محرك البحث أسفله خاص بموقع بني يزناسن فقط
الحـكـــايـات الخرافيـة
الحكاية الخرافية عبارة عن نوع من أنواع القصص الشعبي وهي ذات عناصر محددة، فهي شديدة القصر في أغلب نماذجها ويتفق معظم دارسيها على أن بناءها بسيط يتكون عادة من قسمين إثنين تعرض في الأول الحادثة المجسدة للمغزى ويركز في الثاني على الموقف الأخلاقي الصريح كما أن أبطالها لا أسماء لهم وهم قلة لا يتجاوزون الثلاثة في الغالب، ويتعلق الأمر بالمعتدي والضحية والوسيط، وغالبا ما يكونون من الحيوان أو النبات أو الجماد وتسقط عليهم الضرورة الخصائص البشرية رغم احتفاظهم بالسيمات الطبيعية الأصلية بل قد يكون البشر من أبطالها أيضا كما أنها تتكئ على الزمان والمكان لكن بشكل مكثف ومضغوط.(مصطفى يعلى : القصص الشعبي بالمغرب دراسة مورفولوجية ص108 ) وترمي الحكاية الخرافية من حيث وظيفتها إلى التربية الأخلاقية والوعظية أساسا وذلك عن طريق تجسيد الحكم والأمثال والمواعظ والأقوال المأثورة وما شابه ذلك مما يتطابق مع التجارب الإنسانية المتوارثة ويكرس القيم المثالية ولا غرو فقد كانت الحكاية الخرافية دائما من أهم أنماط الأدب التعليمي إطلاقا. (مصطفى يعلى : نفس المرجع) ومما لا شك فيه أن الأدب الشعبي المغربي يزخر بكثير من الحكايات الخرافية خاصة الحيوانية منها والتي يتكلم فيها الحيوان ويصور فيها أخلاق الإنسان عبر سلوكه مع العلم أنها تختلف في التفاصيل ونوعية الشخوص وطبيعة العلاقات والمقصديات وغيرها مما يخضع للحذف والزيادة والاستبدال التشكيلي ...إلخ ومن هنا تعدد الروايات للحكاية الخرافية الواحدة بين الأمم أو داخل الأمة الواحدة. (مصطفى يعلى : نفس المرجع ، ص170 ) وعلى غرار باقي مناطق المغرب لا يخلو الوسط الشعبي من حكايات خرافية حيوانية يراد من خلالها التعبير عما يجول بخاطر الإنسان الفركلي بطريقة رمزية جميلة تحمل في طياتها جملة من العبر والمواعظ ومن أشهر الحكايات التي يتداولها الناس حكاية الذئب والقنفذ اللذان يلتقيان معا في الحكاية الواحدة ولا يفترقان، فالذئب كما هو متداول شعبيا صاحب مائة حيلة وحيلة أما القنفذ فله نصف حيلة، وقد يتمكن دائما من خلالها على التغلب على الذئب رغم قوته العضلية والفيزيولوحية. عن موقع مغرس
قــائمة عناوين القصص المنشورة على هذه الصفحـــة مسمار جحا بين حانا ومانا ضاعت لحانا رأس خروف حلوف كرموص الذئب والحمار نموذج من حكايات الذئب مع القنفذ كول أوقيس أعمي الذيب كلب الحراسة
مسمار جحا
كان ياماكان ، حتى كان الحبّ والسّوسان ، والملك مالكو الرحمان ونزيدو نصليو على نبينا العدنان ياسادة ياكرام هذا جحا لمطوّر كان تيملك دارْ قد لقصرْ، بالمنظر تتبهر، هذا اللي داز وشاف، وعلى جنابها طاف، ولكن اللي اكتابلو وادخل، عينهْ توحل فسقفْ وجناب، وفعجايبْ لبواب، حيث كل صانع فنان، ماخلاّ فجهدو من زخرفة وألوان، وعاد لخصصْ وصناف الورد، المهم قطعة فنية يعجز يوصفها اللسان…. هاذ الدار لعجيبة.. جحا عملها منزه لناس لكبار، حيث ولـّى من اصحاب لموالْ، وكان كلشي على وناستو عوّال…. وشي مرّة ادخل عندو واحد من لعيان، وغير شاف ماشاف اصبح متيّمْ ولهان، وهو يقول لجحا، هاذ الشي عندكْ تيفتن، واش تبيعْ ولا ترهنْ/ وهو جحا يردّ عليهْ : “أسيدي الحاجة اللي ماتتباع ماتتشرى حرام” والرهين مايحقق دوامْ ..