نهر ملوية

عن كتاب " وجدة والعمالة " للنقيب لوي فوانو، ترجمة ذ. محمد الغرايب، الجزء الأول، ص 191 و 191...بتصرف

إن ملوية هي أهم نهر في المغرب الشرقي، ينبع من الأطلس المتوسط. وتنحصر ملوية السفلى بين حفافي عالية، وترسم عدة تعرجات لا تتضح معالمها إلا قليلا، وتتجاوز الطرف الغربي لكتلة بني زناسن عبر شعب شديد الضيق، حيث يوجد منخنق ضيق يسميه الأهالي " تنكَاز العتروس". يجري هذا النهر على الحصى، وهوعميق كفاية يجعل من يعبره مضطرا للبحث عن مجاز، ومع ذلك فإن جريانه غير منتظم كما هو حال باقي وديان شمال غرب إفريقيا، له مجرى متدفق لكن لا يمكن اعتباره صالحا للملاحة، إذ يكون الرمل حاجزا عند المصب، ويبلغ عرض النهر أحيانا عند سافلة بني زناسن حوالي خمسين مترا.
وتنتظم المجازات من سافلته إلى العالية كما يلي: مشرع راحل ومشرع قرباشة بأعالي كَرن الشمس ومشرع بودلال ومشرع قابو ومشرع كَارمة ومشرع سيدي ناصر ومشرع سيدي علي أو بلقاسم قبالة سهل تريفة، ويسهل عبور كل هذه المجازات غالبية أوقات السنة، إذ يصل فيها مستوى الماء في الأيام العادية إلى حقو الرجل. وفي العالية تصبح المجازات أقل سهولة وأحيانا خطرة فيتطلب الأمر معرفتها جيدا، ونصادف تباعا المجازات التالية: مشرع دبدبو ومشرع الصفصاف فمشرع الزوج فمشرع الصفصافة فمشرع الصفا فمشرع كليلة ثم مشرع مول الباشا، وهذا المعبر الأخير مهم. وأهم الروافد اليمنى لملوية السفلى هي : واد شراعة الذي يتلقى جزءا كبيرا من مياه السفح الشمالي لجبل بني زناسن، ويحمل عند منفذ الجبل اسم وادي س. امحمد أبركان ويتخذ اسم شراعة قبل أن يصب في وادي ملوية جنوب مشرع كَارمة وتجري، دائما في هذا الوادي وحتى في فصل الصيف، كمية قليلة من المياه وبعد ذلك يأتي واد الخميس ويتكون من واد تاكَما وبعض الفروع الأخرى ويسقي الجانب الشمالي لكتلة بني زناسن.

