمرحوم الحاج محمد الوازي . بتصرف . مقال نشره الأخ مهداوي بن علال على صفحة اتحاد رحالة بني يزناسن بتاريخ 15 نونبر 2016
17 - السايح بن عمرو بن الحاج عبدالله الوريمشي الرسلاني من جماعة حركات
في سنة 1943 بتهمة التعاون مع " المحور " وهي التهمة التي كانت توجه إلى المجاهدين ، وصمد أمام تعذيب من لجنة " ب س ت " الاستعمارية شهرا واحدا فأحيل إلى المحكمة العسكرية بمكناس فبرأته بعد أحد عشر شهرا وفي سنة 1944 نفي إلى الطاوس حتى مايو 1946 وفي سنة 1949 نفي إلى مكانس ثلاثة عشر شهرا وفي سنة 1952 حكم عليه بسنة قضاها في سجني وجدة والرباط ، وفي سنة 1953 حكم عليه بعامين سجنا وخمسة أعوام نفيا و24 ألف سنتيما غرامة إلى اعتقال زوجه " ميلودة بنت البشير بن عبدالقادر الرسلاني حيث مكثت في السجن 62 يوما لتقول ماذا يفعل زوجها فقالت :استقلالي مجاهر بها يعمل لصالح وطنه وهو معتقل عندكم وصودرت أمواله غنما وشعيرا ، وأثاث البيت. متعك الله وزوجك مع الذين أنعم الله عليهم أمين.
18 - الشريف الحسيني مولاي ابراهيم
من لحساينة من بني منقوش ببني يزناسن لعله ولد سنة 1920 اعتنق مبادئ الحزب حوالي 1945 وكان شهيرا بإخلاصه وأخلاقه الطيبة وجديته في النضال الوطني محبوبا عند الناس وحينما تكون جيش التحرير بعد إقصاء صاحب العرش وسائر الأمراء والتحق " بالجبل " وأخذ يصول ويجول على جيش الغزو الفرنسي وفي 14 أكتوبر 1955 سقط شهيدا برصاص المحتل. فاللهم أجزل له الثواب ونعمه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا آمين. أحببت الله فأحبك واختارك إلى لقائه فبشرى لك بلقاء الله
19 - الأخ العربي بن محمد بن قدور الورطاسي
من مواليد 1925 توفي يوم ثامن جمادى الأولى 1412 ه الموافق 15 نونبر 1991 م بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج رحمه الله و أسكنه فسيح جناته
20 - الحاج محمد بن علي اليعقوبي
هو الحاج محمد بن الفقيه القاضي السيد علي ابن بنعبدالله بن المختار بن ج علي اليعقوبي ويرتفع نسبه إلى المولى ادريس عن طريق المولى عبدالله أحد أبناء المولى ادريس. ولد حوالي سنة 1901 وتوفي رحمه الله أثناء سنة 1983 بالدارالبيضاء ودفن في مقبرة بني امسيك هناك. توفي والده " جدي لأمي " وهو في أوائل شبابه، فلم يحرمه الله من الكتاب القرآني ولا من التحاقه بمعهد وجدة. واضطرته ضروريات الحياة غلى الرحلة إلى الجزائر حيث تزوج هنالك بالمرحومة السيدة عائشة بنت الحاج الدمناتي. وفي أوائل سنة 1930 أو قبلها بقليل رجع إلى أبركان حيث اشتغل بالتجارة إلى اكتراء حمام عمومي بأبركان أنجب أربعة أولاد هم الدكاترة في الطب : احمد ، محمد ، بنعبدالله ، المرضي " قويدر " مع ثلاث بنات : كبراهن فاطنة أم أولادي ، ووسطاهن المرحومة حليمة وصغراهن مليكة. وكان رحمه الله ذا عواطف وطنية طيبة محافظا على صلواته ، تاليا كتاب الله العزيز خصوصا في أواخر سن ححياته حيث كان يختمه في كل ثلاثة أيام في بعض الأحيان. وفي أوائل الحرب العالمية الثانية وبعد سنة 1940 بقليل شملته عاصفة الاعتقالات في بني يزناسن ولولا نفوذ أحد أقاربه لتعرض لما تعرض له رفقاؤه من تعذيب وتنكيل، ولكن أفرج عنه بالوساطة المشار إليها. ويعد من الأسر الادريسية العلمية الشهيرة في بني يزناسن بقبيلة بني منقوش..كما تمتاز هذه الأسرة بمزاولة خطتي القضاء والعدالة. كما استهر والده " جدي لأم " بالشجاعة والكرم المثالي وتقدير العباد والزهاد وإكرامهم، إلى عطفه النبيل على الفقراء والمساكين، وقد حدثني بذلك من أثق به من كبار رجالنا الورطاسيين الذي كان يهيم بمحبة جدي لأم وكرمه وفضائله العديدة. فرحم الله مترجمنا وبارك في سلالته ، آمين. يقول المؤلف.
21 - الابن البار عبدالخالق العربي
لقد نشا عبدالخالق العربي في مدينة أبركان وهو يعتبر من أبنائها الأبرار وعرفته فيها طفلا مهذبا وتلميذا نجيبا، كما عرفت والده رحمه الله السيد أحمد العربي المعبوري منذ أواخر الثلاثينيات رئيسا للمخزن الإداري ( رجال المخازنية) وعاشرت أخويه عبدالقادر وامحمد في الدراسة. أدخله والده الكتاب القرآني وحفظ فيه ما تيسر من كتاب الله العزيز وتابع تعليمه الإدارية المخصصة لتعليم أبناء المسلمين في مدينة أبركان.وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية بتفوق حاز على الشهادة الثانوية ( البروفي ) بامتياز ثم التحق بسلك التعليم مدرسا ومربيا للناشئةفي الأربعينيات. فكان نعم المعلم والمربي في أداء مهمته بكل إخلاص وتفان، مقدرا مسؤوليته وكان محط عناية وتقدير واحترام من لدن المواطنين سواء في البادية أو الحاضرة التي علم ودرس فيها وهو يعد من الوجوه الشابة المرموقة في مدينة أبركان التي انخرطت وانغمرت في ميدان العمل الوطني في حزب الاستقلال، وقد أظهر نشاطا وطنيا عجيبا في بث التوعية الوطنية ونشر الإشعاع الوطني التحريري سواء في أوساط سكان البادية التي علم بمدارسها أو بين أوساط الشباب المثقف داخل المدينة. وكشهادة مني في حقه فلن أنسى له الموقف الجرييء والدور الحاسم الذي أظهره واتخذه أثناء اجتماع الخلية السرية التي كان عضوا فيها بمنزل المرحوم الحاج مبارك بن محمد بن عمر مركوم والخاصة بالشبان المثقفين والموظفين بخصوص التوقيع على العريضة ضد حركة الڭلاوي الاستعمارية والتنديد بها وبالمؤامرة الدنيئة التي كانت تحاك وتدبر لجلالة المغفور محمد الخامس طيب الله ثراه. إذ كان أول شاب مثقف وموظف وقع على العريضة بمنتهى الحماس ومؤديا اليمين من جديد للتضحية والفداء في سبيل الملك والوطن، ثم احتذى به كل أعضاء الخلية فوقعوا وأدوا اليمين من جديد كذلك. وكثيرا ما كان يعرض نفسه للمخاطر وهو موظف ولاسيما عندما اشتدت الأزمة المغربية واحتد الصراع مابين جلالة الملك الشرعي محمد الخامس والإقامة العامة والحكومة الفرنسية . ففي هذا الظرف، حينما ثارت مدينة أبركان وقرية تافوغالت وقبائل بني يزناسن يزم 17 غشت دفاعا عن الشرعية ، برز عبدالخالق العربي وسط المتظاهرين الثائرين من أجل الاستشهاد، فواجه القوة العسكرية الاستعمارية الضخمة من الدبابات والمصفحات التي غزت المدينة لمواجهة المتظاهرين الثائرين، وفي أعقاب ذلك وبعد أن تم اعتقال الآلاف ممن شاركوا في هذه الحدث، وممن خططوا لها ونظموها، وصدرت في حقهم أحكام السجن بمدد متفاوتة قام الشاب عبدالخالق العربي وكان من العناصر الوطنية الاستقلالية الأولى التي تولت تغيير النظام السياسي الحزبي بنظام جديد للعمل الفدائي والمقاومة المسلحة السرية. وبذلك يعتبر من العاملين المخططين والمؤسسين الأوائل لحركة المقاومة بأبركان وإزاء هذا كان استمرار إدارة الشرطة الاستعمارية في بطشها وعملها الوحشي إلى أن تمكنت من اكتشاف ذلكم النظام الجديد ومن إلقاء القبض عليه وعلى البعض من رفاقه وخضع للاستنطاق وتعرض لأشد أنواع التعذيب والتنكيل بمركز الشرطة ثم وضع في السجن في انتظار محاكمته، إلا أنه استطاع الفرار من السجن وساعد رفيقه المناضل محمد الصباني من الفرار معه أيضا. والتجآ معا إلى المنطقة الشمالية أين ساهما بدورهما في تعزيز حركة المقاومة وتركيز نظامها. ومن هناك توجه إلى تطوان ومنها التحق بمصر للتطوع في الثورة الجزائرية وهكذا إلى أن كان من الذين تم اعتقالهم في الباخرة " لاطوس " التي حجزتها القوة البحرية الفرنسية في وسط البحر الأبيض المتوسط مشحونة بالعتاد الحربي الموجه لجيش التحرير الجزائري، فأحيل على المحكمة العسكرية الفرنسية بالجزائر، وشاءت قدرة الله وحكمته أن حكمت عليه هذه المحكمة بالبراءة وبعدما قضى حوالي خمسة أشهر في معتقل عسكري قامت السلطة الاستعمارية بإرجاعه إلى حدود المغرب. ( نشر خبر حجز الباخرة " لاطوس " في الصفحة الأولى للجريدة الفرنسية إيكودوران Echo d'Oran الصادرة بتاريخ 15 يونيو 1957 بوهران.) وهكذا أطلق سراحه وسلم إلى السلطة المغربية المستقلة، وفي أعقاب ذلك وفي عهد الاستقلال التحق بإدارة الأمن الوطني وأثناء ممارسته ومزاولته للمهام المسندة إليه والموكولة له، كان مثال الإطار المناسب في المنصب المناسب فهذا هو عبدالخالق العربي كما عرفته في عهد الاستعمار وفي عهد الاستقلال، وإن تعرضت في الحديث عن نشأته ونضاله فلا أستطيع التعرض لأعماله المتعددة والمتسمة بالخصوص بالسرية والكتمان ونكران الذات، فإنها أعمال لا يعرفها إلا هو وحده، وللإشارة فقد غاب عن مسقط رأسه وأهله وعن إخوانه في العقيدة أربع سنوات من 1953 إلى 1957 وخلالها قاسى المحن والشدائد وتحمل كل أنواع الحرمان. فطوبى له وأسأل الله أن يمتعه وجميع أسرته بكامل السعادة والهناء وبنعمة الصحة ودوام العافية وأن يرحم والده بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان، ويسكنهما جنات النعيم في دار الخلد مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، آمين.