وخا كلمة نبيعها,,,,, ما كانت لي حتى فلحلام, .. يالله هايدّي ، التاجر اعطاهْ ثمن، وجحا تيرفض، ومن هضرة حتى ولاّتْ بصحّ ، ودخلو المعقول والصحّ، منين حسّ جحا بثمن بحال اللي طاحْ عليهْ من السما، حيث اقبل يبيعْ وفنفس الوقت ماسخاش بلمكان، ولكن هيهات جحا فنان فالحيلة، وعندو الكلّ مشكلة وسيلة، وهو يقوليه: أسيدي الله يربّحْ، تستهلّ ونا الله يصبرني على فراقها، وهنا التاجر يردّ عليه: ياجحانا لعزيز مرحبابك فكل وقت وحين، ونلقاو بلا جلستكْ فين؟ قالو جحا: أسيدي هاذْ مرحبا بغيتها تكون بلقانون، ماعندي مانديرْ بلكلامْ المذهونْ ..وهو يقولو التاجر: انشوفو اللي يعزف ليكْ مرحبا بالقانون، وهنا قالو جحا: أسيدي بلا ما تعذبْ راسكْ، اللي غادي يعزفها كاين هما لعدول، التاجر قالو : كيفاش وضّحْ لي ما فهمتشْ، وهو يقولو جحا: أجي معايا الوسط الدّار اتبعني وشوفْ هاذ المسمار اللي فهاذ الحيط، قاليه: راني شفت إيوا، قالو اجحا: يعني مبروك عليك الدار إلا هاذ المسمارْ، قالو التاجر هاذ المسمار وكان؟ قالو وكان .ولكن كلشي يتوثق عند العادل، ردّ عليه التاجرْ، غدّا يوصلو ليكْ فلوسك، وجاوبو جحا وغدا نخوي لك الدّار، وعفاك تهلاّ فالمسمارْ…. ياسادة ياكرام هذا ماكان من قصة لمكان اللي تباع، وخبارو شاع بين لكبيرْ والصغير، والتاجر فْـْرحتو ماليها انضيرْ، حتى داز لقليل من ليّامْ ، وجحا قصد دارو لقديمة فنزول الظلامْ، وهو هازّ فيديهْ طرف من جيفة تجيـّفْ بريحتها لكريهة، واللي ماينفع معاها لاطيبْ ولا أنواع دالريحة، الخادم حلّ وجحا ادخل، والتاجر وحلْ، منين شاف جحا اقصد المسمار اللي مرسوكْ فالحيط، وعقد الجيفة بخيطْ ودلاّها، ومنين مولْ الدّارْ ثارْ واستنكر، قاليهْ جحا ياصحبي انتفكــّرْ باللي وصّيتك على المسمار نعلق فيهْ لغزال ولاّ لحمار… وهنا التاجر بْردلو الما فرّكابي، وبقا على يدّيهْ ورجليهْ حابي حتى ادخل البيت وتقول ضربو عفريت، امرض اشهر بالتمام،وغير دازت يّامْ وهو يعاودها والتاجر تيتفقصْ ويعبّس، ومنين وصلاتْ للـّعظمْ ، تقلق وطلعلو الدمّ اقصدْ قاضي لبلادْ، وقدّامْ سايرْ لعبادْ احكم الـْصالحْ جحا ، حيث العقد اصريح ، والمسمار اصحيحْ ما يطيحْ….وما ابقى عند التاجر غير حلّ يتهنـّا ويفكّ عليه هاذ المحـْنة… قالو جحا بشحال تبيعْ ؟ جاوبو الثاجرْ بثمنها اللي اشريتها به منك، قالو مانعطيك حتى الرّبع، قالو التاجر: كاين اللي يشريها: قالو جحا : الله يربّح الشاري الجديد المسمارْ تابعو تابعو… وبالفعل حتى واحدْ ما قدّ يشري ، وفديك الساعة التاجر مسكين باعْ الدّار اللي خردلاتو ..” بطرف شنــّقْ ” حتى ولاّ قريب يولي احمق وما فلسانو غير الدّار المسمار، المسمار الدّارْ…. ياسادة ياكرام وهكذا جحا رجــّعْ دارو بفضل مسمارو،وبقات مثلة على ساير ليام فهامة وكلام بمعاني واضحة ، ولكلّ زمان صالحة ، ” مسمار جحا ” حكاية ما التمحا……