***************************************************************

يبدأ نهر ملوية مسيرته من تقاطع الأطلس المتوسط والأطلس الكبير بإقليم ميدلت ( تونفيت، إقليم اخنيفرة )، ويمتد على نحو 600 كيلومترا من منابعه بالأطلس إلى مصبه في سهول كبدانة على مشارف البحر الأبيض المتوسط بصبيب 50 متر مكعب في الثانية، وعلى مقربة من مدينة رأس الماء السياحية والتي تقع بدورها على بعد 14 كم من الحدود الجزائرية، فنهر ملوية هو المورد الوحيد الذي يُغذِّي الجهة الشرقية بالمياه السطحية، ويحرك وحده ما يقرب من مليون متر مكعب من المياه العذبة والصالحة لجميع الاستعمالات، والمتميزه وطنيا من حيث مكوناتها من الأملاح المعدنية، وتعتبر كأحسن مياه أنهار المغرب ككل من حيث الجودة، لكن هذه الكمية من المياه تعد حاليا ضعيفة لكون الجهة تعد منطقة فلاحية متميزة، وفي نفس الوقت أغلب مناطقها جافة إلى قاريّة في أغلب الأحوال. إضافة إلى ذلك، فنسبة طين السّدود والترسبات الأخرى الموجود مع مياه ملوية مرتفعة جدا. كما أن هذا النهر يوفر الماء لمناطق زراعية مهمة وطنيا وجهويا، كسهول بوعرك وسهول تريفة، ويعتبر ملوية من الحدود الطبيعية عبر التاريخ منذ عهد مملكتي نوميديا وموريطانيا الطنجية، ويشكل اليوم أيضا الحد الشرقي لإقليم الناظور مع إقليم بركان.
يحتضن الموقع الرطب لملوية ما بين 201 و208 من أنواع الطيور التي تم تحديدها حاليا، منها 39 صنف متوطنة بعضها نادرة، ومنها أيضا المهددة بالانقراض ثم تليها 99 من أنواع الطيور التي تتوالد، وتتكاثر بالموقع على مدار السنة فضلا عن 98 صنف آخر من أنواع الطيور الشتوية كالبط البري الرخامي، والسرنوف العركي، ونورس آدوان، وعقاب البحر، وطيور دجاجة السلطان الأرجوانية، وطيور الفلامنغو، وطير الشماط النادر، وغيرها من الأنواع والفصائل الأخرى. كما تحتوي هذه المنطقة الرطبة على 24 نوعا من الثدييات التي تم تحديدها في هذا الموقع نذكر على سبيل المثال الخنزير الوحشي، القط العملاق، والنمس وثعالب الماء. كما تحتضن كذلك 23 من أنواع الزواحف و البرمائيات منها ثمانية أنواع متوطنة ومهمة ونذكر منها السلحفاة اليونانية والسلاحف الخضراء (النادرة جدا والمهددة بالانقراض).
كما أن الموقع صنف عالميا ضمن اتفاقية رامسار RAMSAR أي الاتفاقية الدولية لحماية المناطق الرطبة (رامسار مدينة إيرانية) منذ 2005.
من أهم روافده وادي مسون ، وادي زا و وادي كسوب.
ملحوظتان :
1 - كلمة "مشرع " تعني مكان العبور إن لم نخطئ وعلى نهر ملوية عدة نقاط عبور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : مَشْرَع الملح، مَشْرَع تانكِيزت العتروس، مَشْرَع ختاش،...
2 – سمي ب "حمادي " نسبة للقائد حمادة البوزكَاوي الذي كان يحكم المنطقة والذي اشتهر حينذاك بمحاربته للثائر بوحمارة. القائد حمادة من مواليد تانشرفي، أما تاريخ وفاته فكان في أبريل سنة 1905. توفي رحمه الله هو وابنه أحمد بمقصورة مسجد سيدي عقبة بوجدة.

سد محمد الخامس

شيد هذا السد سنة 1967 ويعتبر أكبر خزان للمياه بالجهة الشرقية من المملكة و حــاجز ا رئيســيا لنهــر ملويــة. يقع سد محمد الخامس على بعد 35 كيلومتر جنوب مدينة زايو على نهر ملوية ويوفر السد المياه اللازمة لري أكثر من 70000 هكتار من الأراضي الزراعية. وعلى السد توجد محطة كهرومائية سعتها 23 ميجاواط. يبلغ طولة 64 متر تبلــغ مســاحة حوضــه المــائي 53.375 كلــم مربــعا أمـا سـعته الطبيعيـة فتصـل إلـى 411 مليـون متـر مكعب ليكون بذلك أكبر خزان مائي بالجهة. وسمي على اسم السلطان محمد الخامس بن يوسف.

سد مشرع حمادي

شيد سد مشرع حمادي سنة 1956 على نهر ملوية ويبلغ علوه 56 مترا ، وتبلغ سعته العادية 6.6 مليون متر مكعب ويشكل في نفس الوقت خزانا للتخفيف من حمولة سد محمد الخامس، يقع بالجماعة الترابية لمشرع حمادي بالجهة الشرقية ( صبرا جنوب زايو ) إذ يعتبر من أهم السدود الموجودة بالمغرب للدور الذي يقوم به في سقي سهول بركان أكليم ومداغ والناظور ومنطقة بوعرك وزايو، كما يعد هذا السد المصدر الأساسي لتزويد أكبر عدد من سكان مدينة وجدة وتاوريرت والعيون الشرقية بالماء الشروب.
صمم مشروع سد مشرع حمادي بمكتب ألفريد ستوكي Alfrd Stucky مهندس بمقاولة كامبينون بيرنارد Campenon Bernard
سمي ب " حمادي " نسبة للقائد حمادة قائد بني بوزڭو ( العيون الشرقية ) الذي اشتهر بمكيدته للإيقاع بوفد بوحمارة.

صور لمنطقة مشرع حمادي ،إقليم تاوريرت ،
منطقة رائعة و جزء لا يتجزأ من أراضي
بني زناسن تستحق الزيارة.
توثيق مروان ماسين