22 - اللياوي الطيب بن عبدالقادر البويعلاوي
ولد سنة 1915 عضو مكتب فرع حزب الاستقلال من صانعي انتفاضة 17 غشت 1953 حكم عليه بسنتين سجنا قضاها بسجن العاذر بالجديدة قال له السرجان الحطاب المجرم الذي تفنن في تعذيب الوطنيين الاستقلاليين: اسمح لي ما قاسيته مني من عذاب. فأجابه الأخ الطيب : طبعا أسمح لك حتى لا أتأخر عن دخول الجنة إذا ما انتظرت أخذ حقوقي منك يوم القيامة فأنت الذي عذبت الكثير من السياسيين المجاهدين. رحمك الله يا أخي الطيب ومتعك من نعيم الجنة في دار الخلود.
23 - الحاج عبدالقادر الصباني
من مواليد 1924 بمدينة أبركان، تربى ونشأ فيها في أحضان والده المرحوم السيد احمد بن عبدالقادر الصبانب الذي يعد من الأوائل الذين استوطنوا بركان قادما إليها من جهة تافغالت وأدخل صغيرا إلى الكتاب القرآني ثم ألحقه والده بالتعليم العصري بالمدرسة الحكومية المخصصة لأبناء المسلمين التي كانت هي الوحيدة في الثلاثينيات، وحاز على الشهادة الابتدائية ثم الثانوية بميزة حسن جدا. وبعد بضع سنوات من انقطاع دراسته تمكن من الحصول على وظيفة بدائرة بركان، إلا أنه لم يمكث فيها طويلا حيث تعرض للطرد التعسفي منها هو وزميله الشاب الوطني النشيط المرحوم مركوم احمد بن عمرو العامري بأمر من المراقب الفرنسي الاستعماري المدعو سيروك رئيس تلك الدائرة وذلك انتقاما منهما على الاضطرابات التي أحدثها الشبان الرياضيون التابعون للفرقة الوطنية الحرة لكرة القدم المسماة المنصورية. وهكذا انغمس الأخ محمد الصباني في الميدان السياسي والنشاط الوطني لحزب الاستقلال في ريعان شبابه، وكان يعد من أهم العناصر الشابة والأطر الاستقلالية المثقفة النشيطة التي تعزز بها الحزب في مدينة بركان وقبائلها بني يزناسن. بعد عودته من فرنسا أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات واحتكاكه بمجموعة من طلبة المغرب والعمال المغاربة والجزائريين ، أهلته ثقافته الفرنسية الواسعة من ولوج سلك الوظيف كإطار تقني بالمديرية الجهوية لوزارة الأشغال العمومية بميدنة أبركان. وفي سنة 1952 وبالضبط في 8 دسمبر تم فصله وطرده من وظيفته بسبب مشاركته في الإضراب العام والشامل الذي دعى إليه حزب الاستقلال والحركة النقابية السرية آنذاك تضامنا مع الشعب التونسي واحتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد. مع اقتراب أحداث 17 غشت في كل من أبركان وتافوغالت، تحمل الأخ محمد الصباني ونخبة من الوطنيين الأبرار المخلصين الأوفياء مأمورية التنظيم والتخطيط للانتقال من النضال السياسي إلى الكفاح المسلح بالعمل الفدائي والمقاومة السرية بعد وقوع أول عملية فدائية والتي اغتيل فيها يهودي بزنقة طنجة ، استقدمت السلطة الاستعمارية أخطر كوميسار شرير المدعو " كالانيص " المتخصص في الاستنطاقات والمتفنن في التعذيب الجهنمي والتكيل الوحشي المخزي، اعتقل الأخ محمد الصباني الذي عذب أشد العذاب بمركز الشرطة ثم وضع في السجن. تمكن من الفرار منه بمعية زميله عبدالخالق العربي ولجئا معا على المنطقة الشمالية وهناك تولى مسؤولية تمثيل اللاجئين من بركان وبني يزناسن لدى السلطى الاسبانية، كما ساهم مع إخوانه االلاجئين من بركان ومن جهات الركادة ومداغ وشراعة وبوغريبة وتافوغالت وأحفير ووجدة وفكيك في تنظيم حركة المقاومة وتوسيع عملها إلى أن تأسس جيش التحرير وانطلق في خوض المعارك والاشتباكات مع الجيش الاستعماري. بعد الاستقلال ، أعيد إلى وظيفته السابقة حيث قضى حوالي ثلاثين سنة إلى أن أحيل على التقاعد. وقبل هذا ، كان الأخ محمد الصباني من بين الأعضاء الذين تكون منهم أول مكتب لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بأبركان والذي أشرف على تأسيسه في اوائل سنة 1956 المكتب المركزي لحزب الاستقلال. فطوبى له وهنيئا له على ما يمثله ويشخصه من فضائل الأخلاق ومكارم القيم ونبل السلوك. أطلب من الله تبارك وتعالى أن يمتع الجميع بنعمة الصحة ودوام العافية، وأن يسبغ شئابيب رحمته على روح والديه وعلى أخيه و أخواته ويسكنهم فسيح جناته.
24 - الأخ الوطني الغيور محمد بن عمرو هرو الصفراوي
انتقل إلى عفو الله المغفور له محمد بن عمرو هرو الصفراوي واختاره الله إلى جواره عن عمر يناهز السبعين سنة وقد كان الفقيد رحمه الله من أكبر المقاولين المشهورين في البناء بمدينة أبركان ومن أهم العناصر الوطنية الاستقلالية وأنشط المسيرين في بث الوعي الوطني سرا وعلانية وأمين الأمناء لمجموعة من الجماعات والخلايا لحزب الاستقلال. وعندما اشتدت الأزمة المغربية كان من الوطنيين الأولين الذين قاموا في الخفاء بتكوين نظاما سريا للعمل الفدائي والمقاومة المسلحة السرية بدلا من النضال السياسي. ويشهد له بالتضحية بالنفس والمال من أجل الوطن ومقدساته وقد تعرض عدة مرات للتهديدات والضغوطات من لدن السلطة الاستعمارية وكان من منظمي انتفاضة 17 غشت 1953 ومن المشاركين فيها بأبركان. وفي أعقاب هذه الانتفاضة ألقي عليه القبض وحكم عليه بسنتين سجنا قضاها في سجن عين مومن. وذاق أشد العذاب وأهول المحن أثناء استنطاقه بمركز الشرطة وكذا مدة اعتقاله بسجن عين مومن. ومن جراء ذلك أصيب بمرض عضال أثر على صحته. ولم ينفع فيه علاج وضل وفيا لما عاهد الله عليه إلى وافاه الأجل المحتوم. فرحمه الله بالرحمة الواسعة وأسكنه جنات النعيم مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين . آمين.
25 - الأخ المناضل المرحوم جعفر محمد بن علي الدرقاوي
يعد من أبرز المناضلين زمن الأعضاء الأولين الذين تكون منهم مكتب لفرع حزب الاستقلال في مدينة أبركان كما كان من أهم العناصر الوطنية الاستقلالية الخطيرة التي تخيف السلطة الاستعمارية وعملائها نظرا لما كان له من علاقة طيبة ومكانة مرموقة لدى وجهاء المدينة وقبائل بني يزناسن كلها وخاصة لدى القائد الحاج محمد المنصوري، ولذا فكان من أول المعتقلين والمنفيين قبل حوادث فرحات حشاد سنة 1952 وبعد أن أفرج عليه، التحق بالمنطقة الشمالية كان من قيادي حركة المقاومة وجيش التحرير وبرتبة ضابط عين قائدا ورئيسا لدائرة لوطا بإقليم الناضور في عهد الاستقلال. رحمه الله برحمته الواسعة وجزاه خير الجزاء.