بين حانا ومانا ضاعت لحانا
يُضرب فيمَن احتار بين أمرين وكان سلبياً حيالهما قصة هذا المثل هي كالتالي : كان لرجل زوجان (حانا ومانا). وكان ذا لحية اختلط فيها الشيب بالشعر الأسود. زوجُهُ حانا لا تحب الشيب فكلما ذهب إليها كانت تنتف الشعرات البيض من لحيته. وزوجه مانا لاتحب الشعر الأسود في لحيته فكلما ذهب إليها نتفت له الشعر الأسود. إلى أن أصبح يوماً لا لحية له. وعندما سُئل عنها أجاب: ( بين حانا ومانا ضاعت لِحانا )
رأس خـــــروف
أحببت إخوتي الكرام أن أتقاسم معكم اليوم هذه الحكاية اللغز التي روتها لي إحدى قريباتي. أتى رجل برأس خروف ليأكل جزءا منه فأعطاه لزوجته وخرج. بعد طهيه ، أرسلت الأم ولدها لأبيه قائلة : إذا كان جالسا وحيدا فاطلب منه أن يأتي، وإذا كان مع أصحابه، فقل له : لَكْلام طابْ ذهب الولد باحثا عن أبيه فوجده جالسا مع ثلة من أصحابه فقال له ما لقتنه له أمه . أجابه الأب: سير أولدي شوف فْ مَّك وتشوف فيك وامْشِِ وْجِي بين خُوتك وسَمَّعْ لْجيران ولكلام حتى انْجِي رجع الولد لأمه مرددا بالحرف كلام أبيه وأضاف : راني مافهمت والو. فهمت الأم مضمون الكلام المُشَفَّر فعملت به. هي وولدها أكلا من العَينيْن الأولاد الآخرون : رْجِيلَة، رْجِيلَة والجيران كان حظهم من جهة الأذنيين واللسان خلاتو مول الدار
حلوف كرموص
موضوعنا يتعلق بــقولة "حلوف كرموص" والمعنى الذي تحمله .. كان واحد الكاوري وإسمه - ديبوا Dubois - عندو فيــرمة كبيرة .. مهـــلي فيها بزاف ... له من اللأنعام والدواب والأشجار ما يُــغري كل من يمـــر بجانب ضيعته.. كانت مساحة شجر العنب (الكروم) ... الداليا .. كبيــــرة بزاف ، وفيها من أنواع العنب الشيء الكثير .. هـــا - بزول العودة ، ها الموسكا ، ها العنب المعلق في السقف وهــــا المدلي .. ها العنب الأحمر ، ها لبيض ... كان سكنه أيضا محاطا بأشجار أخرى متنوعة ، اللوز ، الكركاع ... وشجر التين ... الكرموص ... واااا كرموص آش من كرموص .. ها لبيض... ها لحمر ... ها الرومي ... ها الشتوي .. مجموعة من الدواوير كانت بجانب الفيرمة وكان أطفال هذه الدواوير بين الفينة والأخرى يتطاولون على منتوجات الفيرمة ... موسيو ديبوا مكانش ساهل .. كان يطلق عليهم شي كلاب .. وا كلاب واش من كلاب ... مرة مرة يركب على العـــود ديالو ويدير دورة ... يراقب ما يجري ، كان كلما ضبط طفلا أو اكثر ، يدخله إلى الفيرمة ويطلب منه تنظيف الكوري ... وعندما ينتهي يطلق سراحه ... وكل من تظاهر بالعصيان ... يكــــتْفو مع شي شجرة النهار كله ومن بعد يشبع فيه عصا وفي الليل يطلقو.. الكل كان يخاف منو .. لأن السلطة كانت بجانبه .. كان يطهلا ... سخي .. آش من كوربات ديال العنب آش من لبن ... واحد الشيباني ، كان يخرج من الدوار ، يحمل سطلا من الماء ويقترب من الفيرمة ... كان يتظاهر بأنه يدخل الفيرمة ليتوضأ ... يختبىء بين أشجار الكرموص للاستنجاء والوضوء... يعركـــها كرموص... الكاوري صاحبنا ، كان ما تخفى عليه خفية ... حاضي قنـــتو ... عندو العساس ولكن ما يتيــــــقش فيه .. عنده هو - العربي - كحل الراس بحال الزاوش ... ياكل ويخرب .. موسيو ديبوا راد البال ... يراقب الشيباني صاحبنا ... حافظـلو الوقت ... يوم بعد يوم كرر صاحبنا – الشيباني - فعلته مرارا ، ولكن- الكاوري – تعب ومل ... في يوم ما ، وكان يم أ حد - الكاوري - ظل يراقب – الشيباني - .... خلاه حتى دخل وقضى غرضو ..توضأ وأكل من حبات التــــين حتى انتفخ بطنه ، ثم ملأ السطـل وغطاه بأوراق - الكرموص – وخرج يتمايل .. لم يكن ينتظر أن الكاوري سيفاجؤه ... وفاجأة : - الشلام عليكم سيد المشلم .. - بونجور موسيو ديبوا .. - أيوا .. شيد المشلم .. توضيت ؟ شـــليت ولا مازال ؟؟ - لا مازال آ السي ديبوا - إيوا شللي وادعي معانا ... انتظره الكاوري حتى صلى وقال له : - هــاذ الليــة راك معروض عــــــــــندي للعشاء .. حاول الشيباني التهرب متعلللا بالظلام فقال : - ايوا آالسي ديبوا انت عارف .. الظلام والكلاب والذيوبة ... - ماتخافش آشيد المشلم ...تعشى معايا وانوصلك حتى للدار في الكروسة .. تردد صاحبنا الشيباني كثيرا وفي الأخير قبل .. ذهب مع – الكاوري – ادخله الصالون ، حيث كانت تتوسطه طاولة كبيرة تحيط بها خمسة كراسي . جلسا يتبادلان الحديث في كل الأمور ... لكن الشيباني كان كَـــالس بحال اللي كـــالس على الجمر ... حاس بشي مكيدة راه مدبرهــا لو الكاوري ... الكاوري ، مهــدن مع راسو ، حاط كدامو واحد القرعة ديال الشراب ، من صنعه المحلي .. عرض على الشيباني : - شي كاس آ شيد المشلم - لا ..لا ..آ السي دوبوا ... إيوا هاذ الشي حرام - ايوا غير كاس مايدير لك والو ... الكاورى .. محيــلي ، كان يجبدلو لسانه ، غير باش يسمع كــلمة – حرام - .. جاء وقت العشاء ، احضرت زوجة الكاوري العشاء : - Bienvenu monsieur - شكرا مادام .. قدمت الزوجة صحن كبيرا يحتوى على – حلوف – طايب ومزوق .. قال الكاوري للشيباني - ايوا زيد كول بالشــــحة (بالصحة) - لالالالالا ميمكنش هاذ الشي حرام ..الحلوف ؟؟؟ انا ناكل الحلوف ...ما يمكنش الكاوري ، وببرودة دم : - أيوا كْـــبيــلا كْــليت الكرموص .. وعمرت البيـــدو .. ودابا ماتكــــلش الحلوف .. الكرموص حلال ؟؟ تدخل للفيرمة تاكل وتخرج بحال اللي الفيرمة ديالك ... الكرموص حلال والحلوف حرام.. - إيـــوا حلوف كرموص... صاحبنا الشيباني .. جمع الوكْــفة .. سمح في البيــــــــــــــدو عامر من الكرموص ... وخرج ما شافش موراه فاس في : 11-11-2012 المنور
الذئب والحمار