26 - الوطني المناضل المقاوم الشريف السيد برشيد محمد بن الحاج المصطفى البكاوي
من مواليد سنة 1923 بأبركان نسبه يتصل بالولي الصالح سيدي علي البكاي صاحب الضريح الشهير في أجدير ببني وكلان بني منقوش. تربى في أحضان والديه وكان والده من كبار الملاكين والتجار. أدخله والده للكتاب القرآني مع أخيه الشقيق عالي وأجاد القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من كتاب الله العزيز كما أدخله للتعليم الفرنسي الذي لم يستمر فيه طويلا. كان شغوفا بقراءة الصحف العربية منها والفرنسية. احتك بالعناصر الوطنية فترسخت فيه الروح الوطنية خلال فترة شبابه. كان من الأوائل الذين انظموا إلى حزب الاستقلال حين تأسيسه فما لبث هذا الأخير إلى أن رفعه إلى عضو بالمكتب المركزي بأبركان نظرا لجديته والتزامه وانضباطه الدقيق والتنظيم المحكم في نشاطه والمهام الوطنية الموكلة إليه. كان من بين من تحملوا مسؤولية تسيير حركة الحزب بعد نفي وإبعاد واعتقال أهم الأعضاء المسيرين. ونظرا لكثرة تحركاته واتصالاته وبروزه عمدت السلطة الاستعمارية إلى اعتقاله سنة 1952 وحكم عليه بثلاثة شهور سجنا قضاها في سجن عين علي مومن وبمجرد خروجه من السجن عاد إلى نشاطه قويا وبعزيمة أكثر فزيادة على التسيير والتأطير كان كثير الاهتمام بالمعتقلين وبالمنفيين وبأسرهم فكان يحرص أشد الحرص ويسهر بنفسه على ايصال الإعانات والمساعدات المالية والتمويلية والألبسة على المعتقلين والمنفيين. ولما انكشف المؤامرة وبدأت هبوب عاصفة أحداث غشت 1953 تقترب تم اعتقاله في 13 يوليوز من هذه السنة وخلال اعتقاله أصيب بمرض ونقل إلى المستشفى بقصد العلاج ومن داخل المستشفى كانت الاتصالات مستمرة معه وبالاتفاق معه كانت انتفاضة 17 غشت 1953 وكذا تغيير النظام القديم للحزب بنظام جديد وتخطيط للعمل الفدائي والمقاومة السرية وبعد انكشاف مخطط هذا النظام تم اعتقاله باعتباره المسؤول الرئيسي له فتعرض للتعذيب والتنكيل والاستنطاق بالتيار الكهربائي وبكل أشكال وأنواع الوسائل الجهنمية بمركز الشرطة كما تعرض لهذا كل من ألقي عليه القبض بنفس التهمة. يجب الإشارة إلى أن والد المتحدث عنه السيد الحاج المصطفى البكاوي وعلى كبر سنه تعرض للاعتقال عن حوادث غشت 1951 ووضع في زنزانة عسكرية مع جماعة من المواطنين الاستقلاليين. وكل هذا لم يتزحزح الأخ برشيد محمد من إيمانه وعقيدته. فهنيئا على استماتته وعلى السمعة الطيبة التي اكتسبها سواء أيام الكفاح الوطني التحريري في عهد الاستعمار أو أيام توليه منصب وظيفة في سلك رجال السلطة في عهد الاستقلال. أسأل الله أن يجازيه خيرا ومن الله الجزاء الأوفى.
27 - المقاوم الحاج محمد جلول الوكلاني
الأخ الراحل الوطني المجاهد الحاج محمد جلول الوكلاني من الرعيل الوطني سلفية ونضالا. عاش وعايش الحركة الوطنية منذ بدايتها في بني يزناسن وأبلى البلاء الحسن في صفوفها وهو من الأعضاء الأولين المؤسسين للمكتب المركزي لفرع حزب الاستقلال بأبركان. ومن الأعضاء البارزين الذين خططوا للعمل الفدائي والمقاومة المسلحة بعد النضال السياسي. وكان منزله (الكائن بزنقة بني وكلان بالكرابة العليا بأبركان ) بمثابة منتدى للاجتماعات السرية واللقاءات الخاصة والطارئة وهو الذي سميت داره دار الأرقم هذه الدار التي تقرر فيها تنظيم المظاهرة الثورية لانطلاقة الكفاح المسلح بدل النضال السياسي صباح يوم 17 غشت 1953 حيث حلت الجماعات الحزبية وتم تعويضها بخلايا للفداء والمقاومة المسلحة وأن تنحصر هذه الخلايا في خمسة أفراد وألا يتعارف أفراد الخلايا على بعضهم البعض. واعتبارا لما كان يتميز به الأخ الراحل محمد جلول من الشجاعة والصلابة ومستوى رجولته التي قل نظيرها و أنه من قدماء المحاربين بالحرب العالمية الأولى وحصل على عدة أوسمة لمواقفه البطولية في تلك الحرب لهذه الاعتبارات كلها ، اختاره مكتب فرع الحزب بأبركان للقيام بمهمة نقل البريد السري للحزب ما بين بركان ووجدة وأبركان والرباط وذلك بأن يأخذ التقارير السرية ويتسلم المنشورات السرية ورسائل التعاليم والأوامر وكان كلما شعر بقساوة الظروف يزين صدره بالأوسمة المحصل عليها تضليلا لعيون الرقباء حتى يؤدي مهمته البريدية على أحسن الأحوال. بعد حوادث 16 و 17 غشت 1953 تعرض للاعتقال والاستنطاق والتعذيب والتنكيل الوحشي فحكم عليه بسنتين قضاهما في كل من سجن وجدة و سجن العاذر بالجديدة وسجن القنيطرة المركزي. ولمواقفه البطولية بالسجن وُضع الأخ جلول في زنزانة ضيقة محروما من الأكل والشرب مدة شهرين وفي كل يوم يخرج من الزنزانة مكبلا من يديه وهو يدور إلى أن يغمى عليه فيرمى في صهريج مملوء بالمياء المتسخة ثم يعاد إلى الزنزانة مكبلا وكادت يداه تتمزقان من جراء القيد الحديدي. فهذا هو الأخ جلول الوكلاني والذي التحق بالرفيق الأعلى عن عمر يناهز التسعين سنة بعد ما قاسى مختلف ألوان العذاب. والحق إن الراحل رزقه الله ذرية صالحة من بنين وينات. وفي حياته كانت له ميزة خاصة مشهورة تتمثل في ضحكته العريضة بالقهقهة. هذه الضحكة التي أطلق عليها " القلة " الأستاذ قدور الورطاسي. فرحمه الله برحمته الواسعة وأنزله منزل صدق مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين . آمين.
28 - السيد المختار بن بولنوار بن أحمد بن مومن المومني
شهادة في حق أحد الأبطال المقاومين الأشاوس " السيد المختار بن بولنوار بن أحمد بن مومن المومني " رواها أحد المقربين منه ( صحافي بالإذاعة الوطنية ) دون علمه . لما كان يجالسه ويحكي له ما عايشه وكابده من متاعب إبان الاحتلال الغاشم رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته . الموضوع عبارة عن سيرة لهذا الفقيه الجليل البطل الذي ضحى بالغالي والنفيس لإجلاء لطرد الاستعمار الظالم. فقدت اليوم أبي الثاني ( أب زوجتي ) السيد المختار بن بولنوار بن أحمد بن مومن المومني وطني غيور ، فقيه عالم ، و رجل حوار و نقاش ، رجل أحب وطنه و دافع من أجل استقلاله ضحى بحريته و نُفي بسبب أفكاره الوطنية و رافع من أجل وحدته و كرس طيلة حياته خدمة للصالح العام مهنياً في وظيفته و جمعويا بانتمائه للعديد من الجمعيات و المنظمات الوطنية و الدولية كمتطوع للخير و الدعم داخل ارض الوطن و خارجه من أجل الوطنيين و دعم الفقراء و المحتاجين في وسطه المعيشي و الأسري و معارفه ، كان كريماً و ذَا جود كبير محب للخير و يسعى إليه كان عاشقاً ومولعاً بالسفر و الاكتشاف ، أما القراءة فكانت الشغف الذي لم تنقطع جداوله إلا بعد أن فقد بصره منذ شهور وكان يعوضها بمتابعة وسائل الأعلام و السؤال عن الحال و الأحوال عند كل لقاء يجمعني به رحمه الله عن حال الأمة و الإصلاحات و الإنجازات الوطنية و دائم السؤال عن الطرق بأمنية السفر و الاكتشاف لمناطق طالها التغيير علما. أنه رحمه الله جال و اكتشف البلاد في سن مبكرة تارة في إطار عمله أو في سفرياته المختلفة . الراحل من مواليد سنة 1929 بدوار إعثمانن و حفظ في سن مبكرة جزءاً من القرآن في مسجد الدوار الذي ولد به نواحي مدينة بركان وبسبب الظروف الاقتصادية الوطنية آنذاك اضطرته للإنتقال مع الاسرة الى مداغ بمقر الزاوية البودشيشية حوالي سنة 1936 م من أجل البحث عن فرص عمل لتحصيل قوت العيش ( مداغ منطقة فلاحية) وانتقلت الأسرة بعد ثلاث مواسم فلاحية أو أربع إلى دوار تافوغالت بعين الرگادة بعد تحسن الأحوال و أحوال الجميع لتنطلق مسيرة حفظ القرآن من جديد بمسجد الدوار بتافوغالت وعند حفظه لأجزاء من القرآن انخرط مع طالبين محمد ولد مومن و حمّاد القبايلي في عملية تسمى التخنيشة أو التخناش حيث ينطلقون و يسافرون لحفظ القرآن الكريم في مساجد و زوايا مختلفة ، فتوجهوا إلى الجزائر تحديداً الى القبايل بدوار المعدن ثم دوار بوريش بمنطقة مسيردة قرب الغزوات ثم انتقل الى دوار في القبايل قرب أحفير حيث كان خاله مشارط مع جماعة هناك و مكث عنده عاماً تقريباً ، عاد تقريباً سنة 1944 حافظاً للقرآن الكريم ليلتحق بمدينة بركان بالمسجد الكبير و بدأ في حفظ النحويات و العلوم الأولية استعداداً للدخول لجامع القرويين بفاس و ظل في هاته الوضعية لسنتين ليلتحق بعدها بجامع القرويين سنة 1947 وظل بالقرويين إلى سنة 1953 . انخرط المختار المومني في العمل السياسي بمدينة بركان مع السيد عمر الوگوتي المؤسس للحركة الوطنية بمدينة بركان و ارتبط بعدها بحزب