من الحكايات الخالدة التي كانت تحكى لنا ونحن صغار، حكاية الذئب والحمار ، ذلك أن حمارا كان قد اعتاد أن يحمل اللبن والخبر ليسد به جوع الفلاحين، وكان يتنقل يوميا بين المنزل والضيعة . وهو على هذه الحال أياما عدة حتى صادفه ذئب يوما مدعيا أن به جرحا في رجله لايقوى على المشي فطلب منه أن يحمله ، وبما أن الحمار مخلوق مجلوب على الكرم والجود لايرد طلبا لأي كان صغيرا أو كبيرا ، أذن له بالصعود على ظهره ، حتى إن اطمأن الذئب واستوت جلسته أخذ يأكل ما لذ وطاب من نصيب الفلاحين الذين ينتظرون وصول الحمار بشوق وتلهف من شدة الجوع والعطش والتعب ، فبينما الذئب على هذه الحال ، سقطت منه جرعة لبن على رجل الحمار فتنبه وسأل صاحبه ماهذا ؟ أجابه قائلا : ياصاح، إن الجرح ينزف من شدة التأثر . ولما قربت المسافة أن تطوى ، قفز الذئب شاكرا الحمار على صنيعه غير دار بما جرى . أخذ الفلاحون يتفقدون زادهم فلم يجدوا شيئا فحكى لهم الحمار القصة فأبرحوه ضربا وعصا وأمروه أن يأتي بالذئب حيا أوميتا . صعد الحمار الجبل يبحث عن الضنين حتى عرف جحره وأتاه مستلقيا ومدعيا أنه ميت .فخرجت أنثى الذئب فتفاجأت فرحا بما رأت وقالت لزوجها أنها رأت في المنام حمارا عند باب الجحر فلم يصدقها ، خطف بعينيه المستقيمتين نظرة إلى الخارج فتعجب من أمر زوجته قائلا لها لاشك أنك شريفة وفاضلة . فطلب منها المساعدة لإدخاله إلى الجحر فلم يستطيعا والحمار لايحرك ساكنا متربصا بالذئب ومنتظرا الفرصة السانحة ليرد له الصاع صاعين ، تبادرت إلى الضنين فكرة يعتقد أنها جهنمية ومخلصة وهي أن يربط ذيله بذيل الحمار ويجره إلى الداخل مع الدفع من لدن زوجته ، وما أن عقد الذيلين وربطهما بقوة وإحكام حتى قام الحمار مسرعا وأخذ يعدو عدوا غير ملتفت إلى الوراء حتى وصل به إلى محكمة الجنايات بلاهاي حيث صدرت في حقه أحكام طبقا للفصول : 402، 562 ،247 ، بأن يسلخ ويفصل جلده عن لحمه حيا ويطلق سراحه . أخذ ينادي من أعلى الجبل على زوجته ، وهي تجيبه من ذاك الذي يرتدي القفطان الأحمر ؟ يرد عليها : أنا زوجك يا حمالة الحطب ، يا صاحبة الشؤم ، يا صاحبة الحلم المورط ، وبقي على هذه الحال حتى جن الليل فمات من قساوة البرد.
نموذج من حكايات الذئب مع القنفذ
الحكاية الأولى: يحكي أن القنفذ والذئب كانا يسيران في الطريق بحثا عن القوت، وبينما هما يتجادلان ويتبدلان أطراف الحديث، أحس القنفذ بأن الأرض التي يمشيان عليها رطبة – وهذا دليل على وجود شرك بها، منصوب من طرف أحد الفلاحين- فتوقف وقال للذئب: أرجوك أن تصفعني بقوة، فقال له الذئب: لماذا؟ قال: لأنني لا أستحي، فأنا أصغر منك ومع ذلك أسبقك في المشي وأتقدمك، فعلي أن أبقى خلفك احتراما لك، وفعلا صفعه الذئب ومشا وبعد بضع خطوات، سقط الذئب في الشرك كما كان متوقعا، حينها بدأ الذئب يتوسل إلى القنفذ كي ينقذه لكن هذا الأخير، سخر منه وتركه ينال جزاءه. الحكاية الثانية: في يوم من الأيام تشارك القنفذ والذئب في زراعة قطعة أرضية، وكانت الغلة كثيرة تلك السنة، ولما جمعوا القمح في البيدر، قال الذئب للقنفذ – وغرضه السخرية من القنفذ والاستحواذ على نصيبه- تعال نجري سباقا، والفائز يأخذ المحصول كله. ورغم محاولة القنفذ في إقناع الذئب لاقتسام المحصول، ورده عن قراره، لكن هذا الأخير أبى إلا أن يجري السباق، واتفقا لإجراء السباق في الصباح الباكر. ذهب القنفذ إلى أصدقائه ووزعهم على عدة أماكن انطلاقا من مكان السباق إلى نهايته أمام المحصول. أما الذئب الغبي فقد كان فرحا نشطا، وبدأ السباق، وكلما وجد الذئب القنفذ في مكان يقول له: ألا زلت هنا؟ ويضحك. وهكذا... وحينما وصل إلى المكان المحدد، وجد القنفذ هناك يملأ الأكياس بالقمح، أما هو فقد خرج من المسابقة خاوي الوفاض، حينها قال له القنفذ المثل الذي لا زال متداولا لحد الساعة «الحيلة أحسن من العار». الحكاية الثالثة: في يوم من الأيام، وبينما القنفذ والذئب يسيران في الطريق، عثرا على «متمورة»- مكان لتخزين الحبوب- مفتوحة، فقررا سرقة الحبوب، واقترح الذئب أن ينزل القنفذ بحجة أنه صغير ويمكن سحبه بسرعة، فوافقه القنفذ على اقتراحه، وفعلا اكتالا ما يكفيهما لمدة طويلة، وحينما طلب القنفذ من الذئب أن يسحبه إلى الخارج، ضحك الذئب وأخبره بأنه سيتركه هناك، فقال له القنفذ حسنا افعل ما شئت، لكن عندي طلب أخير، وهو أن تسحب هذا الدلو وتعطي ما به من حبوب لأبنائي. فحن قلب الذئب ووافق على طلبه. فسحب الدلو المملوء بالحبوب وأفرغه في كيس جديد، وحمل جميع الأكياس على ظهره. وحينما مر ببيت القنفذ وجد أبناءه يلعبون في الساحة، فبكى الذئب وقال لهم: إن هذا الكيس من الحبوب قد بعث به لكم والدكم، أما هو فرحمة الله عليه. حينها خرج القنفذ من الكيس ضاحكا وقال للذئب: كفاك مزاحا يا صديقي، لا تجعل أبنائي يقلقون بشأني فأنا مازلت حيا أرزق. الحكاية الرابعة: كان القنفذ والذئب يسيران في الطريق، فوجدا قطعة من اللحم على الناصية، فقال الذئب: الأكبر سنا يأكلها. فرد القنفذ قائلا: نعم، لذا أعطني دليلا يؤكد لي أنك أكبر مني سنا. فقال الذئب: لقد فتحت عيني على الحياة حينما كانوا يحفرون البحر، حينها بدأ القنفذ بالبكاء والنحيب. فقال له الذئب كفاك بكاء إن قطعة اللحم من نصيبي. فقال له القنفذ: أنا أبكي لأنك ذكرتني بولدي الحسن والحسين، اللذين ماتا أثناء حفر البحر. وهكذا تغلب ذكاء القنفذ مرة أخرى على مكر الذئب وخبثه. الحكاية الخامسة: في يوم من الأيام ذهب القنفذ والذئب إلى بستان من العنب، وكي لا يراهما الفلاح، دخلا من فتحة ضيقة، وبينما هما يأكلان العنب، كان القنفذ حذرا، وكان يلجأ بين الفينة والأخرى إلى قياس جسمه مع الفتحة حتى لا يتورط أثناء الخروج، أما الذئب فقد انبهر لكثرة العنب ولذته، ودفعه شرهه إلى التهام كل ما وجده بطريقه دون التفكير في عاقبة الأمر، وحينما أحسا بقدوم الفلاح نحوهما خرج القنفذ مسرعا، لكن الذئب لم يستطع الخروج، فظل يستعطف القنفذ ويستجديه، إلى أن نصحه بافتعال الموت، وحينما وصل الفلاح، وجد الذئب مستلقيا على ظهره ببطن منتفخة، والذباب يحوم حوله، فاعتقده ميتا، فرمى به خارجا وهو يسب ويشتم. حينها نطق القنفذ بحكمة قائلا: «الكرش غرارة ورباطها عقل». الحكاية السادسة: كان القنفذ والذئب يسيران في صحراء قاحلة، فأصيب بعطش فضيع، وبينما هما على هذه الحال وجدا بئرا في طريقهما، فقال الذئب للقنفذ: انزل أنت وأحضر لنا الماء، وسأسحبك. فنزل القنفذ فروى عطشه، وملأ الدلو للذئب، وحينما فرغ الذئب من الشرب أراد أن يترك القنفذ عالقا في البئر، وحينما هب بالذهاب سمع القنفذ يضحك فقال له الذئب ما بك؟ رد عليه القنفذ: لقد وجدت بالبئر خروفا وأنا فرح الآن أتمتع بأكله، لذا استعمل الدلو وتعال لتتمتع بالأكل والشرب، رحب الذئب بذلك واستعمل الدلو للنزول، وفي وسط الطريق التقى مع القنفذ صاعدا لأنه أخف وزنا من الذئب، فسأله هذا الأخير: إلى أين أنت ذاهب فرد القنفذ بحكمه المعتادة: «هذه هي الدنيا شي طالع شي هابط»، فبقي هذا المثل متداولا لحد الآن. انطلاقا من هذه الحكايات التي تعتبر نقطة من بحر الحكايات الخرافية التي يزخر بها تراث منطقتنا العريق يتبين لنا على أن الحكاية الخرافية الحيوانية تلعب دورا تعليميا مهما من خلال الأمثال والحكم المستنبطة منها، وللإشارة فقد عرف الإنسان استخدام الحيوانات كرموز أدبية في وقت مبكر يعود إلى عصور ما قبل التاريخ ويقصد بهذه الأعمال التي تستتر وراء رموز الحيوانات الحقيقية أو المتخيلة أن تكون رموزا للأخلاق والمثل الدينية وقد شكلت هذه الأعمال وثائق مهمة لدراسة عقلية وأخلاق القرون الوسطى وقدمت نموذجا للأساليب الأدبية التي تعتمد على الاستعارات الرمزية.
كول اوقيس أعمي الديب
جمعت معرفة قديمة بين ذئب وهو يرمز عادة للقوة والبلادة ، وبين قنفذ الذي يرمز إلى الضعف والدهاء ، اتفق الصديقان على ضرورة البحث عن فريسة يقتاتان منها بعد أن أخذ منهما الجوع مأخذه ، فبينما هما في الطريق إذا برائحة البطيخ تشدهما إلى بستان تعذر عليهما اختراقه أول الأمر ، وأخيرا اهتدى القنفذ إلى ثقب سمح بمرور الذئب إلى وسط البستان بصعوبة . وبعد أن ألقى القنفذ نظرة فاحصة على محتويات البستان مما لذ وطاب من البطيخ بأصنافه التفت الى صديقه الذئب - وكان قد شرع في الأكل دون شعور - قائلا : كول واقيس أعمي الذيب .جملة تعني الأكل بمقدار ، أي : كل قليلا ثم اذهب إلى الثقب لترى هل تقدر على الخروج أم لا ، إلا أن الذئب ونظرا لبلادته فهم الأمر بالتذوق من كل أصناف البطيخ ، وهكذا انكب الذئب على وجهه يأكل بِشَرَه قليل من هذه وقليل من تلك ... بينما القنفذ كان حريصا على تطبيق قاعدة كول واوقيس ، وأخيرا نادى القنفذ على الذئب : لقد حان موعد العودة من حيث أتينا . خرج القنفذ بسهولة ، بينما لم يقو الذئب على ذلك لانتفاخ بطنه جراء الأكل الكثير ، فلما رآى القنفذ خارج البستان أخذ يعاتبه ، فرد عليه القنفذ بقوله : لقد نبهتك الى محاولة الخروج مرة بعد أخرى حتى لا يضيق عليك الثقب . قاطعه الذئب بقوله : وا أسفاه !!! لقد فهمت قولتك : كول واقيس بمعنى قيس / ذق من جميع الأصناف ، والآن ما العمل ياصديقي ؟أجابه القنفذ : أمامك حيلة واحدة ، إذا ما أحسست بصاحب البستان يقترب ، تظاهر بالموت ارخ جسمك وافتح فمك واقطع النفس ، واصبر إذا ما ضربك ثلاث أو أربع ضربات لا تصح وعندها يعتقد أنك ميت فيلقي بك خارج البستان وعندها فر بجلدتك . طبق الذئب ما قاله القنفذ بالحرف الواحد ، فبعد أن صاح البستاني : واضيعتاه !!! ضرب الذئب ثلاث مرات بقوة دون أن يتململ الأخير فتأكد من موته ، مما جعله يلقي به خارج البستان وعاد إلى عمله إلا من طفله الذي ظل يتأمل هذا الحيوان وقد انتفخ بطنه جراء الأكل الكثير .