الاستقلال و كان السيد عمر من الطلبة المتخرجين من الجزائر و قد كان السبب في التحاقه بالقرويين إلى جانب بنعيسى بن بوجمعة الهواري و عبد الرحمن الحسيني ، و كان طيلة فترة دراسته نشيطا بالحركة الوطنية و كان من ضمن المحتجين بعد مقتل فرحات حشاد و طاله المنع من متابعة الدراسة بجامع القرويين و التحق بالمعهد العلمي بمكناس و في عطلة الصيف نفسها و بعد التحاقه بتافوغالت لقضاء عطلة الصيف نفي محمد الخامس النفي صادف يوم عيد الاضحى خرج المختار إلى جانب مجموعة من الوطنيين بتافوغالت ليلقى عليه القبض و يزج به في السجن إلى جانب أبيه بولنوار. السيد عمر الوكوتي كان منفيا في هذا التاريخ بتازارين رفقة السي قدور في مكان آخر أيضا.. لحظة السجن هاته يتذكرها الراحل المختار المومني بكثير من المرارة حيث تقاسم الزنزانة الى جانب 100 معتقل أو ما يزيد و كانت زنزانة ضيقة جدا أحس بالاختناق حينها فحمله أحد الأصدقاء و كان يشتغل في الاشغال العمومية السيد علي موجاوي ليتنفس عبر نافذة صغيرة وخرج بعد شهر من الزمن ليخرج أبوه السيد بولنوار بعد اسبوع ، وبعد خروجه من السجن عاد للعمل الوطني. بعد أيام القي القبض على مجموعة من الوطنيين بعد مظاهرات منددة بنفي محمد الخامس يوم 16غشت 1953 و كان مشاركاً في هاته التظاهرات تنديداً بالنفي لرمز الوحدة و الوطن و عند سماع السيد المختار لهاته الحملة لاذ بالفرار إلى الجزائر بدون جواز سفر ليلتحق بمدينة معسكر ونزل عند بعض الأشخاص من نفس الفخدة للقبيلة التي ينتمي إليها و كانوا قد استقروا هناك منذ مدة لم يستقر عندهم لمدة طويلة بسبب تخوفهم من الإجراءات التي يمكن أن تطالبهم باستضافة وطنيي المغرب فعملوا على توجيهه إلى مدينة باريگو شرق مدينة وهران على بعد 80كلم عند فلاح جزائري وطني ومحب للوطنيين الحاج دحو الذي استضافه و وكغطاء لذلك بسبب العيون المنتشرة كانت الذريعة أنه فقيه حافظ للقرآن و مدرس للفقه و النحويات و سيعمل على تدريس أبناءه و أبناء أبنائه وكان يصلي بالمسجد الخاص به في الصلوات الخمس ، لبث في هذا الوضع مدة شهرين بدوار باريكو ، الحاج دحو هذا كان لديه ابن يافع يدرس بمدينة القسطنطينية وكان يتجاذب معه أطراف الحديث و كان المختار يتحدث بغيرة عن الوطنية وضرورة التشبث بمبادئ الإسلام و بدأ البعض من الأشخاص يرددون أحاديثه و أفكاره فالقي عليه القبض بوشاية من أهل الدوار و حكم عليه بثلاثة أشهر سجنا و استأنف الحكم الحاج دحو بمدينة معسكر ليتم تخفيف الحكم إلى شهر قضاها رفقة بعض الوطنيين من تيندوف و كان الزمن حينها رمضان حيث قضاه بكامله ووكل عليه الحاج دحو سيدة بمدينة معسكر تكفلت بمؤونته طيلة المدة السجنية التي قضاها وكان يتقاسمها مع رفاقه في السجن . بعد خروجه من السجن وجد في استقباله الحاج دحو وابنه و توجهوا لمنزله بباريگو بقي به أسبوعا تحت ضمانة الحاج دحو مع العلم أن السلطات القضائية كانت تريد طرده مباشرة بعد لدى خروجه من السجن ، بعد هاته المدة سيتكفل الحاج دحو بتوفير قسط من المال بالفرنك الفرنسي بما قيمته ثلاثمائة درهم مغربي وكانت قيمتهما متساوية حينذاك توجه بالقطار على نفقة الحاج دحو إلى وجدة حيث أقام عند خاله محمد الدراري بحومة الكدان خارج المدينة القديمة ثم توجه بعدها إلى بركان و بدأ في البحث للالتحاق بالحركة الوطنية وقد كان ضمن كوكبة من الوطنيين آنذاك السيد رمضان العتروس و السيد ميلود البرباش و الوطني مصطفى المازوني و كانوا يقومون بمناوشات ضد المعمرين نواحي بركان و حينها تم إلقاء القبض على أحد أفراد المقاومة وقد تم تنبيهه بمغادرة المدينة بسبب البحث المتواصل على أعضاء المقاومة خصوصا مع صغر السن و خيف أن يتم القيض عليه و يُضطر للاعتراف على عناصر المقاومة ليلتحق بالوطنيين بمدينة زايو برفقة بن عبد الله الوگوتي لمدة أسبوع و آخرين و انتقلوا بعدها إلى مدينة الناظور حيث كان مركز المقاومة و جيش التحرير و بعدها انتقل إلى مدينة تطوان حوالي سنة 1955 حيث لبث بجنان بريشة بأحواز تطوان ما ناهز السنة و عاش هناك لحظة رجوع السلطان محمد الخامس كان هناك إلى جانب السيد بنعبد الله الوكوتي و الخطيب وعبد القادر النجار وهو من أهل الرباط و كان هاربا وكانت مناسبة للقاء الراحل علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال بجنان بريشة الذي كان مكان إقامة الوطنيين من كافة ربوع المملكة وكان السيد المختار من ضمن مجموعة من الطلبة الذين كان من المفروض أن يتوجهوا إلى القاهرة لكن العملية لم تتم بسبب الحرب مع إسرائيل حينها. وفي هاته المدة التي ناهزت السنة تدرب على أسلحة مثل البندقية 34 و المسدسات و الرشاش و رمي القنابل الموقوتة وكان يتابع أخبار مفاوضات الاستقلال عبر الإذاعة صوت العرب آنذاك وبعد عودة محمد الخامس بالاستقلال كان الخيار بعدها بين الوطنيين إما العودة للنضال و العودة للجبال و التنظيمات لمواجهة الاستعمار أو العودة إلى الحياة العامة في هاته اللحظة اختار صاحب السيرة العودة إلى الصفوف الدراسية و ظل بها إلى حوالي سنة 1957 التحق أولاً بالمعهد العلمي بمكناس وظل به سنة كاملة وكانت المواد المدرسة فيه الفقه والنحو و البلاغة والعلوم الإسلامية ، بعد هاته السنة أخذ انتقاله ليعود إلى فاس لجامع القرويين للدراسة مرة أخرى ويتذكر أن من بين أساتذته الأستاذ عبد الهادي التازي الذي كان يدرّس الآدب الجاهلي خصوصا الشعر الحماسي ، وظل مرابطا بالجامع حوالي سنتين تحصل فيها على شهادة الخامسة للثانوي و هي تعادل عام قبل الباكالوريا في التعليم العصري. و بسبب ضيق اليد و الضعف المادي و عدم قدرة الأب على مواجهة المصاريف انطلق البحث عن العمل و الوظيفة ليلتحق بالأمن الوطني في أبريل 1957 كمفتش للشرطة في الرباط ثم بطنجة ثم انتقل إلى مدينة الخميسات و التحق بعدها كمحرر لمجلة الشرطة بالإدارة العامة للأمن الوطني بالرباط وبقي هناك إلى سنة 1967 و في هاته المدة نال شهادة الكفاءة و حصل بعدها على الإجازة في العلوم الاجتماعية بالمعهد العالي للعلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس ليلتحق بعدها بالمدرسة تكوين أطر الداخلية ليتخرج كقائد ملحق بالداخلية وعين كقايد بمدينة تافراوت ثم إلى مدن مختلفة . تقاعد صاحب هاته السيرة بعد مسار مشرف دافع فيه عن الحق و ناضل من أجله و لم تتأثر نفسيته قيد أنملة رغم أن زملاء دربه في مدرسة تكوين أطر وزارة الداخلية تمكنوا من تسلق المناصب و المهام و المسؤوليات ليظل في نفس موقعه بسبب صرامته و دفاعه المستميت عن المواطن و عنايته الكبيرة بأهل العلم و الثقافة و الدين في دائرة نفوذه من اجل أن يكونوا خير مساند له لإيصال مفاهيم للمواطنين حيث كان يمرر العديد من القيم عبر هاته الشخصيات للمساهمة في بناء الوطن حيث آمن كرجل سلطة اشتغل في بداية السبعينيات بمفهوم إشراك الجميع في التدبير لتحقيق الهدف . ما عساني أقول لكم ، فقدت كما فقد الوطن رجلاً ممن أحبوا و صدقوا في حب الوطن. إنا لله و إنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
29 - بطاقة مقاوم
كان جدي ميمون السباعي (لحدودي)، رحمه الله، من رجالات المقاومة اليزناسنية التي وقفت ببسالة ضد المعمر الفرنسي وردعت جيوشه في منطقة بني يزناسن... بعد الاستقلال، قام المرحوم محمد الخامس بزيارة اعتراف وإشادة بدور هؤلاء الرجال في استرداد استقلال البلاد، ختمها بمنحهم بعض الامتيازات المتمثلة في توزيعه عليهم قطعا أرضية فلاحية كان يستغلها المعمر، وكان جدي رحمه الله من المستفيدين من إحدى هذه القطع، كما عين مستخدما حكوميا بمستشفى الدراق يحمل زي موظف عسكري، بقي في هذه الوظيفة منذ تعيينه فيها في بداية الستينات إلى قبيل وفاته رحمه الله في بداية الثمانينات. من أهم الذكريات التي ما تزال منقوشة في ذاكرتي، أنه ما من طبيب أو ممرض لم يحترم حق المريض في العلاج إلا ووقف في وجهه وأرغمه على الاهتمام به، كانت كلمته مسموعة يهابه فيها الجميع لدرجة أنهم كانوا يلقبونه ب " السبع " أو ب " الأسد ". لعل سكان الأحياء المجاورة لمستشفى الدراق يتذكرون هذه الشخصية الكبيرة، إلى جانب شخصيات أخرى تركت آثارا في نفوس جيل الستينات والسبعينات، كان من بينها نسوة ذات وزن وعمل جاد داخل المستشفى، أذكر منهن على سبيل المثال السيدة فاطمة الفرملية (لبني الجديد) وحنا مريم (سالم العتيق) رحمهما الله...