كان الطفل ينتعل بلغة جميلة تليق بقدميه الصغيرتين ، وهو يلعب مع الذئب، نزع البلغة من قدميه فألبسها الذئب ، فما إن شعر الأخير بأن البلغة في قدميه حتى فر صائحا : كعاو كعاو كعاو ... وهو يجول في الغابة إذا بالسبع يلتقي به ويلاحظ عليه البلغة فيستفسره عنها ، فكان رد الذئب أنه من سلالة صانعي البُبعات أبا عن جد ، فطلب منه السبع وهو ملك الغابة أن يصنع له بلغة ، فطلب منه بقرتين : الأولى سمينة ، والثانية هزيلة ، أكل الذئب ما لذ وطاب واكتفى بالمصارين التي لفها بإحكام على قوائم السبع وطلب منه أن يبقى معرضا للشمس الحارة حتى تيبس ، ومع اشتداد الحر أخد الألم يشتد على السبع ففطن لحيلة الذئب وأسرها في نفسه لينتقم منه ، وهو على تلك الحال إذا بأرنب تمر بجانه بعد أن سمعت صراخه ، فترجاها أن تفك أسره ، فأخذت تأتي بالماء من الغدير وتبلل المصارين حتى لانت ففك أسره بعد أن كان الجوع والتعب قد أخذا منه الشيئ الكثير فقال السبع للأرنب : حاولي أن تجري لأرى هل أستطيع أن أسبقك ، فلما حاولت جرى وراءها فانقض عليها وبلعها فكان مصيرها الهلاك . بقي على السبع أن يقبض على الذئب فصنع وليمة وأشعل نارا وجمع الذئاب لتأكل ما أعد لها شريطة القفز على النار وكل همه أن يضبط الذئب الذي غرر به فهو لا يقوى على القفز ما دامت بطنه مملوءة بالبطيخ ، وكذلك كان فبالرغم من تظاهر الذئب بالعياء وأن أباه صنع له سروالا ضيقا لا يسمح له بالقفز إلا أن السبع أصر على ذلك فما كان من الذئب إلا القفز والوقوع في النار التي شوته فكان لقمة مشوية للسبع فيكون بذلك قد تخلص من غريمه والسلام .
كلب الحراسة
مما يحكي عنه، أنه في يوم من الأيام وبينما هو يباشر حراسة أحد المنازل مستمرا في النباح، فكر قائلا: لماذا الناس نيام، وأنا اتعب نفسي بالسهر على راحتهم والنباح ليل ونهار؟ لماذا لا أتوقف عن عملي هذا؟ حينها قام من مكانه وذهب واختبأ في أحد الصناديق الفارغة التي يوضع بها النحل، اي «الجْبَحْ»، فداهمه النعاس. وبينما هو على هذه الحال، حضر اللصوص وأرادوا سرقة العسل، فبدأوا يفتشون الصناديق، فوجدوها خفيفة. وحينما وصلوا إلى الصندوق الذي ينام فيه الكلب أعجبهم لأنه ثقيل فقال أحدهم، لا داعي لحمل كل هذه الصناديق لأن هذا الصندوق سيغنينا عن الباقي فهو ثقيل جدا، فحملوه خفية والناس نيام والكلب المسكين بداخله، وحينما وصلوا إلى المنزل أرادوا اقتسام العسل، ففتحوا الصندوق وإذا بالكلب يخرج من هناك، فاستعجبوا لذلك وكرهوا ما رأوه، فضربوه ضربا مبرحا لم ير مثله من قبل. فعاد إلى منزل صاحبه قائلا: لقد كنت أحرس نفسي وليس أهل المنزل. ومن يومها وهو مستمر في الحراسة والنباح دون انقطاع. والمثل القائل «العساس إعسس على راسو» لا يزال يضرب في سياق الكلام، إشارة لهذه الحكاية.