دونكم صور لبعض رجال المقاومة ببني يزناسن مشفوعة بنبذ مقتضبة عنهم وعن انشطتهم نعتذر عن عدم تمكننا إدراج باقي المقاومين لقلة المصادر مع العلم أن البحث جار في هذا الشأن. منشورنا هذا للتاريخ فقط ولا يهدف إلى التزكية أو التشهير بهذا دون الآخر أو شيئ من هذا القبيل. هؤلاء هم عبرة لنا، للناشئة وللأجيال القادمة. نعتذر عن عدم وضوح بعض الصور رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته، وأدام الله الصحة والعافية وقوة الإيمان به للأحياء منهم.
رجال أبطال استشهدوا في الميدان
سجن العدير بالجديدة °1 ) °1 – ورد في الوثائق الرسمية تحت اسم السجن الفلاحي العدير والتي أصلها " العذير" ومعناها منطقة خصبة كثيرة الكلأ كانت مخصصة لرعي دواب السلطان، ولهذا عرفت ب " عذير السلطان"، كما يعرف تحت اسم "العادر"). توجد هذه المؤسسة السجنية الفلاحية على الطريق الرئيسية رقم 8، الواصلة بين مدينتي أزمور والجديدة على بعد 6 كلم من الأولى و11 كلم من الثانية. وتعد هذه المؤسسة من ضمن المؤسسات السجنية بالمغرب التي وظفتها سلطات الاحتلال الفرنسي لإرهاب المقاومين والوطنيين المغاربة ولكسر شوكتهم وإحباط تطلعهم نحو الحرية والاستقلال°2. (°2 – هناك معتقلات في مختلف أرجاء المغرب ظلت وستبقى راسخة في الذاكرة الوطنية، لأنها مراكز أقامتها السلطات الاستعمارية الفرنسية للتعذيب والبطش والاستنطاقات وإزهاق أرواح الوطنيين والمقاومين. من هذه المراكز: معتقل كولميمة، برج النور وسجن عين قادوس بفاس، سجن عين علي مومن بسطات، معتقل أغبالو نكردوس بإقليم الراشدية، سجن لعلو بالرباط، سجن العدير بناحية الجديدة...) كانت تعرف المنطقة التي شيد فيها سجن العدير باسم " عذير السلطان ". في سنة1916، فكرت سلطات الحماية الفرنسية في إنشاء سجن فلاحي بناحية مدينة الجديدة، فاقترحت عليها إدارة الفلاحة التي كانت تستغل "عذير السلطان" أن تسلمها 300 هكتار، مقابل أن تضع مصلحة السجون رهن إشارة مصلحة الفلاحة المعتقلين لتوظيفهم واستغلالهم لفائدتها ، نظرا لكون العمال المغاربة كانوا يتخوفون آنذاك من الشغل مع المحتل الفرنسي°3. انطلقت أشغال البناء في الفاتح من شهر أكتوبر سنة 1916، وتمثلت المرافق الأولية في حفر بئر ومنزل وطريق تربط الطريق الرئيسية وبناء مساكن لإيواء الحراس ومعتقل للسجناء وتهييء قطعة أرضية مساحتها ثلاثة هكتارات لزراعة الخضر. وفي شهر يونيو من السنة الموالية، اقيم مقلع للحجر، وفرن لتهيئ للجير، وتم تشييد دور للموظفين وغرف الاعتقال ومخبزة ومطامر لتخزين الحبوب، وفي سنة 1919 تم الشروع في تربية المواشي، وفيما احتفظ حراس السجن المغاربة ببيوت عادية شبيهة بالأكواخ، فإن الحراس الفرنسيين استفادوا من تشييد مساكن جديدة خاصة بهم. دشن هذا السجن رسميا سنة 1923. تطورت الطاقة الاستعابية لسجن العدير من 75 سجينا عند التأسيس، إلى 2803 نزيلا سنة 1955. كما تضاعفت المساحة المخصصة للفلاحة من 300 هكتار إلى 1515 هكتار سنة 1955، وتم ذلك بضم أراضي الأحباس. استقبل سجن العدير عددا من الوطنيين المغاربة من طينة علال الفاسي وعبدالرحيم بوعبيد وأبي بكر القادري وقاسم الزهيري وعبدالكبير بن المهدي الفاسي وغيرهم. وكان النزلاء ينقسمون إلى قسمين: المعتقلون السياسيون أو الوطنيون. والمعتقلون العاديون مرتكبوا الجرائم، وقد مورست على المقاومين قسوة فظيعة من مظاهرها القيام بالأشغال الشاقة في الحقول والمقالع تحت سياط الحراس، ومن أشكال معاناتهم كذلك انعدام نظافة غرف النوم والملبس، وانعدام المراقبة الصحية ورداءة الوجبات الغذائية وضيق الزنازن وعدم ربطها بشبكة الماء وانعدام نوافذ التهوية وغياب المرافق الصحية. وتوفي بالسجن العديد من الوطنيين بسبب الإهمال والقمع، وقد انضاف إلى هؤلاء الشهداء مجموعة من المقاومين نفذت في حقهم عقوبة الإعدام ما بين شهر أبريل 1954 وشهر غشت سنة 1955. كان المقاومون المحكوم عليهم بالإعدام يكبلون بالأصفاد من اليدين والرجلين، ويوثقون بالسلاسل إلى جدار الزنزانة التي يبلغ طولها مترين وعرضها مترا ونصف، وتأوي ثلاثة سجناء، وتحرسهم في النهار فرقة من الشرطة على رأسها رقيب من إدارة السجن، وفي الليل ستة أفراد من البوليس وعون من السجن. ويتم عزلهم عن باقي المعتقلين، ولا يسمح للحلراس المغاربة بالاتصال بهم. وكرد فعل على فظاعة القساوة بهذا السجن، ومنها استمرار حمل الأصفاد ليلا، شن المعتقلون المحكوم عليهم بالإعدام إضرابات عن الطعام خلال يومين من شهر أكتوبر سنة 1954، وتكررت الإضرابات خلال شهري مارس وأبريل سنة 1955. كما نظمت مظاهرات بهذه المؤسسة السجنية في شهر فبراير سنة 1956، أرغمت مسؤولي السجن على طلب التعزيزات العسكرية من جنود ورجال الدرك. في سنة 1955، كان سجن العدير يضم 2800 سجين، منهم 42 صدرت في حقهم أحكام بالإعدام. وبلغت الحقول الزراعية المحيطة به 1515 هكتارا، يعمل فيها المعتقلون من طلوع الشمس إلى غروبها. وبسب الإهمال والقمع والتعذيب وسوء التغذية والإنهاك الجسدي، توفي بسجن العدير العشرات من المعتقلين. وقد سجلت سنة 1955 وحدها وفاة عدد من الوطنيين نذكر نهم على وجه الخصوص من منطقة أبركان : ..................................................................................................... المصطفى بن محمد المصطفى من دوار الغزلان دائرة تافوغالت، حكم عليه بسنتين ونصف حبسا، بتهمة إعادة تنظيم حزب ممنوع، لقي حتفه يوم الأربعاء فاتح رجب عام 1374 هجرية موافق 23 فبراير 1955.
الهاشمي البكاي من مدينة أبركان، حكم بعقوبة حبسية نافذة مدتها سنتين بتهمة الإخلال بالنظام، توفي يوم الاثنين ذو القعدة عام 1374 هجرية موافق 4 يوليوز 1955. وقد انضاف إلى هؤلاء الشهداء ضحايا الإهمال والشطط، مجموعة من الوطنيين الذي حوكموا أمام المحاكم الفرنسية، وصدرت في حقهم عقوبة الإعدام، نفذت في بعضهم ما بين 22 أبريل 1954 و 2 غشت سنة 1955 وعددهم 19: 8 شهداء من مراكش و 6 من فاس و 5 من الدارالبيضاء.
1 – ولد الشهيد بنعودة محمد بن العربي سنة 1932 بدوار بنعودة أولاد المنكار بأحفير. أصيب بشضايا قنبلة مدفع فاستشهد يوم 23 ماي من سنة 1956.
توصل الموقع بالصورتين على يمين ويسار الصفحة من قبل حفيدة الشهيد محمد بن محمد بن العربي تقول الحفيدة : يوجد هنا بمدينة وجدة مدرسة باسمه: مدرسة الشهيد محمد بنعودة قرب سيدي يحي والتي دشنت من طرف المندوب السامي لقدماء المحاربين وبحضور ابنته وزوجها السيد بلعيد بنعودة
2 – ولد الشهيد زغراوي ( ربما الزعراوي ) محمد بن عمر سنة 1921 بأولاد بوبكر ( الشويحية )بناحية بركان. أقي عليه القبض ثلاث مرات، سجن خلالها ثلاث مرات لمدة أربع سنوات متفرقة. شارك في المظاهرة الوطنية الشهيرة بمدينة وجدة يوم 16 غشت 1953. وعندما ألقي عليه القبض للمة الأخيرة، استشهد رحمه الله تحت التعذيب بمركز جنود الدرك الفرنسي بتافوغالت سنة 1955.
3 – ولد الشهيد كروط محمد بن عبدالقادر سنة 1901 بدوار لبشارير بأحفير. سخر منزله الذي يسكنه لخدمة أفراد جيش التحرير وإيوائهم، وتقديم الطعام لهم، وكذا تخزين السلاح فيه. استشهد في ساحة الشرف في أبريل من سنة 1956.
4 – ولد الشهيد الداودي محمد بن لخضر سنة 1930 بمدينة وجدة. شارك في عدة أعمال فدائية ومن جملة الأعمال الجليلة التي نفذها في سبيل الوطن اغتيال الخونة. ألقي عليه القبض وسجن بفاس وحاولت الشرطة استنطاقه إلا أنه فضل الانتحار بدل البوح بأسرار المقاومة واستشهد رحمه الله سنة 1954 بفاس.
5 – ولد الشهيد المنكوشي بومدين بن محمد سنة 1931 بأحفير ألقي عليه القبض عدة مرات وأخرها سنة 1954 إثر اتهامه باغتيال يهودي فتعرض من جديد للتعذيب المبرح فأصيب إصابات بليغة نقل على إثرها على المستشفى بتاريخ 3 ماي 1954 حيث استشهد في اليوم الموالي رحمه الله.
6 – ولد الشهيد اليوسفي حماد بن محمد سنة 1925 بأبركان . تعرض للاغتيال سنة 1956 من طرف مجهولين مسخرين من طرف الاستعمار تغمده الله بواسع رحمته.
7 – ولد الشهيد اليوسفي محمد بن بوعزة سنة 1931 ببركان. استشهد رحمه الله في شهر رمضان الموافق لسنة 1956.
8 – ولد الشهيد الحسن بن عبدالسلام الوريمشي بتاريخ 1927 بتافوغالت. عذب عذابا شديدا ليبوح بأسرار المنظمة وأفرادها لكنه برهن عن صمود كبير دون أن يبوح بأي سر. كلف بجلب السلاح من فاس إلى وجدة، وعند عودته طورد من طرف جنود الطغيان الذين أطلقوا عليه الرصاص مما سبب له حادثة سير استشهد على إثرها بعدما نقل إلى مستشفى الفرابي وذلك سنة 1956 تغمده الله بواسع رحمته.
9 – الشهيد بوصحابة محمد بن احمد من مواليد سنة1931 بدوار القلعة – أحفير. استشهد رحمه الله في معركة تاغجيرت بتاريخ 23 ماي 1956.
10 – ولد الشهيد مضران محمد بن محمد سنة 1930 ببني عتيق – بركان. استشهد رحمه الله في معركة عين الصفا سنة 1956.
11 – ولد الشهيد عبدالكريم بن بلخير سنة 1918 بأحفير. اندلعت بوجدة يوم الأحد 16 غشت سنة 1953 حيث كان الشهيد يحمل في يده مدية من أجل الدفاع عن كرامة الوطن واستقلاله لكنه سقط شهيدا ضحية الواجب الوطني بعد إصابته برصاصة قاتلة من طرف الشرطة الاستعمارية.
12 – الشهيد محمد بن عمرو بن محمد من مواليد سنة 1935 بتافوغالت. قام بعدة أعمال فدائية استهدفت مصالح المستعمر، كما قام باغتيال معمر فرنسي ونظرا لنشاطه الفدائي هذا تمت مطاردته من طرف الشرطة الاستعمارية التي اطلقت عليه الرصاص، نقل على إثره إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة في نفس اليوم.
13 – ولد الشهيد وجدي مصطفى بن عبدالقادر سنة 1937 بأبركان.استشهد رحمة الله عليه في معركة دارت بين جيش التحرير المغربي وقوات الاحتلال الفرنسي بتزي وسلي سنة 1956.
14 – ولد الشهيد عزيماني الطيب بن محمد سنة 1914 ببني عتيق. شارك مشاركة فعالة في جميع المواجهات التي خاضها جيش التحرير ضد قوات الاحتلال إلى أن استشهد رحمة الله عليه سنة 1956 واهبا روحه للحرية والاستقلال.
15 – ولد الشهيد محمد بن محمد الصغير سنة 1929 بدوار كرداد – الشويحية – جماعة أكليم. استشهد رحمه الله سنة 1956.
16 – الشهيد رحموني بوعلام من مواليد 1903 ببني عتيق.تم اعتقاله فمورس عليه التعذيب والتنكيل والذي كان سببا في وفاته في نفس يوم الانتفاضة التي لبى نداءها يوم 16 غشت 1953.
17 – الشهيد هاشمي الميلود لعتيقي من مواليد سنة 1932 بأحفير. استشهد رحمة الله عليه سنة 1956.
18 – ولد الشهيد رمضان بن عمرو بن عبدالرحمن احساين بقرية تغجيرت سنة 1918. في يوم 2 يناير 1954 كلف بتنفيذ حكم الإعدام الذي أصدرته المقاومة المغربية ضد أحد مفتشي الشرطة الفرنسية بوجدة الذي كان أسرع منه وأطلق عليه رصاص مسدسه فاستشهد في الحال.
19 – الشهيد بوصحابة عبدالقادر بن احمد سنة 1933 بزار القلعة قبيلة تاغجيرت – أحفير. شارك في عدة عمليات وهجومات على الجيش الفرنسي في الكربوس وبوحفير كما شارك في اختطاف أحد الجنود من البلاسيانا .
نبذة عن حياة و كفاح بعض نساء المقاومة ببني يزناسن
1 اسم المقاومة : رابحة بنت البكاي بن رمضان تاريخ ومكان الولادة : 1934 بركان تاريخ وكان الوفاة : 1970 الناضور محل السكنى : الناضور نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : المقاومة السرية رئيسها : عبدالله السوسي والحاج بوبو مكان المشاركة : ضفة نهر ملوية الأعمال : كانت تعمل إلى جانب زوجها أحمد البداوي وهاجرت معه بعد أن تم اعتقالها وتعذيبها
2 اسم المقاومة : جلولي حبيبة بنت احمد تاريخ ومكان الولادة : 1925 بني درار محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : جيش التحرير اسم الخلية أو التشكيلة : جيش التحرير رئيسها : الدرويش مكان المشاركة : وجدة الأعمال : إخفاء السلاح ، وكتمان المعلومات، مساعدة زوجها في تنفيذ الأوامر، ألقى عليها المحتل القبض وتعرضت للتعذيب والتنكيل
3 اسم المقاومة : الصديقي فاطمة بنت محمد تاريخ ومكان الولادة : 1936 ببني عتيق بأبركان محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : المقاومة وجيش التحرير اسم الخلية أو التشكيلة : المقاومة وجيش التحرير رئيسها : كراد بوطيب مكان المشاركة : السعيدية ، وجدة الأعمال : كان منزلها ملجأ للمقاومين علاوة على تقديمها الإسعافات الضرورية عند إصابة أفراد المقاومة – وقيامها بنقل السلاح
4 اسم المقاومة : القراط حلومة بنت الهادي تاريخ ومكان الولادة : واواللوث - بركان محل السكنى : واواللوث - بركان نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : الحسنية رئيسها : قيسامي العياشي مكان المشاركة : بركان الأعمال : حملت قنبلة إلى مكان تفجيرها. نقل السلاح من بركان إلى وجدة
5 اسم المقاومة : الشاوي حدهم بنت علي تاريخ ومكان الولادة : 1908 أنجاد تاريخ وكان الوفاة : 26 فبراير 1986 وجدة محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : المقاومة وجيش التحرير رئيسها : بن عبو ادريس مكان المشاركة : وجدة الأعمال : كان منزلها مركزا للسلاح وقامت بأعمال جليلة في صفوف جيش التحرير الذي أمدته بجميع تحركات الغزاة من خلال قيامها بعملية الاستخبارات
6 الاسم الكامل للمقاومة : الرحماني يمينة تاريخ ومكان الولادة : 1923 أحفير محل السكنى : فاس نوع المشاركة : جيش التحرير بالشمال اسم الخلية أو التشكيلة : جيش التحرير رئيسها : ميمون الرحماني ( زوجها ) مكان المشاركة : الناظور الأعمال : - نقل وإخفاء السلاح - مساعدة زوجها
7 اسم المقاومة : الطرايشة زهرة بنت خالد تاريخ ومكان الولادة : 1924 وجدة محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية : فرقة عبدلاوي محمد بن الميلود رئيسها : عبدلاوي محمد بن الميلود مكان المشاركة : وجدة الأعمال : كان منزلها مركزا للسلاح وملجأ لرجال المقاومة وجيش التحرير المصابين بالجروح ، كما كانت مكلفة بجمع التبرعات من النساء.
8 اسم المقاومة : حبيبة زعراوي تاريخ ومكان الولادة : 1931 أكليم محل السكنى : الششويحية - أكليم نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : محمد الصفراوي مكان المشاركة : إقليم بركان الأعمال : - تهيئ الطعام و غسل الملابس للوطنيين - خزن الأسلحة ببيتها - نقل مجموعة من المتفجرات من بيتها إلى بيت والدتها لإبعادها عن المحتل
9 اسم المقاومة : بن عبو الزعيمية بنت بنعمارة تاريخ ومكان الولادة : 1909 وجدة تاريخ وكان الوفاة : 9 مارس وجدة محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية : المنظمة السرية منظمة أنصار محمد الخامس مكان المشاركة : وجدة الأعمال : كان منزلها مركزا للسلاح وكانت معروفة بمركز بن عبو، ساهمت مساهمة فعالة في صفوف المقاومة
10 اسم المقاومة : ربيعة الطيبي تاريخ ومكان الولادة : 1931 وجدة محل السكنى : طريق سيدي يحيى وجدة نوع المشاركة : مقاومة - جيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة - جيش التحرير رئيسها : محمد بومهراز الدزيري مكان المشاركة : الدارالبيضاء - وجدة أنكاد الأعمال : - وضعت سنة 1953 قنبلتين بسينما فوكس و درب التازي بالدالبيضاء - مكلفة بنقل السلاح من الدارالببضاء إلى وجدة - ساعدت أحد الوطنيين المكلف بصنع المتفجرات على التنقل من الدار البيضاء إلى وجدة - تعرضت للاعتقال والتعذيب مدة ثلاثة أيام حتى تمكنت من الفرار بمساعدة الوطنيين ناحية العيون الشرقية. - التجأت إلى الناضور وعملت في صفوف جيش التحرير بحيث كان منزلها مركزا للسلاح وتعمل على توفير حاجيات المجاهدين.
11 اسم المقاومة : آمنة برحيلي تاريخ ومكان الولادة : 1926 وجدة تاريخ وكان الوفاة : 13 ماي 1976 بمكناس محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : منظمة 16 غشت رئيسها : زجلي عبدالله مكان المشاركة : وجدة الأعمال : كانت حلقة الوصل بين مختلف التنظيمات الوطنية على امتداد التراب الوطني ( مركز تطوان ، الدالرالبيضاء...) ولا سيما من حيث نقل الرسائل والتعليمات ( رسائل الزرقطوني ). تولت مهمة تأطير الحركة النسوية بالمنطقة الشرقية. شاركت في الاجتماعات الإعدادية لانتفاظة 16 غشت 1953 بوجدة. كانت تعمل على تزويد خلايا المقاومة بالدرالبيضاء ببعض الأسلحة القادمة من الجزائر.
12 اسم المقاومة : خديجة بنعزة تاريخ ومكان الولادة : 1934 بوجدة محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : مقاومة رئيس الخلية : بنعبو ادريس ( زوجها ) مكان المشاركة : وجدة - أنكاد الأعمال : - كان بيتها مركزا لاجتماع الوطنيين - تولت مهمة خزن السلاح وحراسته وتسليمه للمجاهدين. - كان بيتها مركزا للجوء الفدائيين بعد تنفيذ العمليات الهجومية والتخريبية ضد المحتل ومصالحه. - كان منزلها محطة لاستراحة المجاهدين والقادمين من الناظور إلى وجدة.
13 اسم المقاومة : حبيبة بيجو تاريخ ومكان الولادة : 1915 بإقليم بركان محل السكنى : أكليم - بركان نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية : جيش التحرير رئيسها : الرحماني ميمون مكان المشاركة : أكليم - بركان الأعمال : - استقبال المجاهدين والسهر على خدمتهم - تهييئ الطعام للمجاهدين وتنظيف ملابسهم - توفير الحراسة الكافية للمجاهدين للسهر على سلامتهم
14 اسم المقاومة : رحمة الناصري تاريخ ومكان الولادة : 1938 أحفير محل السكنى : بركان نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية جيش التحرير رئيسها : مساوي محمد مكان المشاركة : بني سبو – بني درار الأعمال : - عملت كعضوة بحزب الاستقلال - كانت مكلفة بتهيئ الطعام للمجاهدين - كان بيتها مركزا للتجمعات وإخفاء الأسلحة - تعرضت لشتى أنواع التنكيل والاضطهاد من طرف المحتل لإفشاء سر زوجها الذي كان معتقلا لكن دون جدوى
15 الاسم الكامل للمقاومة : الزاهية بوعبدلاوي تاريخ ومكان الولادة : 1925 ببني درار محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : المقاومة السرية رئيسها : عبداللاوي محمد بن الميلود مكان المشاركة : وجدة - أنكاد الأعمال : - مكلفة بمهمة طهي الطعام للوطنيين - مكلفة بتخزين السلاح وتوزيعه - العمل على تلبية مختلف مطالب الفدائيين العسكرية
16 اسم المقاومة : رحمة الداودي تاريخ ومكان الولادة : 1902 بأولاد داود ( إقليم بركان ) تاريخ وكان الوفاة : 24 يونيو 1984 بوغريبة ( إقليم بركان ) محل السكنى : دوار بوغريبة - بركان نوع المشاركة : مقاومة - جيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية وجيش التحرير رئيسها : الدرويش المهدي مكان المشاركة : وجدة الأعمال :- كان بيتها مركزا للأسلحة ومحطة لإقامة الوطنيين ( أهل الجامل ) الوافدين من الناضور إلى وجدة. - قدمت تضحيات جليلة أهمها استشهاد ابنها محمد بفاس واعتقال ابنها محمدين، وصهرها الدرويش المهدي التجأ إلى الشمال ومع ذلك واصلت عملها الوطني. - كانت تتولى مهمة نقل التعليمات والأخبار والأسلحة بين المراكز. - كانت تتولى عملية الطبخ والغسيل للوطنيين.
17 اسم لمقاومة : حليمة جبلي تاريخ ومكان الولادة : 1933 إقليم بركان محل السكنى : بركان نوع المشاركة : مقاومة بجيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : محمد هرو - جلولي الهواري مكان المشاركة : بركان الأعمال : - شاركت في التوعية الوطنية من خلال قيامها توزيع المناشير ونقل الأخبار. - تعرضت للاعتقال وسجنت لمدة 6 أشهر. - مهدت الطريق أمام الفدائيين لدخول منزل أحد جنود المحتل الفرنسي الذي كانت تشتغل عنده للاستيلاء على كمية مهمة من الأسلحة. - انخرطت ضمن صفوف جيش التحرير، ضمن فرقة جلولي الهواري...
18 اسم المقاومة : موساوي رابحة بنت محمد تاريخ ومكان الولادة : 1930 ببني درار محل السكنى : سلا نوع المشاركة : جيش التحرير بالجنوب رئيسها : محمد بلميلودي مكان المشاركة : بني خالد الأعمال : تصريح المساوي بومدين : المساوي رابحة كانت زوجة السيد الخالدي المختار وقامت بحمل السلاح على ظهرها من أحفير إلى وجدة على متن سيارة النقل العمومي كما أخفت بعض الرصاص، كما قال بأنها كانت تقوم في البيت مقام زوجها وتستقبل الأفراد وتخفي السلاح والأفراد بسلاحهم وشهدت لها الجماعة بذلك. - تصريح عبدالقادر الموساوي : صرح أنه لما تقرر إدخال مسدسين إلى مدينة وجدة كانت هي التي قامت بإدخالهما وسلمتهما إلى زوجها ثم بعد ذلك كانوا يودعون الأسلحة في منزلها، كما ان المعنية أخفت القرطاس في الرماد ولما انفجر أصيبت في رجلها ( الركبة ).
19 الاسم الكامل للمقاومة : رحمة بنعلي تاريخ ومكان الولادة : 1922 بركان محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : مقاومة جيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية جيش التحرير رئيسها : بلحاج بوبو ومحفوظ امبارك مكان المشاركة : وجدة الأعمال : - كانت مكلفة بنقل السلاح للوطنيين - نقل الأخبار والتعليمات بين الوطنيين - تضميد جروح المصابين من الوطنيين - إخفاء المجاهدين عقب كل عملية بمنزلها والتستر عليهم
20 اسم المقاومة : العالية رابعي تاريخ ومكان الولادة : 1930 بركان محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : مقاومة بجيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المجموعة الثانية رئيسها : كريمي محمد بن المصطفى مكان المشاركة : إقليم بركان الأعمال : - طبخ الطعام للفدائيين وتضميد جراح المصابين والإشراف على حاجياتهم. - كانت تتولى عملية خزن الأسلحة بالمطامر.
21 اسم المقاومة : يامنة اسماعيلي تاريخ ومكان الولادة : 1930 إقليم بركان محل السكنى : وجدة نوع المشاركة : جيش التحرير بالشمال اسم الخلية : الحركة الوطنية رئيسها : كريمي محمد بن المصطفى مكان المشاركة : إقليم بركان الأعمال : - كانت تقوم بتضميد جروح المصابين من المجاهدين وطهي الطعام لهم وغسل ملابسهم ، وبصفة عامة، السهر على حاجيات المجاهدين. - كانت تتولى خزن الأسلحة بالمطامر.
22 اسم المقاومة : أمنة الداودي تاريخ ومكان الولادة : 1928 تافوغالت - بركان مكان الوفاة : أولاد داود - رسلان - بركان محل السكنى : تافوغالت نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : قدور الورطاسي مكان المشاركة : بركان الأعمال : - توعية الموطنات وحثهن على تعاطي العمل الوطني ومقاومة الاستعمار. - تزويد رجال المقاومة بالتموين ( السكر ، الشاي ، التبغ،...) - تضميد جروح المصابين من المجاهدين - إخفاء المجاهدين وتخبئة الأسلحة.
23 اسم المقاومة : الوازنة بشروري تاريخ ومكان الولادة : 1938 لبشارير - أحفير - بركان تاريخ وكان الوفاة : 18 نونبر 1999 أحفير محل السكنى : أحفير نوع المشاركة : مقاومة بجيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية وجيش التحرير رئيسها : بشروري عبدالقادر مكان المشاركة : ناحية بركان الأعمال : - تتولى نقل السلاح من المخابئ التي كانت مكلفة بها. - كانت تقوم بمهمة الاعتناء بالوطنيين والمجاهدين ( الطهي، غسل الملابس...) - تعرضت لعميلة إسقاط الجنين على إثر إحدى مداهمات قوات الاحتلال لمنزلها
24 اسم المقاومة : فاطنة موساوي تاريخ ومكان الولادة : 1935 ببني سبو - بني درار ( وجدة أنكاد ) محل السكنى : بني سبو نوع المشاركة : مقاومة بجيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : الموساوي عبدالقادر مكان المشاركة : بني درار الأعمال : - تولت نقل الأخبار والمعلومات للوطنيين - تولت خدمة الفدائيين من خلال مدهم بمختلف الحاجيات ( المأكل، المشرب،...) - تولت عملية نقل السلاح - تعرضت للتعذيب من طرف المحتل عقب عملية التفتيش الذي تعرض لها منزلها.
25 اسم المقاومة : فاطمة عثمان تاريخ ومكان الولادة : 1927 أحفير محل السكنى : أحفير نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية أو التشكيلة : المقاومة السرية رئيسها : لخضر بوعلي مكان المشاركة : أحفير الأعمال : - تزويد الوطنيين بالطعام والماء وغيرهما. - تعرضت للاعتقال وخضعت لشتى أنواع التعذيب و التنكيل. - كتمت أسرار المنظمة.
26 اسم المقاومة : فاطمة داودي تاريخ ومكان الولادة : 1924 تافوغالت - بركان تاريخ وكان الوفاة : 4 مارس 1998 العيون الشرقية محل السكنى : العيون الشرقية نوع المشاركة : المقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : العربي داودي مكان المشاركة : تافوغالت الأعمال : - عملت على توعية النساء وحثهن على مقاومة المحتل وتعاطت العمل الوطني. - كان منزلها ملجأ للمجاهدين ومخبأ للاسلحة.
27 اسم المقاومة : فاطمة الجوهري تاريخ ومكان الولادة : 1939 الناظور محل السكنى : بركان نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية رئيسها : محمد الصغير مكان المشاركة : الناظور الأعمال : - الاستيلاء على مجموعة من الأسلحة كانت بحوزة المحتل الذي كانت تعمل عنده. - تولت مهمة معالجة الجرحى والمصابين من الوطنيين.
28 اسم لمقاومة : فاطنة ناصري تاريخ ومكان الولادة : 1912 جماعة رسلان - بركان محل السكنى : بركان نوع المشاركة : مقاومة اسم الخلية : المقاومة السرية وجيش التحرير رئيسها : مبارك الكبداني محفوظ مكان المشاركة : مركز رسلان تافوغالت - بركان الأعمال : - عضوة نشيطة في حزب الاستقلال - كان منزلها محطة إقامة الوطنيين الوافدين من وجدة قصد تنفيذ العملية الفدائية أو نقل الأسلحة. - كانت مكلفة بمهمة تخبئة الأسلحة التي يستعملها الوطنيون في المناطق قصد القيام بالعمليات الفدائية. - عملت كمراسلة بين المراكز أو المنازل لنقل الأخبار الفدائية والتعليمات. - الاعتناء بالوافدين من خلال توفير الأكل والشرب والنوم. - تعرض منزلها للمحاصرة في 16 نونبر 1955 من طرف قوات الاحتلال وتعرضت لطعنة ببندقية أحد الجنود عقب احتجاجها على اعتقال أحد أبنائها، الأمر الذي تسبب في فتق بطنها ولا زالت آثار الجروح الناتج عن ذلك تسبب لها متاعب صحية .
29 اسم المقاومة : بولغزال فاطمة تاريخ ومكان الولادة : 1937 ببني درار محل السكنى : سلا نوع المشاركة : جيش التحرير بالجنوب رئيسها : بوعبدلاوي محمد بن ميلود مكان المشاركة : دوار بني يسبو الأعمال : - المعنية فاطمة بنت لمقدم لخضر زوجة المساوي عبدالقادر صرح في حقها أفراد الجماعة بأنها كانت تساعد أفراد الجيش. وأضاف السيد الخالدي المختار بأنها نقلت السلاح عدة مرات وكانت تخفيه كلما تعرضت الجماعة إلى تفتيش من طرف الشرطة الفرنسية، وكما صرح السيد العبدلاوي محمد بلميلودي أنها كانت تنقل السلاح والمؤونة إلى الجيش من مركز إلى مركز، وكان بيتها مركزا لهم. - صرح في حقها السيد بشروري عبدالقادر أنه لما طوقوا من طرف القوات الفرنسية سنة 1955 ، سلموها أسلحتهم وبذلك تمكنوا من الإفلات كما أنها كانت تقوم بتوزيع المناشير.
30 اسم المقاومة : رقية جلولي تاريخ ومكان الولادة : 1921 ببني وكيل ( أبركان ) تاريخ وكان الوفاة : 18 غشت 1984 محل السكنى : أبركان نوع المشاركة : مقاومة - جيش التحرير بالشمال اسم الخلية : المقاومة السرية وجيش التحرير رئيسها : جلولي الهواري مكان المشاركة : بركان الأعمال : - كانت مكلفة بنقل الأسلحة من الناضور إلى بركان. - كان منزلها مركزا لاستقبال الوطنيين (المهاجرين) المتجهين إلى الشمال أو العائدين منه. - كانت تتولى مهام إعداد الطعام وتنظيف الملابس وتهييئ مكان الإقامة للوطنيين. - كان منزلها مخبأ للأسلحة قبل تسليمها للوطنيين. - ساعدت العديد من الوطنيين على الهروب والإفلات من قوات المحتل. - تعرضت لمضايقة المحتل وخاصة من حيث تفتيش منزلها.
محمد موح عجاجي: حباك الله وحياك سيدي عبد الحق على هذا الاستحضار النادر للذاكرة التاريخية،ذاكرة نسائنا المقاومات في منطقة بني يزناسن. النساء المغربيات المسلمات من منسيات تاريخنا في الكثير من الميادين (التاريخية والأدبية والفقهية...)، وهو نسيان إما متعمد أملته أسباب تعصبية للجنس الذكوري الذي يعتبر الرجل القائد والممثل الشرعي في كل شيء، والمرأة تابعة له فقط. وإما نسيان طبيعي فرضته ظروف دينية وثقافية واجتماعية؛ بحيث كانت المرأة المسلمة تغطى بغطاء الحياء والحشمة والتحفظ في ظل المذاهب الدينية التي كانت ولا زالت سائدة في كل المجتمعات العربية والإسلامية، فلم يكن للمرأة المسلمة كامل الحرية أو القدرة على الظهور والبروز في مثل هذه الظروف، بل استسلمت واستقلت وركنت في مكانها لتكتفي بأداء مهمتها العادية والأساسية التي تتمثل في التكفل بتربية أبنائها والسهر على شؤون أسرتها من الداخل وإن كان ذلك من أهم المهن على الإطلاق. رغم ذلك، كانت هناك نساء مغربيات دخلن في التاريخ الذي ذكر ملاحمهن وأدوارهن الفعالة على مستوى المجتمع أو السياسة أو المقاومة كالتي تفضلت بذكرها أخي الكريم، إلا أن ذكرهن هذا كان قليلا وضئيلا بالمقارنة مع الرجال. ولا شك أن هناك نساء أخريات نسيها التاريخ تبعا للأسباب المذكورة أو لأسباب أخرى... أشكرك مرة أخرى أخي عبد الحق على هذا المجهود القيم وأنوه به.. وأرجو من الإخوان المهتمين بتاريخ بلدنا المجيد وبأمتنا العظيمة وأمجادها، أن يعملوا على نفض الغبار على من تبقى من نسائنا البواسل وأمهاتنا المجاهدات والمقاومات والعالمات...وهن كثيرات.
صور لبعض رجال المقاومة عن كتاب " بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني" للأستاذ قدور الورطاسي رحمه الله